ليس حظا عثرا ان تجتهد مصر لتحقيق التقدم والرخاء الاقتصادي لشعبها ثم لا تأتي النتائج محققة للامال بل يأتي بعضها وبالا علي الشعب المنتظر ورغم ان بلدنا تمتلك كل اسباب القوة الاقتصادية مجتمعة الا انه يبدو وكأنه دولة فقيرة تسعد بما تحصل عليه من هنا وهناك من منح ومساعدات مخجلة. واي متابع يرصد بوضوح ان هناك قوي لا تريد لمصر ان تنهض او تستفيد من مزاياها فلابد كلما قامت ان تنكفئ وتبقي اعواما تلملم ما انفرط من عقدها. حصل هذا بجلاء ووضوح عام ١٩٦٧ ومن يومها والالغام توضع في طريقنا ولكن في خفاء وسرية حتي لا تقوم لهذا البلد قائمة بغض النظر عن نظامها السياسي وهذه الالغام ان لم توضع من قوي خارجية تراها توضع من قوي داخلية فالمهم ان تبقي مصر في وضع فريد لا هي قوية وقادرة ولا هي ضعيفة ومنهارة وكلما لاحت لمصر كدولة فرصة للظهور ولتعويض شعبها عن مرارات عديدة تاريخية ومعاصرة حدث انشقاق يعيد كل الجهود الصائبة الي المربع الاول لنبدأ من جديد. ويبدو الامر جليا الآن وبشائر خير تهل علي هذا البلد. انظر الي اكتمال مؤسسات الدولة وبدء ظهور حقول غاز طبيعي عملاقة كفيلة بمضاعفة الدخل القومي لمصر عدة مرات خلال السنوات الثلاث القادمة وانظر في نفس الوقت للالغام التي تزرعها القوي المضادة حتي لا تجني مصر أي ثمار. حتي جزيرتا تيران وصنافير اللتان لا تتمتعان بأي مزايا استراتيجية اصبحتا متكأ من بعض القوي لهدم الدولة ومهما قدمت الادلة والبراهين علي صدق الموقف المصري فكلها مرفوضة قبل النظر فيها لان الهدف الحقيقي ليس الجزيرتين!! وفي الولايات المتحدة تقوم العديد من مراكز الابحاث باجراء دراسات عن كل جزء من العالم لتضع امام صانع القرار رؤية يتم علي اساسها تحديد الاستراتيجية والسياسة الخارجية للتعامل مع كل جزء من العالم. وقد افردت هذه المراكز دراسات مستقلة لمصر ووصفتها بانها القوة الكبري البازغة في منطقة الشرق الاوسط واعتمدت هذه الدراسات علي وضع مصر الاقتصادي المنتظر بعد استغلالها للاكتشافات العملاقة للغاز في البحر المتوسط ودلتا النيل واعتماد اوربا عليها في تغذيتها باحتياجاتها من الطاقة النظيفة ثم وضع مصر العسكري بحلول العام ٢٠٢٠ وهو بداية خروج مصر من العباءة العسكرية الامريكية وما تفرضه من قيود ستتحرر مصر منها مع هذا التاريخ فضلا عن سعي مصر لرفع مستوي شعبها وفتح فرص عمل جديدة لسكانها بتحالفات اقتصادية ذكية قائمة علي مصالح طويلة المدي مع السعودية ودول الخليج وسرعان ما تلحق بها اوربا حتي لا تفوتها الكعكة.. والسؤال هل تقبل القوي المناهضة لمصر ان تتم هذه الانجازات دون ان تضع الغاما وعراقيل لوقف هذا المد والابقاء علي مصر في وضعها الذي لا تحسد عليه؟! الاجابة انها لن تقبل ابدا وخاصة الولايات المتحدة التي تدرك خطر مصر القوية علي نفوذها السياسي والعسكري في المنطقة.. وأول ما ستفعله هو عرقلة حدوث استقرار سياسي خلال السنوات المقبلة في الشارع المصري من خلال استغلال الشباب واثارة الفتن الدينية وتشجيع بعض الخروقات الاقتصادية لزيادة معاناة الشعب وتصعيد ازمات للحكومة والادارة المصرية الي جانب تشجيع الاحزاب والقوي السياسية في مصر علي اظهار سوءات النظام الحاكم واثارة الري العام ضده مع استمرار فوض الاعلام وكلها ازمات من شأنها «كعبلة» مصر حتي تنشغل عن مشروعها القومي للنهوض.. ما أشد التحديات واكثرها وما احوجنا للوعي بما يحاك لنا في ليل ونحن غافلون.. وما اروع تمسكنا بالله ليدافع عنا فالله لا يصلح عمل المفسدين.. وهو سبحانه يدافع عن الذين آمنوا.. اللهم اجعلنا منهم.. آمين.