فقد الأليف..أذى نفسى واكتئاب لصاحبه

نجلاء.. تروي قصة كلب أصابها بحالة اكتئاب لمدة 9 أشهر

نجلاء : لن أكرر التجربة بعد وفاة كلبى.
نجلاء : لن أكرر التجربة بعد وفاة كلبى.

يرتبط الكثيرون بحيواناتهم، ويعتبرونهم فردا من عائلتهم، وفى حالة فقدانهم للأليف، فيسيطر عليهم الاكتئاب والحزن، ولاسيما أن الحيوانات الأليفة بشكل عام تتميز بالوفاء والحب لأصحابها، مما يزيد مشاعر الارتباط والحب بين الطرفين، ويصعب على أى منهما فقد الآخر.

وتقول نجلاء البنهاوى، مؤسسة رابطة محبى الكلاب البلدى بالإسكندرية، ومهتمة بحقوق الحيوان، إن المشاعر تجاه الكلاب تختلف من شخص لآخر، مثل المشاعر المتبادلة بين الأشخاص،لذلك ألم الفقد يختلف من شخص لآخر،فهناك شخص يحب أليفه ولا يستطيع البعد عنه.

ويشير إلى أن البعض يخفى شعوره بالآلم فى حالة فقده للآليف، خوفًا من التهكم والسخرية والتنمر عليه من الأشخاص المحيطة به، فكثيراً ما يصف الأشخاص لإنسان يبكى على كلب بالمبالغة، وآخرون يظهرون هذه المشاعر ولكن فى بيئة تقدر هذا الألم وتدعمه نفسيًا، وغالبًا ما يكون ذلك فى بيئة مربى الحيوانات الأليفة، مما يشعره لتقدير من حوله لمشاعر حزنه وألمه التى يمر بها لفقدان أليفه. وتضيف البنهاوى، أن وجود الآليف فى أسرة مكونة من أشخاص متعددة يختلف كلياً عن وجوده مع شخص يعيش بمفرده، وأنه فى هذه الحالة يكون وفاة الأليف بمثابة انهيار نفسى لصاحبه.


وتروى البنهاوى قصتها مع كلبتها التى فقدتها، وعندما توفت أصابها حالة اكتئاب شديد لمدة ٣ أسابيع لم تستطع خلالهم التواصل مع البشر، ورفضت تكرار التجربة مرة أخرى ولم ترب أى كلاب مجددا خوفًا من ألم الفقد مرة آخرى. وتحدثت عن كيفية تخطى هذا الألم من خلال إما تكرار التجربة مرة ثانية وتربية أليف آخر تعويضًا عن المتوفى، لكى يعيش مرة أخرى فى حب العشرة والألفة والوفاء مع الحيوان، ووقتها اذا ارتبط بهذا الاليف قد يعوضه عن المتوفى، لأن الحيوانات تمد الإنسان بهذه المشاعر وتمنحه أباها. 

أما مها حسام الدين محاسبة ببنك، تقول إنها فقدت كلبها والذى أهداه زوجها لها يوم زفافهما، والتى كانت تطلق عليه اسم «شادو» ومثل لها جزءاً من كيانها لدرجة اعتبرته ابنها، وحافظت على التطعيمات فى مواعيدها، وتصطحبه للطبيب بانتظام، مع اهتمامها بنظافته ولعبه، وبعد أن انجبت طفلًا كانت تعتبره أخًا لمولودها والذى أحبه بعدما أدرك وجوده، ونشأت علاقة ارتباط قوية للغاية.

وتضيف مها أنها عندما قررت تغيير منزلها، حزن الكلب بشدة وتوفى بشكل مفاجئ، مما أصابها بالصدمة، وشعرت بحالة حزن شديد، وتأثر نجلها سلبيًا بغياب الكلب، وظلت طيلة ٦ أشهر غير قادرة على الدخول للمكان الذى كان متواجداً به، وتشعر بأذى نفسى شديد إذا رأت كلباً يشبهه من حيث الشكل، لكونها تعتبره نجلها. 

وتقول: بدون مبالغة كان ابنى، وأن صديقتها عندما شعرت باستمرار حالة اكتئابها لـ٩ أشهر فقررت إهداءها كلباً صغيراً، ووقتها شعرت بالفرحة هى ونجلها الصغير بالكلب الجديد، مما جعلها تتخطى آلم فقد أليفها، ولكنها فى حالة قلق مستمر من فقده مرة أخرى، وفراقه مثل الكلب الأول، بعد أن أحبته وتعلقت به.