«مصر وليبيا».. مصير مشترك وعلاقات تمتد لمئات السنين

مصر وليبيا
مصر وليبيا

لم تكن الزيارات المتبادلة والمستمرة بين المسئولين المصريين ونظرائهم الليبيين، سوى خطوة على طريق العلاقات الممتدة بين البلدين الشقيقين عبر مئات السنين، ولن تنسي ليبيا أن مصر  من أوئل الدول التي وقفت بجانبها ودعمهتا بكل ما تملك بعد استقلالها في أوائل الخمسينات من القرن العشرين.

ومنذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم وضع على عاتقيه، تحرير ذلك البلد الشقيق من براثن الميليشات التي كادت أن تتمكن من مفاصله، ووقف بقوة في سبيل تحرير شعبها، ومساعدتهم على النهوض مجدداً من كبوتهم، ووقف في وجه عدد من القوى التي حاولت فرض سيطرتها ورأيها علي الشعب الليبي بالقوة.

 الدكتور مصطفى مدبولي أكد أننا نعتبر اليوم نقطة فارقة في ملف التعاون المصري الليبي بهذه الزيارة التاريخية للحكومة الليبية، حيث يضم الوفد الليبي 30 وزيراً من الحكومة، بالإضافة إلى عدد كبير من المسئولين في الدولة الليبية، مشيرا إلى عمق الروابط التاريخية بين البلدين التي لا نحتاج إلى التأكيد عليها، ومؤكدا أن مصر مستمرة في تقديم كل الدعم لأشقائنا في ليبيا؛ لكي تحقق آمال وطموحات الشعب الليبي خلال الفترة المقبلة.

كما أكد الدكتور مدبولي حرص الدولة المصرية على تقديم مختلف أوجه الدعم؛ السياسي، واللوجيستي، والاقتصادي، وغيره؛ حتى يتسنى للشقيقة ليبيا تنفيذ خارطة الطريق، لافتا إلى اللقاء الذي عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، صباح اليوم مع مسئولي البلدين؛ حيث أكد الرئيس على مساندة الدولة المصرية؛ قيادة، وحكومة، وشعبًا، للأشقاء في ليبيا، كما أكد على دعم كل الأطراف حتى يتم الاتفاق على تنفيذ خارطة الطريق السياسية بكل عناصرها، وأننا في  مصر نقف على قدم المساواة نحو دعم هذا التوجه.


بدوره أعرب  المهندس عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عن سعادته البالغة بزيارة مصر، مؤكدا أن مصر وليبيا تربطهما علاقات أخوية متينة ممتدة عبر تاريخ طويل من المصالح المشتركة والتعاون المتبادل، قائلا: نتائج زيارة اليوم ستنعكس على جودة حياة ومستقبل شعبينا، فضلا عن أنها ستقوي أواصر الترابط بينهما.

 وأضاف رئيس حكومة الوحدة الوطنية أنه سيتم العمل خلال الفترة المقبلة على تسهيل كل ما من شأنه تعزيز حركة التجارة والقوى البشرية، واتخاذ الخطوات اللازمة لفتح المعابر وزيادة معدلات الرحلات الجوية، وتسيير السفن.

وتابع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية مؤكدا سعي بلاده للاستفادة  من الموارد البشرية المصرية في إعادة إعمار ليبيا، قائلا: المصريون هم الأقرب لنا، وكانوا ولا يزالون سندا لنا، إذ يربطنا سويا تاريخ ممتد من الثقافة والعادات بحكم قرب الجوار والمصاهرة، ونحن نسعى صادقين للحفاظ على علاقات طبيعية وقوية بين شعبينا وبلدينا.

وقال الدبيبة: جئنا اليوم بصحبة هذا الجمع الكبير من الوزراء المختصين لنؤكد أننا جادون في تنفيذ المشروعات، مضيفاً أن مصرف ليبيا المركزي سيكون مسئولا عن تيسير عملية تمويل المشروعات.

وأكد الدبيبة أن الشركات المصرية هي من ستنفذ المشروعات المتفق عليها، فنحن مقتنعون للغاية أنها قادرة على ذلك، خاصة بعد ما رأيناه من تنفيذها للمشروعات الكبرى في مصر، ووعد في هذا الصدد بتسهيل عملية إدخال العمالة والمعدات بسرعة قياسية.

المتحدث الرسمي باسم حكومة الوحدة الوطنية الليبية محمد حمودة  أكد أن العلاقات المصرية الليبية، علاقة تتجاوز الحكومات، وهي علاقة قديمة وستستمر، وعلى الحكومات المتعاقبة تعزيز هذه العلاقات"، لافت إلى البرنامج الذي تم إطلاقه تحت اسم "عودة الحياة"، وهو عبارة عنن مجموعة من المشاريع التنموية، بمجال الطرق والطاقة وكذلك المجال الأمني من أجل تعزيز الاستقرار، مؤكدا أن هناك قناعة داخل ليبيا بأن الحرب لن يحقق الاستقرار، وإنما تدوير عجلة الاقتصاد والاستثمار في الطاقة البشرية هو من يحقق الاستقرار والازدهار في ليبيا بحد قوله. 

وأوضح أن زيارة رئيس وزراء ليبيا لمصر، تدل على عمق العلاقات الوثيقة بين الشعبين المصري والليبي، مضيفاَ أن انعقاد اجتماع اللجنة العليا الليبية المصرية، والتي لم تنعقد منذ عام 2009، يدل على أن ليبيا تمر بمرحلة جديدة، من الاستقرار وتخطو خطوات واثقة نحو الازدهار.

وتابع قائلا: " شعب وحكومة مصر جزء لا يتجزءا من قيام دولة ليبيا وازدهارها، بالاستفادة من النهضة العمرانية والتطور الملحوظ في مصر، فهي فرصة مثالية لتبادل المنفعة بين الطرفين، وهو ما انعكس في كافة الاتفاقات والعقود التي أبرمت ".

وشدد المتحدث الرسمي باسم حكومة الوحدة الوطنية الليبية، على أن مصر دولة ذات ثقل في المنطقة وأهمية كبيرة في الساحة المتوسطية والأفريقية وأيضا الليبية، لافتا إلى الدور المصري الداعم للاستقرار للوصول إلى مرحلة الثبات في ليبيا وإجراء الانتخابات، وهو ما تم الإعداد له بتدريب العناصر الأمنية على تأمين تلك الانتخابات، مع استكمال القاعدة الدستورية والقانونية، التي على أساها ستجري هذه الانتحابات.

ومن جانبه قال العميد خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن الأسبوع الحالي شهد زيارات في غاية الأهمية بين الرئيس السيسي ومسؤولين ليبيين اخرهم زيارة رئيس الحكومة الليبية لـ مصر.  

وأضاف خالد عكاشة  في حواره في برنامج " المواجهة " المذاع على قناة " إكسترا نيوز “، أن القيادة السياسية المصرية بذلت مجهودات كثيرة لدعم كافة الأطراف الليبية لبدء تنفيذ مشروع الدولة الليبية ”.

وتابع خالد عكاشة :" الدولة المصرية تهتم بمستقبل ليبيا"، مضيفا:"  زيارة رئيس الحكومة الليبية للقاهرة ولقائه برئيس الوزراء المصري وتوقع الاتفاقيات بين الجانبين دليل على دفع الشراكة الليبية المصرية إلى الأمام".

وأكمل خالد عكاشة :" هناك مصالح  جديدة مشتركة بين مصر وليبيا، ومصر وليبيا يواجهون مصير مشترك حقيقي على المستوى الاستراتيجي "، ولفت خالد عكاشة :"  رئيس الحكومة الليبية أثنى على الدعم الكبير الذي تقدمه مصر إلى ليبيا وأكد أن مصر تهتم بشكل كبير بمستقبل ليبيا  وتفتح مصر ذراعيها لتقديم كل أشكال الدعم إلى ليبيا ".