«ملوك الجدعنة».. قصة حي الزاوية الحمراء بين درء الفتنة ومواجهة «الإرهابية»

قصة حي |«الزاوية الحمراء» كيف قتل الفتنة الطائفية ؟ .. وأصبح شبابها «ملوك الجدعنة»
قصة حي |«الزاوية الحمراء» كيف قتل الفتنة الطائفية ؟ .. وأصبح شبابها «ملوك الجدعنة»

مصر أم الدنيا لأنّها شكّلت مهداً لحضارات متتالية جعلت منها لوحة فنية كبيرة على ارض الواقع دون التغيير فى شخصية المصريين ، فبين مناطق ومدن مصر أسماء لها تاريخ ، فلكل اسم حكاية يحمل بين طياته رائحة التاريخ ، يمر ملايين المصريين بشوارع وأحياء مصر يوميّاً ويردّدون أسماء المناطق والشوارع بمنتهى الثقة فيما بينهم، فوراء أسماء تلك الشوارع حواديت كثيرة، اما حكاية اليوم عن «الزاوية الحمراء» الذى ارتبطت شهرة هذا الحي في اوائل الثمانينات بما سمي بالفتنة الطائفية .

حي «الباطنية».. من «الدراما والمخدرات» إلى واجهة مصر السياحية |فيديو

حالة الانفلات الرهيبة التى تجسدت فى القتل واستباحة محلات الصاغة، حتى نجح سكان الحى الشرفاء والأمن فى قتل الفتنة الطائفية داخل شوارع «الزاوية الحمراء» التى جسدت روح الوطنية المصرية بينهم مسلمين واقباط .


تستعرض بوابة أخبار اليوم قصة حى «الزاوية الحمراء» وكيف تم قتل الفتنة الطائفية ؟ .. حتى أصبح شبابها "ملوك الجدعنة" وحلقة أخرى لسلسلة حكايات شوارع وأحياء المحروسة .

البداية زينب هانم خاتون

أحد أحياء شمال القاهرة، الذي يتوسط حيي شبرا وحدائق القبة ، وكانت عبارة عن مساحة زراعية كبيرة  خاضعة للملكية الخاصة – ملكية السيدة / زينب هانم خاتون وهى من الأسرة الحاكمة، وبعد قيام الثورة وبداية عام 1953 بدأ الامتداد العمراني إلى المكان حيث كان كله عبارة عن أرض زراعية وما زالت حتى الآن توجد بقايا من هذه الأرض الزراعية خلف مبنى الحي وبجوار المصنع الحربي حوالي (70 ) فدان .

سبب التسمية «الزاوية الحمراء»
يرجع سبب تسمية «الزاوية الحمراء» بهذا الاسم يعود إلى وجود "زاوية للصلاة"، عند محطة "شادر السمك"، مطلية باللون الأحمر، وكانت العلامة المميزة لهذا المكان، لذلك أطلق على هذه المنطقة "الزاوية الحمراء"، وأسسه الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات وذلك لاستيعاب سكان عشش الترجمان وبولاق العشوائيتين الذين تم نقلهم إلى مسكان الزاوية الحمراء ، وكان يتبع في بادئ الأمر حي شبرا العريق إلى أن انفصل عنه في ثماننيات القرن الماضي كغيره من الأحياء التي انفصلت عن حي شبرا ، ليلقى مصير غيره من المناطق التي انفصلت إداريًا عن الحي القديم، لتصبح حيًا مستقلاً بذاته .


قتل الفتنة الطائفية

زادت شهرة هذا الحي في اوائل الثمانينات بما سمي بالفتنة الطائفية فى «الزاوية الحمراء» يوم 17 يونيو عام 1981، وجسد سكانه ملحمة وطنية للقضاء على الفتنة الطائفية وقتلها داخل شوارع الزاوية الحمراء بعد نشر حالة الانفلات الرهيبة التى تجسدت فى القتل واستباحة محلات الصاغة، كل شىء خارج حدود السيطرة والعقل، وعمليات النهب والقتل والسطو دون وجود شرطة ولا دولة، فأكد المشهد أن هذا الذى يحدث هو «من أسوء حوادث الفتنة الطائفية التى شهدتها مصر منذ سنوات بعيدة»، بوصف محمد حسنين هيكل فى كتابه «خريف الغضب»، مضيفاً: «تحول فى حى الزاوية الحمراء شجار شخصى إلى معركة مسلحة، ومرة أخرى كانت بداية الشجار محاولة غير قانونية لبناء كنيسة .

وقال السادات إنه بتاريخ 12 يونية 1981 أبلغ مصنع العلف بالزاوية الحمراء التابع للمؤسسة المصرية العامة لإجراء توسعات فيه ولإقامة مصلى للعاملين، وحسم هذا النزاع بالقرار الإدارى رقم 6 فى 13 يونية 1981، الذى صدر من حى شمال القاهرة، ونص على إزالة التعديات، ونفذ القرار بالفعل، وانتهى النزاع عند هذا الحد.


القضاء على الاخوان

جسد اهالى حى الزاوية الحمراء حالة من الوعى السياسى اثناء مشاركتهم باللجان الانتخابية سواء الرئاسية أو البرلمانية ، وكان لهم دور كبير فى ثورة 30 يونيو المجيدة والقضاء على العناصر الاخوانية داخل المنطقة ، حيث خرجوا مسلمين ومسيحيين فى مسيرات منظمة ضد الإخوان والقضاء على فترة حكمهم .


نجوم الزاوية الحمراء
احتضنت شوارع الحي الشعبي مواهب كثيرة فى كل المجالات لنرى لاعب كرة القدم بالنادي الأهلي المصري "عفروتو"، ولاعب الزمالك السابق مدحت عبد الهادي، ولاعب الأهلي السابق حمدي أبو راضي، والموزع الموسيقي محمد عباس، ولاعب الكاراتيه إسلام أحمد، ومن أشهر منشآت الحي مكتبة مصر العامة بطرازها العالمي.

مجالات التطوير

يشهد حي الزاوية الحمراء حاليًا العديد من مشروعات التطوير، وقد خصته محافظة القاهرة أخيرًا بعدد من هذه المشروعات، تم تجهيز العديد من الأسواق الحضارية به، وأشهرها سوق "الزاوية الحضارية"، وهى أولى الأسواق التى تعمل بالطاقة الشمسية، وتم تجهيز باكيات معدنية بها ، وتخصيص باكيات للباعة الجائلين في مناطق "الزاوية الحمراء – حدائق القبة – العتبة – الموسكي – البيدق – العشماوي"، وتجهيز سوقي "طلخا وعبود" الحضاريتين، لاستيعاب الباعة الجائلين بنطاق الحي، فضلا عن سوق "المخبز الآلي" ، وتجهيز موقف عبود الجديد للسرفيس، بالإضافة لمشروعات بنية تحتية جار تنفيذها كالصرف الصحي والإنارة والتشجير، مع بناء مدرستي "السلام والنصر"، وأخيرًا تم اختيار الحي ليكون من ضمن أحياء القاهرة في المنحة الفرنسية للتطوير.

شبابها "ملوك الجدعنة "

اشتهر شبابها بجدعنتهم ومواقفهم المتسمة بالرجولة ليتصدرو ملوك الجدعنه كما جسدها الشاب «جهاد يوسف»  25 عامًا  اسما علي مسمي، المعروف بـ«سبايدر مان» و«بطل الزاوية الحمراء» الذى جسد شهامة أولاد البلد التي تربي عليها، جعلته يجاهد ويخاطر بحياته لإنقاذ أسرة كاملة من التفحم في حريق شقتهم السكنية بمنطقة الزاوية الحمراء ضاربًا مثلًا للبطولة المصرية، حيث عرض حياته للخطر من خلال تسلق مواسير الغاز الممتدة علي واجهة المنزل وقام بحمل أفراد الأسرة علي ظهره ونقلهم للطابق الأسفل في أمان.