نــــوّرت يـا قطــــن النيــل

قطــــن النيــل
قطــــن النيــل

مروة‭ ‬أنور‭ - ‬ياسين‭ ‬صبرى

نورت‭ ‬يا‭ ‬قطن‭ ‬النيل‭.. ‬يا‭ ‬حلاوة‭ ‬عليك‭ ‬يا‭ ‬جميل‭.. ‬اجمعوا‭ ‬يا‭ ‬بنات‭ ‬النيل‭.. ‬يلا‭ ‬دا‭ ‬مالوش‭ ‬مثيلب‭.. ‬هكذا‭ ‬كان‭ ‬الفلاحون‭ ‬فى‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‭ ‬يتغنون‭ ‬لمحصول‭ ‬القطن‭ ‬وقت‭ ‬موسم‭ ‬حصاده،‭ ‬الموسم‭ ‬الأهم‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬مواسم‭ ‬حصاد‭ ‬المحاصيل‭ ‬الزراعية،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬أنشطة‭ ‬اجتماعية‭ ‬واقتصادية‭ ‬مهمة‭ ‬كانت‭ ‬ترتبط‭ ‬به‭ ‬مثل‭ ‬زواج‭ ‬الأبناء‭ ‬فى‭ ‬الريف‭..‬

اآخرساعةب‭ ‬قامت‭ ‬بجولة‭ ‬فى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الحقول‭ ‬المزروعة‭ ‬بالقطن‭ ‬فى‭ ‬محافظتى‭ ‬الفيوم‭ ‬والبحيرة،‭ ‬وكان‭ ‬المشهد‭ ‬مثيراً‭ ‬للبهجة‭ ‬بمنظر‭ ‬حقول‭ ‬القطن‭ ‬التى‭ ‬تفتح‭ ‬االنوارب‭ ‬الخاص‭ ‬بها،‭ ‬فخلق‭ ‬اللونان‭ ‬الأخضر‭ ‬والأبيض‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬البهجة‭ ‬بين‭ ‬الفلاحين‭.‬

فرحةٌ‭ ‬عارمة‭ ‬تلمسها‭ ‬بين‭ ‬مزارعى‭ ‬القطن‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعاره‭ ‬هذا‭ ‬الموسم،‭ ‬تُعيدهم‭ ‬إلى‭ ‬العصر‭ ‬الذهبى‭ ‬لمواسم‭ ‬الخير،‭ ‬بعد‭ ‬سنواتٍ‭ ‬من‭ ‬العناء‭ ‬لم‭ ‬يجلب‭ ‬لهم‭ ‬المحصول‭ ‬خلالها‭ ‬إلا‭ ‬الخسارة‭. ‬البشائر‭ ‬التى‭ ‬استقبلتها‭ ‬محافظات‭ ‬الوجه‭ ‬القبلى‭ ‬بدأت‭ ‬ببنى‭ ‬سويف،‭ ‬التى‭ ‬وصل‭ ‬سعر‭ ‬القنطار‭ ‬فى‭ ‬أول‭ ‬المزادات‭ ‬التى‭ ‬عُقدت‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬3715‭ ‬جنيهاً،‭ ‬فيما‭ ‬تجاوز‭ ‬3800‭ ‬جنيه‭ ‬فى‭ ‬الفيوم‭ ‬التى‭ ‬تضم‭ ‬عشرة‭ ‬مراكز‭ ‬لتجميع‭ ‬القطن‭ ‬ضمن‭ ‬منظومة‭ ‬التداول‭ ‬الجديدة،‭ ‬التى‭ ‬شهدت‭ ‬إقبالاً‭ ‬غير‭ ‬عادى‭ ‬من‭ ‬المزارعين‭ ‬بالمحافظة‭ ‬لتوريد‭ ‬المحصول‭.‬

ورصدت‭ ‬اآخرساعةب‭ ‬المنظومة‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬أحد‭ ‬مراكز‭ ‬التجميع‭ ‬الذى‭ ‬تراصت‭ ‬فيه‭ ‬أجولة‭ ‬القطن‭ ‬من‭ ‬صنف‭ ‬اجيزة‭ ‬95ب،‭ ‬الذى‭ ‬يدوّنه‭ ‬المسئول‭ ‬عليها‭ ‬بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬وزنها‭ ‬بالميزان‭ ‬المُخصص‭ ‬لذلك‭ ‬داخل‭ ‬المركز‭. ‬فيما‭ ‬يتوافد‭ ‬المُزارعون‭ ‬لتوريد‭ ‬إنتاجهم‭ ‬استعدادًا‭ ‬للمزاد‭ ‬المُقبل‭.‬

ارتفاع‭ ‬الأسعار

ويأتى‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬واصلت‭ ‬أسعار‭ ‬القطن‭ ‬الارتفاع‭ ‬بالمزادات‭ ‬التى‭ ‬عُقدت‭ ‬بمحافظات‭ ‬الوجه‭ ‬القبلي،‭ ‬حيث‭ ‬وصلت‭ ‬بمحافظة‭ ‬الفيوم‭ ‬إلى‭ ‬3865‭ ‬جنيها‭ ‬للقنطار،‭ ‬فيما‭ ‬لم‭ ‬تبدأ‭ ‬بعد‭ ‬المُزايدة‭ ‬على‭ ‬أصناف‭ ‬محافظات‭ ‬الوجه‭ ‬البحري،‭ ‬التى‭ ‬عادةً‭ ‬ما‭ ‬تزيد‭ ‬بمقدار‭ ‬200‭ - ‬300‭ ‬جنيه‭ ‬للقنطار،‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يتوقع‭ ‬معه‭ ‬الخبراء‭ ‬زيادة‭ ‬قيمة‭ ‬التعاقدات‭ ‬التصديرية‭ ‬للموسم‭ ‬الجديد،‭ ‬التى‭ ‬بلغت‭ ‬خلال‭ ‬الموسم‭ ‬الماضى‭ ‬237٫4‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬بزيادة‭ ‬25%‭ ‬عن‭ ‬الموسم‭ ‬الأسبق‭ ‬له‭. ‬وتبلغ‭ ‬مساحة‭ ‬محصول‭ ‬القطن‭ ‬للعام‭ ‬الحالى‭ ‬نحو‭ ‬1٫6‭ ‬مليون‭ ‬قنطار،‭ ‬بزيادة‭ ‬الزراعات‭ ‬إلى‭ ‬231‭ ‬ألف‭ ‬فدان‭ ‬مقابل‭ ‬171‭ ‬ألف‭ ‬فدان‭ ‬خلال‭ ‬الموسم‭ ‬السابق‭.‬

وتشرف‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬تداول‭ ‬الأقطان‭ ‬لهذا‭ ‬الموسم‭ ‬الشركة‭ ‬القابضة‭ ‬للقطن‭ ‬والغزل‭ ‬والنسيج،‭ ‬بمتابعة‭ ‬اللجنة‭ ‬التنفيذية‭ ‬المعنية‭ ‬بمنظومة‭ ‬التداول‭ ‬الجديدة،‭ ‬وتضم‭ ‬وزارات‭ ‬قطاع‭ ‬الأعمال‭ ‬العام‭ ‬ووزارة‭ ‬الزراعة‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬والهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للتحكيم‭ ‬واختبارات‭ ‬القطن،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بالمنظومة‭ ‬التى‭ ‬تعتمد‭ ‬نظام‭ ‬المزايدة‭ ‬العلنى‭ ‬الذى‭ ‬يُطبَّق‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الجمهورية،‭ ‬بعد‭ ‬تطبيقه‭ ‬بشكل‭ ‬جزئى‭ ‬الموسم‭ ‬الماضي‭.‬

وتعمل‭ ‬المنظومة‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬علاج‭ ‬المشكلات‭ ‬التسويقية‭ ‬لمحصول‭ ‬القطن‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬حق‭ ‬المُزارع‭ ‬وسلامة‭ ‬ونقاء‭ ‬المحصول،‭ ‬وذلك‭ ‬بقصر‭ ‬عملية‭ ‬التداول‭ ‬على‭ ‬مراكز‭ ‬التجميع‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬تحديدها‭ ‬بالمحافظات‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬ورقابة‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬مع‭ ‬وضع‭ ‬أسس‭ ‬وشروط‭ ‬عادلة‭ ‬لفتح‭ ‬المزادات‭ ‬التى‭ ‬تُشارك‭ ‬بها‭ ‬شركات‭ ‬تجارة‭ ‬الأقطان،‭ ‬ما‭ ‬يلغى‭ ‬دور‭ ‬الوسطاء‭ ‬وعمليات‭ ‬خلط‭ ‬الأقطان‭ ‬بالمحالج‭ ‬الأهلية‭ ‬غير‭ ‬المرخصة‭.‬

عودة‭ ‬الزراعة

اكنا‭ ‬نترقب‭ ‬سعر‭ ‬المزاد‭ ‬الأول‭ ‬مثلما‭ ‬ينتظر‭ ‬التلاميذ‭ ‬نتيجة‭ ‬الثانوية‭ ‬العامةب‭ ‬يُبادرنى‭ ‬عبدالغنى‭ ‬حسن‭ ‬الذى‭ ‬يمتلك‭ ‬21‭ ‬قنطارًا‭ ‬من‭ ‬القطن،‭ ‬هى‭ ‬حصيلة‭ ‬زراعته‭ ‬لثلاثة‭ ‬أفدنة‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭. ‬متابعًا‭: ‬الم‭ ‬نكن‭ ‬نتوقع‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬المحصول‭ ‬هذا‭ ‬الربح‭ ‬بعد‭ ‬الخسارة‭ ‬الكبيرة‭ ‬التى‭ ‬حققها‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬حيث‭ ‬تراوح‭ ‬سعر‭ ‬القنطار‭ ‬بين‭ ‬1700و1900‭ ‬جنيه،‭ ‬ومنذ‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬كانت‭ ‬الأسعار‭ ‬فى‭ ‬تراجع‭ ‬مستمرب‭.‬

يضيف‭: ‬اكثير‭ ‬من‭ ‬المزارعين‭ ‬هجروا‭ ‬القطن‭ ‬لصالح‭ ‬محاصيل‭ ‬البصل‭ ‬والبنجر،‭ ‬بعد‭ ‬تدهور‭ ‬سعر‭ ‬المحصول‭ ‬وإنتاجيته،‭ ‬كما‭ ‬كنا‭ ‬نقف‭ ‬وحدنا‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬التجار‭ ‬ونضطر‭ ‬للقبول‭ ‬بالأسعار‭ ‬المتدنية،‭ ‬بعدما‭ ‬رفعت‭ ‬الدولة‭ ‬يدها‭ ‬عن‭ ‬تسويق‭ ‬المحصول‭ ‬آنذاك،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬يشجِّع‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬التوسع‭ ‬فى‭ ‬زراعة‭ ‬القطن،‭ ‬فمتوسط‭ ‬هامش‭ ‬ربح‭ ‬الفدان‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬18‭ ‬ألف‭ ‬جنيه،‭ ‬والمنظومة‭ ‬تتيح‭ ‬توصيل‭ ‬القطن‭ ‬للشركات‭ ‬دون‭ ‬اللجوء‭ ‬للتجّار‭ ‬والوسطاء،‭ ‬والسعر‭ ‬المبدئى‭ ‬الذى‭ ‬تحدّد‭ ‬لفتح‭ ‬المزادات‭ ‬يضمن‭ ‬لنا‭ ‬عدم‭ ‬الخسارة،‭ ‬لكن‭ ‬الحظ‭ ‬حالفنا‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬الأسعار‭ ‬النهائيةب‭.‬

ويرى‭ ‬أحمد‭ ‬محمد‭ ‬أن‭ ‬المنظومة‭ ‬الجديدة‭ ‬تقضى‭ ‬على‭ ‬الدواليب‭ ‬الأهلية،‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المزارعين‭ ‬يلجأون‭ ‬إليها‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬أفضل،‭ ‬بينما‭ ‬تسبب‭ ‬خلط‭ ‬الأصناف‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬بها‭ ‬فى‭ ‬ضرر‭ ‬بالغ‭ ‬لمواصفات‭ ‬محصول‭ ‬القطن‭ ‬وإنتاجيته،‭ ‬ما‭ ‬انعكس‭ ‬علينا‭ ‬جميعًا‭ ‬بشكل‭ ‬سلبي‭. ‬لكننا‭ ‬نأمل‭ ‬فى‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬التقاوى‭ ‬الخاصة‭ ‬بالإكثار‭ ‬لتعود‭ ‬الإنتاجية‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬سابقًا‭.‬

االلى‭ ‬كان‭ ‬عنده‭ ‬عيّل‭ ‬عاوز‭ ‬يجوزه‭ ‬أو‭ ‬بيت‭ ‬عاوز‭ ‬يبنيه‭ ‬كان‭ ‬بيستنى‭ ‬موسم‭ ‬القطنب‭.. ‬يستعيد‭ ‬محمد‭ ‬ذكريات‭ ‬الفترات‭ ‬الذهبية‭ ‬لزراعة‭ ‬القطن‭ ‬التى‭ ‬يأمل‭ ‬فى‭ ‬عودتها،‭ ‬متابعًا‭: ‬الدىّ‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬49‭ ‬قنطاراً‭ ‬من‭ ‬القطن،‭ ‬يصرف‭ ‬الواحد‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬450‭ ‬جنيهاً‭ ‬لعملية‭ ‬الجنى‭ ‬فقط،‭ ‬بينما‭ ‬تصل‭ ‬تكلفة‭ ‬تجهيز‭ ‬الفدان‭ ‬من‭ ‬إعداد‭ ‬الأرض‭ ‬والتقاوى‭ ‬والأسمدة‭ ‬والمبيدات‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬آلاف‭ ‬جنيه،‭ ‬لذا‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يزيد‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬القطن‭ ‬لتكون‭ ‬زراعته‭ ‬مجزية‭ ‬لناب‭..‬

أين‭ ‬دور‭ ‬الجمعيات؟

ويؤكد‭ ‬مجدى‭ ‬مطاوع،‭ ‬أحد‭ ‬المزارعين‭ ‬بالقرية‭: ‬اتعليمات‭ ‬وزارة‭ ‬الزراعة‭ ‬بضرورة‭ ‬زراعة‭ ‬القطن‭ ‬وتشجيع‭ ‬الفلاح،‭ ‬جعلت‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المزارعين‭ ‬تقبل‭ ‬على‭ ‬زراعة‭ ‬القطن،‭ ‬هذا‭ ‬بخلاف‭ ‬نظام‭ ‬الزراعة‭ ‬التعاقدية‭ ‬الذى‭ ‬طُبق‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬بمحافظة‭ ‬الفيوم،‭ ‬ومن‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬سعر‭ ‬محدد‭ ‬لقنطار‭ ‬القطن،‭ ‬وكان‭ ‬يباع‭ ‬بسعر‭ ‬بخس‭ ‬لا‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يبذله‭ ‬الفلاح‭ ‬من‭ ‬عناء‭ ‬ومشقةب‭.‬

لكنه‭ ‬ينفى‭ ‬وجود‭ ‬أى‭ ‬دور‭ ‬للجمعيات‭ ‬الزراعية،‭ ‬فيقول‭: ‬االجمعية‭ ‬الزراعية‭ ‬لا‭ ‬دور‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬والذى‭ ‬يتابع‭ ‬الآن‭ ‬مع‭ ‬المزارع‭ ‬هى‭ ‬المديريات‭ ‬الزراعية‭ ‬وفِرق‭ ‬الإرشاد‭ ‬الزراعى،‭ ‬فيأتى‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬الإرشاد‭ ‬ويعرِّف‭ ‬المزارع‭ ‬بالخطة‭ ‬المستقبلية‭ ‬والنظام‭ ‬التعاقدى‭ ‬الجديدب‭.‬

فى‭ ‬المقابل،‭ ‬يقول‭ ‬محمد‭ ‬الفقى،‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬الجمعية‭ ‬الزراعية‭: ‬ادور‭ ‬الجمعيات‭ ‬الزراعية‭ ‬فى‭ ‬القرى‭ ‬جرى‭ ‬تهميشه،‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬المزارع‭ ‬يتلقى‭ ‬التوجيه‭ ‬من‭ ‬مديريات‭ ‬الزراعة‭ ‬والمهندسين‭ ‬الزراعين‭ ‬التابعين‭ ‬لهم،‭ ‬وفى‭ ‬العام‭ ‬الماضى‭ ‬تم‭ ‬زراعة‭ ‬القطن‭ (‬سخا‭ ‬53‭) ‬المحلي،‭ ‬وبعد‭ ‬توجيه‭ ‬الإرشاد‭ ‬الزراعى‭ ‬الخاص‭ ‬بالمديرية،‭ ‬ودخول‭ ‬نظام‭ ‬الزراعة‭ ‬التعاقدية،‭ ‬تم‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تقاوى‭ (‬سلينا‭) ‬المستوردة،‭ ‬لكنها‭ ‬ليست‭ ‬متاحة‭ ‬لجميع‭ ‬المزارعين،‭ ‬لذا‭ ‬نطالب‭ ‬المسئولين‭ ‬بإحياء‭ ‬دور‭ ‬الجمعيات‭ ‬الزراعية‭ ‬والتوزيع‭ ‬العادل‭ ‬للتقاوى‭ ‬والرىب‭.‬

ويشير‭ ‬الفقى‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬الماضى‭ ‬كان‭ ‬سعر‭ ‬قنطار‭ ‬القطن‭ ‬1700‭ ‬جنيه،‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬مقدار‭ ‬العناء‭ ‬وتكلفة‭ ‬زراعة‭ ‬المحصول،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬تطبيق‭ ‬نظام‭ ‬تجميع‭ ‬الأقطان‭ ‬ودخولها‭ ‬المزادات‭ ‬وصل‭ ‬سعر‭ ‬القنطار‭ ‬إلى‭ ‬٣٨٠٠‭ ‬جنيه،‭ ‬فحدثت‭ ‬طفرة‭ ‬كبيرة‭ ‬للمزارع،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشجع‭ ‬جميع‭ ‬المزارعين‭ ‬على‭ ‬زراعة‭ ‬القطن‭ ‬العام‭ ‬الحالى‭. ‬

ضرورة‭ ‬حل‭ ‬المشاكل

فيما‭ ‬يقول‭ ‬محمد‭ ‬عبدالناصر‭ (‬مُزارع‭): ‬الا‭ ‬أحد‭ ‬ينكر‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬طفرة‭ ‬فى‭ ‬سعر‭ ‬القطن‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬لكن‭ ‬مشكلات‭ ‬زراعة‭ ‬القطن‭ ‬أو‭ ‬أى‭ ‬محصول‭ ‬بالمحافظة‭ ‬كثيرة،‭ ‬أهمها‭  ‬حصص‭ ‬الرى،‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تُوزّع‭ ‬بشكل‭ ‬عادل،‭ ‬بخلاف‭ ‬غياب‭ ‬دور‭ ‬الجمعيات‭ ‬الزراعيةب‭.‬

ويوضح‭ ‬حسن‭ ‬متولى‭ (‬مزارع‭): ‬امع‭ ‬تطبيق‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭ ‬فى‭ ‬الزراعة‭ ‬والوقوف‭ ‬بجانب‭ ‬الفلاح‭ ‬يجب‭ ‬أيضا‭ ‬المراقبة‭ ‬على‭ ‬التوزيع‭ ‬العادل‭ ‬فى‭ ‬حصص‭ ‬الرى‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الفيوم‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬إرشاد‭ ‬زراعى‭ ‬آلى‭ ‬وتعتمد‭ ‬على‭ ‬الرى‭  ‬بـ‭(‬الراحة‭)‬،‭ ‬بمعنى‭ ‬رى‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬مياه‭ ‬الترع‭ ‬حين‭ ‬يرتفع‭ ‬منسوبها،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬التوزيع‭ ‬غير‭ ‬عادل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لاختفاء‭ ‬دور‭ ‬الجمعيات‭ ‬الزراعية‭ ‬وعدم‭ ‬التوزيع‭ ‬العادل‭ ‬للتقاوى‭ ‬فى‭ ‬المظومة‭ ‬الجديدةب‭.‬

أما‭ ‬نقيب‭ ‬الفلاحين،‭ ‬حسين‭ ‬أبو‭ ‬صدام،‭ ‬فيقول‭ ‬إن‭ ‬احجم‭ ‬المساحة‭ ‬المنزرعة‭ ‬من‭ ‬القطن‭ ‬طويل‭ ‬التيلة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬200‭ ‬ألف‭ ‬فدان،‭ ‬ومتوسط‭ ‬إنتاجية‭ ‬الفدان‭ ‬10‭ ‬قناطير،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬حجم‭ ‬الإنتاج‭ ‬السنوى‭ ‬المتوقع‭ ‬هو‭ ‬مليون‭ ‬قنطار‭. ‬والمساحات‭ ‬المنزرعة‭ ‬بالقطن‭ ‬طويل‭ ‬التيلة‭ ‬شهدت‭ ‬تذبذباً‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬336‭ ‬ألف‭ ‬فدان،‭ ‬وواصلت‭ ‬الانخفاض‭ ‬حتى‭ ‬بلغت‭ ‬مساحتها‭ ‬العام‭ ‬الماضى‭ ‬180‭ ‬ألف‭ ‬فدان،‭ ‬لكنها‭ ‬زادت‭ ‬العام‭ ‬الحالى‭ ‬حوالى‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬فدان‭ ‬عن‭ ‬العام‭ ‬السابقب‭.‬

يتابع‭: ‬امشكلة‭ ‬التسعير‭ ‬هى‭ ‬أبرز‭ ‬ما‭ ‬يواجه‭ ‬الفلاحين‭ ‬فى‭ ‬زراعة‭ ‬القطن‭ ‬طويل‭ ‬التيلة،‭ ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬زراعة‭ ‬تعاقدية‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬سعر‭ ‬عادل‭ ‬للفلاح‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تشجيعه‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬فى‭ ‬زراعة‭ ‬القطن،‭ ‬ففى‭ ‬العام‭ ‬الماضى‭ ‬بيع‭ ‬القنطار‭ ‬بأقل‭ ‬من‭ ‬2000‭ ‬جنيه،‭ ‬ما‭ ‬سبب‭ ‬خسائر‭ ‬كبيرة‭ ‬للمزارعين،‭ ‬لأن‭ ‬تكلفة‭ ‬إنتاجه‭ ‬تتجاوز‭ ‬هذا‭ ‬المبلغ،‭ ‬والأسعار‭ ‬الموجودة‭ ‬حالياً‭ ‬متدنية،‭ ‬وحل‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬هو‭ ‬تحديد‭ (‬سعر‭ ‬ضمان‭) ‬للقطن‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬والمزارعين‭ ‬قبل‭ ‬زراعة‭ ‬المحصول،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬الوضع‭ ‬فى‭ ‬السابق،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يتراوح‭ ‬بين‭  ‬2600‭ ‬أو‭ ‬2700‭ ‬جنيه‭ ‬للقنطارب‭.‬

فيما‭ ‬يقول‭ ‬بهاء‭ ‬الطاهر،‭ ‬نقيب‭ ‬الفلاحين‭ ‬بالبحيرة‭: ‬ازراعة‭ ‬القطن‭ ‬تسبب‭ ‬عبئاً‭ ‬مالياً‭ ‬للفلاح‭ ‬فى‭ ‬محافظة‭ ‬البحيرة،‭ ‬نظراً‭ ‬لعدم‭ ‬صرف‭ ‬مستلزمات‭ ‬الإنتاج‭ ‬كاملة‭ ‬له،‭ ‬وفدان‭ ‬القطن‭ ‬الواحد‭ ‬بحاجة‭ ‬لـ7‭ ‬شكائر‭ ‬من‭ ‬سماد‭ ‬اليوريا‭ ‬أو‭ ‬النترات،‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬الجمعية‭ ‬الزراعية‭ ‬هو‭ ‬أربع‭ ‬شكائر‭ ‬فقط‭ ‬مما‭ ‬يضطره‭ ‬لشراء‭ ‬الباقى‭ ‬من‭ ‬السوق،‭ ‬علماً‭ ‬بأن‭ ‬سعر‭ ‬شيكارة‭ ‬السماد‭ ‬داخل‭ ‬الجمعية‭ ‬الزراعية‭ ‬165‭ ‬جنيهاً،‭ ‬وتُباع‭ ‬خارجها‭ ‬بـ350‭ ‬جنيهاً‭.‬

يضيف‭: ‬احتى‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬توفير‭ ‬الأسمدة‭ ‬كاملة‭ ‬لمزارعى‭ ‬القطن،‭ ‬ستواجههم‭ ‬مشكلة‭ ‬تسويق‭ ‬المحصول،‭ ‬فلا‭ ‬توجد‭ ‬مجمعات‭ ‬حكومية‭ ‬فى‭ ‬البحيرة‭ ‬لشرائه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬لعزوف‭ ‬الفلاح‭ ‬عن‭ ‬زراعته‭ ‬نهائياً‭ ‬بعدما‭ ‬كانت‭ ‬ثلث‭ ‬المساحة‭ ‬الزراعية‭ ‬فى‭ ‬المحافظة‭ ‬مخصصة‭ ‬لزراعة‭ ‬القطن‭ ‬طويل‭ ‬التيلة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬محاصيل‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬الأرز‭ ‬والذرة،‭ ‬ولكن‭ ‬حل‭ ‬محله‭ ‬حالياً‭ ‬محصول‭ ‬البطيخ‭.. ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬خطة‭ ‬لدعم‭ ‬زراعة‭ ‬القطن،‭ ‬كإيجاد‭ ‬تعاقد‭ ‬حكومى‭ ‬مع‭ ‬الفلاح‭ ‬لتسويق‭ ‬محصوله،‭ ‬وبناء‭ ‬عليه‭ ‬يمكنه‭ ‬العودة‭ ‬لزراعة‭ ‬القطن‭ ‬طويل‭ ‬التيلةب