اللواء سمير فرج: المشير طنطاوي خلق حالة من التوازن فى الشارع المصرى.. ووصل بالبلاد إلى بر الآمان

اللواء دكتور سمير فرج
اللواء دكتور سمير فرج

وعن الدور الوطنى والبطولى للمشير طنطاوى تحدث اللواء اركان حرب دكتور سمير فرج أن المشير طنطاوى فور تحمله المسئولية بعد تخلى الرئيس مبارك عن الحكم للمجلس العسكرى كان هدفه الأول ألا تتحول الشوارع المصرية إلى ساحة لحرب الشوراع، وإغراقها بالدماء, وكانت أوامره المباشرة بعدم إطلاق أى طلقة واحدة, ففى حالة إطلاق طلقة نار تفتح حمامات الدم، التى كان مخطط لها.
وبدأ المشير طنطاوى فى خلق حالة من العلاقات المتوازنة بين كل مؤسسات الدولة والأحزاب والحركات السياسية، وكافة العناصر المتلاحمة بالشارع المصرى, بهدف تهيئة الأجواء للإنتخابات الرئاسية والبرلمانية, فقد كان المشير حسين طنطاوى وحده الذى يتحمل المسئولية فى إتخاذ القرارات، لخلق حالة من الإستقرار بالبلاد, فى ظل تناحر وتنازع على السلطة بين مختلف الإتجاهات السياسية, وكذلك بعض الجماعات المأجورة التى تنفذ أجندة خارجية لخلق حالة عدم الإستقرار بالبلاد.
وعن علاقته بالمشير طنطاوى يقول اللواء سمير فرج أنها علاقة تمتد إلى أكثر عشرون عاماً، هى عمر العلاقة التى جمعت بينى وبين المشير حسين طنطاوي، يضاف إليها فترة تتلمذى على يديه، عندما كان مدرساً فى الكلية الحربية، قبل سفره إلى الجزائر، بصحبة مجموعة من الضباط المصريين، لتأسيس الكلية الحربية الجزائرية فى شرشال.
عاد بعدها المشير حسين طنطاوى إلى مصر ليلتحق بكلية أركان الحرب, خلال حرب أكتوبر المجيدة، كان قائداً لكتيبة مشاة رأس الكوبرى، التى أدارت واحدة من أشرس معارك الحرب، المعروفة باسم معركة المزرعة الصينية، وأفشلت محاولة شارون إختراق الدفاعات المصرية، فى سيناء شرق القناة.
تدرج بعدها المشير محمد حسين طنطاوى، بوظائف قيادية فى سلاح المشاة، حتى قائد الجيش الثاني، ثم قائد قوات الحرس الجمهوري، ثم رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، الذى خطط وأدار حرب تحرير الكويت، قبل تعيينه وزيراً للدفاع والإنتاج الحربي. 
وأضاف اللواء سمير فرج أن المشير محمد حسين طنطاوى، نجح بإمتياز، فى إعادة الانضباط للقوات المسلحة، ونجح فى إعادة بناء المعسكرات ومناطق الإيواء، التى تليق بكرامة الجندى المصري، وأعاد القوات المصرية إلى معسكراتها وثكناتها، بعد عهود طويلة من البقاء فى خنادق الدفاع فى أثناء حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر, كما استكمل، وبكفاءة، المنظومة، التى بدأها من قبله المشير أبو غزالة، لتطوير تدريب وتسليح القوات المسلحة المصرية.
واستمر المشير حسين طنطاوى فى منصبه، حتى اندلاع أحداث 25 يناير 2011، ليجد نفسه على رأس المجلس العسكرى، مكلفاً بإدارة شئون البلاد، والتى اعتبرها أهم فترات تاريخه العسكرى والسياسى, أصدر أوامره، منذ اليوم الأول، بعدم إطلاق النيران، مهما حدث، وظل قراره سارياً، حتى تسليم السلطة، بعد انتخابات عام 2012, كان يرى أن طلقة واحدة، من شأنها إغراق مصر فى بحر من الدماء، لتصبح بعدها مثل سوريا والعراق، وهو ما كانت جماعة الإخوان الإرهابية تستهدفه، بمحاولة إحداث الفتنة بين الشعب وقواته المسلحة، من خلال إطلاقهم النيران من أعلى أسطح العمارات، فى ميدان التحرير، فى الأيام الأولى لأحداث يناير 2011.
كانت أعقد هذه المواقف عندما حاول المتجمهرون من الإخوان، وأنصارهم، حصار، واقتحام مقر وزارة الدفاع، واقتربوا بالفعل من الأسوار، وتمسك المشير محمد حسين طنطاوى بقراره، بعدم إطلاق النيران، والحفاظ على أعلى درجات ضبط النفس. ولولا حكمة، وتوفيق، اللواء حمدى بدين، قائد الشرطة العسكرية آنذاك، والمكلف حينها بتأمين مبنى وزارة الدفاع، لنجحت تلك العناصر فى إقتحام مبنى الوزارة، والتى اقتصرت خطته على حشد عدد كبير من الجنود، الذين اندفعوا فى اتجاه المتظاهرين، دون استخدام الأسلحة، ففروا هاربين إلى ميدان العباسية ومنطقة غمرة, وقد تكون شهادتي، فى حق المشير طنطاوي، مجروحة، بحكم العلاقة، التى تطورت إلى صداقة، على مدى 20 عاماً.
وقد توفى وزير الدفاع والإنتاج الحربى الأسبق، المشير حسين طنطاوى، بعد حياة حافلة بالبطولات الوطنية، التى يسجلها التاريخ بأحرف من نور، عن عمر ناهز «85 عاما»، والمشير محمد حسين طنطاوى، صاحب مشوار طويل فى العمل العسكرى، وخدمة الوطن، بداية من دخوله مصنع الرجال الكلية الحربية وتخرجه منها عام 1956, رجلٌ ساقَتْه الأقدارُ إلى دورٍ هو الأخطر خلال أحداث يناير 2011, تَحمّل على مدى عامٍ ونصف مسؤوليةً لم يسْعَ إليها, ولم يهرب من أعبائها ولم يطمع فى مزاياها, وأدّى الأمانة كأفضل ما يكون فى ظل الظروف المحيطة, من أجل أن يعبر بمصر وهى فى حالة ثورة إلى بر الآمان..