أحمد الله أننى بدأت أرى اهتماما كبيرا جدا لتنفيذ خطط التنمية والتعمير على أرض سيناء خاصة فى السنوات الأخيرة والتى رصدت لها الدولة مليارات الدولارات
لو لم أكن أسكندرانياً لوددت أن أكون سيناوياً.. رغم أننى ولدت ونشأت وعشت شبابى فى مدينة الأسكندرية وكنت أحلم أن أظل فيها طيلة حياتى ولكن مشوار التعليم والزواج أخذنى إلى قاهرة المعز رضيت بهذه التدابير الإلهية فى الإقامة والمعيشة بين الأسكندرية والقاهرة.. إلا أن القدر ساقنى إلى أرض الفيروز.. جنة الله فى الأرض.. ملتقى الأديان السماوية سحرتنى كثيرا سيناء برمالها الذهبية ونسيمها العليل ومناخها الرائع وأهلها الذين تعشقهم وتتمنى أن تعيش بينهم حتى آخر العمر.. فمنذ اللقاء الأول بيننا عندما ذهبت فى عدة مهام صحفية لتغطية الانسحاب الصهيونى من أرض سيناء بعد أن تحققت إرادة الله فى هذا الانتصار العظيم فى أكتوبر 1973 وعبورنا القناة لنثبت للعالم كفاءة العسكرية المصرية التى استطاعت دحر الاحتلال وإعادة السلام لبدو سيناء وفتح البوابة الشرقية لمصر على مصراعيها مؤكدة للعالم أن سيناء مصرية وستبقى بإذن الله للأبد.. رأيت هذا الغل والحقد الإسرائيلى لبعض مجندات العدو وهن يحرقن مستعمرة ياميت ويفجرن الحضانات التى أقيمت للأطفال عند الانسحاب منها إلى الأبد ورأيت وأحزننى كثيرا تلك المتفجرات التى دمرت حقول الورد البلدى التى كانت تصدرها إسرائيل من أرضنا إلى أوروبا وكسبت منها ثروات هائلة.. شاهدت بعدها نفس مناظر الخسة والحقد عندما ارتفعت الراية المصرية منذ 34 عاماً بأمر المحكمة الدولية وقرارها بعودة طابا لأمها مصر وقتها سالت دموعى وأنا أرى جنود العدو يدمرون زجاج فندق طابا ويحرقون المراكب والمقاعد السياحية أمامه لعدم تصديقهم بأن سيناء قد عادت لأهلها.. لم أترك منذ هذه اللحظات أى رحلة سياحية أو مهمة صحفية فى سيناء إلا وذهبت إليها سواء مع زملائى أو أسرتى فلقد حفر الحب الكبير لسيناء فى قلبى شوقا إلى عقد عدة مئات بل الآلاف من اللقاءات مع بدو سيناء على مختلف أعمارهم لدرجة أننى أصبحت أتكلم لغتهم وأفكارهم ووجدت سهولة فى نقل أحلامهم وهمومهم فى التحقيقات الصحفية التى كانت تمس الواقع الذى يعيشون فيه خاصة بعد عودتهم إلى الإدارة المصرية بعد طول العيش تحت الكابوس الإسرائيلى.. كتبت عن هؤلاء الشباب والشابات الذين كانوا يدرسون فى جامعة العريش التى عادت إلى تبعية التعليم المصرى وسمعت منهم وسجلت كل أمانيهم المستقبلية وفرحتهم الكبرى بعودتهم لأحضان الوطن وتابعت أيضا هذه الخطط التى تم الإعلان عنها لتعمير وتنمية أرض سيناء سواء ما كتب لها الوجود فوق رمالها أو التى لم تتحقق لسوء الإدارة الأولى لهذه المنطقة المحررة.. ولكن أحمد الله أننى بدأت أرى اهتماما كبيرا جدا لتنفيذ خطط التنمية والتعمير على أرض سيناء خاصة فى السنوات الأخيرة والتى رصدت لها الدولة مليارات الدولارات لتتماشى هذه النهضة السكانية مع المشروعات الزراعية والصناعية مع هذه الدفعات الكبرى للسياحة العالمية التى استطاعت أن تلقى اهتمام سياح العالم من كل مكان خاصة بعد زيادة البناء السياحى والفندقى فى شرم الشيخ والعريش وطابا ونويبع ومدينة الطور وتصبح سيناء بحق قبلة السياحة العالمية والتى نتمنى أن تدوم دائما لأنها بحق المقصد السياحى الأول عالميا وما أحوجنا أن ننهض بها ونتكاتف من أجل أن تظل دائما فى هذه المكانة الكبرى لأنها يا سادة دائما وأبدا معشوقتى بل معشوقة كل المصريين.