حي «الباطنية».. من «الدراما والمخدرات» إلى واجهة مصر السياحية |فيديو

حي «الباطنية».. من  «الدراما والمخدرات» إلى واجهة مصر السياحية 
حي «الباطنية».. من «الدراما والمخدرات» إلى واجهة مصر السياحية 

مصر أم الدنيا لأنّها شكّلت مهداً لحضارات متتالية جعلت منها لوحة فنية كبيرة على ارض الواقع دون التغيير فى شخصية المصريين ، وتركتْ بصمةً واضحةً في العالم في مجالات مختلفة، كما أنّ مصر هي أوّل حضارة عرف أهلها الكتابة والتدوين؛ فبين مناطق ومدن مصر أسماء لها تاريخ ، فلكل اسم حكاية يحمل بين طياته رائحة التاريخ ، وهناك مناطق وشوارع وأماكن ظلت على مر العصور تحتفظ بتاريخها وجمالها واحتفظت برونقها بين المناطق ، فالجمال ألوان و لكل لون طعم و معنى .

اقرا ايضا|  تعرف على سبب تسمية حى «المطرية».. ارتبط برحلة العائلة المقدسة

يمر ملايين المصريين بشوارع وأحياء مصر يوميّاً ويردّدون أسماء المناطق والشوارع بمنتهى الثقة فيما بينهم، فوراء أسماء تلك الشوارع حواديت كثيرة، حيث رُسمت صورة نمطية محددة عن «الباطنية»، التي صورتها الأفلام يدعمها الإعلام، بوصفها كمرتع للمجرمين ومدمني الكيف .


تستعرض بوابة أخبار اليوم قصة حى «الباطنية» بالدرب الأحمر أحد أحيائها العريقة وحلقة أخرى لسلسلة حكايات شوارع وأحياء المحروسة .


اصل التسمية

حي «الباطنية» من أقدم الأحياء في القاهرة عمره قرب 1000عام ، اكتسب هذا الحي سمعته السيئة  خلال 100 عام الاخيره فقط من كونه مركزاً لتجارة المخدرات وبيعها العلني، لفظ الباطنية مأخوذ من كلمة بطن بمعنى خفي فهو باطن، جمعه بواطن، واستبطن أمر وقف على دخلته، والباطنة بالكسرة، السريرة، والباطن هو داخل كل شيء ومن الأرض ما غمض يسمى باطنا، وسبب تسميتهم بهذا الاسم لأنهم يزعمون أن لظواهر القرآن بواطن يعرفونها دون سواهم، وقال الشهرستاني في سبب تسميتهم بهذا اللقب: "إنه لزمهم بهذا اللقب لحكمهم بأن لكل شيء ظاهرا وباطنا، ولكل تنزيل تأويلا".


الإفلات من العقاب

«الباطنية» هو اسم أُطلق على الإسماعيلية -إحدى فرق الشيعة فى العصور الوسطى والمعروف أن الإسماعيلية نجحوا فى إقامة الدولة العبيدية الفاطمية، فى المغرب ثم نقلوا مركزها إلى القاهرة، حيث بدأ عهد جديد فى عهد الدعوة الإسماعيلية، ويرجع سبب تسمية الباطنية على أولئك الإسماعيلية لاعتقادهم أن العقيدة باطنا وظاهرا، وتفسيرهم لكثير من الأحكام والشرائع طبقا لهذا الفهم، فقد اعتقدوا أن بوسع أى شخص الإفلات من العقاب.


دراما المخدرات

من يُقدم على دخول الباطنية سيكون مجبرا على الحذر فما سمعه عن المنطقة ليس مطمأن بعد الصورة الدرامية المحفورة فى عقولهم ، وعندما يذكراسم حي "الباطنية" يتبادرإلى الذهن عالم إجرامي مليء بتجارة المخدرات والسلاح والهيرويين والسكارى والمدمنين، وإذا أسعفك الخيال فأفضل صورة مهذبة يمكن أن تحصل عليها فيلم "الباطنية" ، واشتهر به  خلال المائة عام الماضية، برواج تجارة المخدرات بها، وتناول الدراما لها على أنها منذ بدأ الخليقة، وهى وكرلتجارة المخدرات ،  ولكن استقبال أهالي المنطقة فأنهم طيبين متعاونين  وأصبح التوغل في الحواري والأزقة أمرًا يسيرًا، فالأهالي هم من اطلق عليه ابناء البلد بكل معناها ‏ ويحاولون التميز في أنشطتهم ومنتجاتهم‏،‏ وإن كان اسوأ شيء فيهم هو عدم تقدير قيمة الآثار التي يعيشون بينها‏ .

باطنة العلماء

قالت محافظة القاهرة إن المنطقة تعرضت لحريق هائل عام 663هـ أدى لدمارها بالكامل، وكان الناس يضربون بحريقها المثل لمن يشرب الماء كثيراً فيقولون "كأن في باطنه حريق الباطليّة"، إلى أن أعُيد تعميرها عام 785هـ على يد "الطواشي بهادر بن عبد الله النبهاني الرومي" مقدم المماليك السلطانية والذي تولى وظيفة نظارة الجامع الأزهر أي "المشرف على شؤونه" حيث أقام دار بها، وكان يُخصص لكل شيخ من مشايخ المذاهب الأربعة دار داخل المنطقة تعرف باسمه، ولك ان تعلم ان اسم الحى هو «الباطنية» اى «باطنة العلماء » وذلك لكون الحى كان هو حى سكن علماء وطلاب الازهر الشريف ثم حرف الاسم من العامة الى الباطلية لكونه تحول لمسكن اهل الباطل من تجار المخدرات .

سكن الباشوات والبكوات 

وكانت الباطنية من أرقى الأحياء فشيد بها الباشوات والبهوات منازلهم التي مازالت قائمه إلى الآن منها منزل زينب خاتون، وبيت الست وسيلة، وبيت الهواري، كما كانت مقراً لشيوخ الأزهر وعلمائه وطلابه الوافدين من جميع أنحاء العالم، وشيد بها مجموعة من الأثار الإسلامية منها مجموعة محمد بك أبو الدهب، ثم شهدت المنطقة لفترة من الزمن مجموعة من الأعمال المخالفة مثل تجارة المخدرات، إلى أن قامت الجهات المعنية بتطهير المنطقة وتطويرها بإقامة مشروع استثماري غير معالمها حتى صارت ملاذاً آمناً ومتنفساً حضارياً لأهالي المنطقة، وواجهة سياحية يقصدها كثير من زوار العاصمة.


واجهة مصر السياحية 

ومع مرور الوقت ولفترة من الزمان كانت الباطنية قد تحولت لحي راقي لما بها من آثار ومنازل لعلية القوم كقصر زينب خاتون الموجود إلى الآن ويذكر علي مبارك : "ان المنطقة في الماضي البعيد كانت مقرا لشيوخ الأزهر وعلماؤه وطلبته المغتربين من كثير من بلدان العالم" ، ونرى اهميتها التاريخية كمنطقة اثرية وارثاء  قيمتها ‏وابراز كمية الاثار التى تحتويه هذه المنطقة الصغيره نسبيا من حيث المساحه ‏.

فإن بالباطنية‏ 16‏ أثرا‏ ،‏‏ تبدأ منطقة الباطنية من باب الجامع الأزهر فمدخله الرئيسى هو صوره مبهره تشمل اول مسجد بنى فى القاهرة الفاطمية " المسجد الازهر" واخر مسجد بنى فى عهد المماليك وهو "مسجد ابو الدهب"‏،‏ وتشمل المنطقة الخلفية للمسجدين ومجموعة ابو الذهب الاثرية ‏،‏ حتي الغورية غربا‏،‏ وسور القاهرة القديم شرقا‏.‏ وفي وسط الباطنية توجد سوق التبليطة للخضار والفاكهة‏،‏ وهي سوق شعبية تخدم الأهالي‏،‏ وبدأت تنتشر بين السكان أنشطة رائعة مثل محلات وورش السيرمة‏ (‏ القماش المشغول يدويا‏)‏ ومنتجات الصدف و الستة عشر أثرا المسجل فيها موزعة علي شوارع الباطنية وأزقتها المختلفة‏.