صرح قرآنى فريد من نوعه

أساليب مبتكرة.. سر نجاح كُتاب البخارى بالتجمع الخامس

‭ "‬كُتاب‭ ‬البخاري‭" ‬بالتجمع‭ ‬الخامس
‭ "‬كُتاب‭ ‬البخاري‭" ‬بالتجمع‭ ‬الخامس

‭ ‬تحقيق‭ ‬ــ‭ ‬عامر‭ ‬نفادى

حلم‭ ‬بسيط‭ ‬راود‭ ‬صاحبه‭ ‬الشاب‭ ‬الثلاثينى،‭ ‬فلاقت‭ ‬فكرته‭ ‬إعجاب‭ ‬الجميع،‭ ‬وسعى‭ ‬فى‭ ‬تنفيذها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬فكان‭ ‬أول‭ ‬كتاب ‬حديث‭ ‬متطور‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬إنه‭ "‬كُتاب‭ ‬البخاري‭" ‬بالتجمع‭ ‬الخامس،‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬صروح‭ ‬تعليم‭ ‬القرآن‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬الذى‭ ‬يعتمد‭ ‬فى‭ ‬عملية‭ ‬الحفظ‭ ‬على‭ ‬طرق‭ ‬وأساليب‭ ‬مبتكرة‭ ‬لم‭ ‬يمارسها‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬قبل‭.‬

تفرُد‭ ‬الكتاب‭ ‬وجمعه‭ ‬بين‭ ‬الفكرة‭ ‬الأساسية‭ ‬للكُتاب‭ ‬القديم‭ ‬وبين‭ ‬الأفكار‭ ‬المتطورة‭ ‬التى‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬الحاضر‭ ‬وحداثته،‭ ‬جعلت‭ ‬منه‭ ‬أُعجوبة‭ ‬من‭ ‬عجائب‭ ‬الزمن‭ ‬فى‭ ‬تحفيظ‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬بطريقة‭ ‬تكاد‭ ‬تُدهش‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يزور‭ ‬هذا‭ ‬الصرح‭ ‬أو‭ ‬يسمع‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬الخريجين‭ ‬الذين‭ ‬أتموا‭ ‬حفظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬كاملا‭ ‬داخل‭ ‬أروقته‭ ‬بأحكامه‭ ‬السليمة‭ ‬المتقنة‭.‬

تميُز‭ ‬هذا‭ ‬الصرح‭ ‬القرآنى‭ ‬لا‭ ‬يقف‭ ‬عند‭ ‬الأساليب‭ ‬المُبتكرة‭ ‬للحفظ‭ ‬وإنما‭ ‬يتجاوز‭ ‬ذلك‭ ‬بمراعاة‭ ‬الجانب‭ ‬النفسى‭ ‬للطلاب‭ ‬وتحفيزهم‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬الحفظ‭ ‬وإقامة‭ ‬سوق‭ ‬سنوى‭ ‬يحصل‭ ‬فيه‭ ‬الطلاب‭ ‬المتفوقون‭ ‬على‭ ‬هدايا‭ ‬قيمة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬العمل‭ ‬بروح‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد‭ ‬بين‭ ‬العاملين‭ ‬داخله،‭ ‬وإشعار‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬المكان‭ ‬ملك‭ ‬للجميع‭.‬

اللواء‭ ‬الإسلامى‭ ‬زارت‭ ‬الكُتاب،‭ ‬والتقت‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬المحفظين‭ ‬داخل‭ ‬المكان‭ ‬للتعرف‭ ‬عليه‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭.‬

بداية‭ ‬قال‭ ‬الشيخ‭ ‬طارق‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬النجار،‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي،‭ ‬إن‭ ‬فكرة‭ ‬الكُتاب‭ ‬بدأت‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬معاهد‭ ‬البخارى‭ ‬الأزهرية‭ ‬الخاصة‭ ‬للغات‭ ‬فى‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬‮٢٠١٣‬‭ ‬بمنطقة‭ ‬التجمع‭ ‬الخامس،‭ ‬واقترن‭ ‬اسمه‭ ‬باسمها‭ "‬كُتاب‭ ‬البخاري‭".‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفكرة‭ ‬نالت‭ ‬إعجاب‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬المعاهد،‭ ‬وسارعوا‭ ‬إلى‭ ‬مناقشة‭ ‬أفضل‭ ‬الطرق‭ ‬التى‭ ‬تحبب‭ ‬الأطفال‭ ‬فى‭ ‬حفظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬فتقدم‭ ‬أحد‭ ‬الأعضاء‭ ‬بمقترح‭ ‬لمشروع‭ ‬جديد‭ ‬لتحفيظ‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬فكان‭ ‬أول‭ ‬كُتاب‭ ‬حديث‭ ‬متطور‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬يقوم‭ ‬بالتحفيظ‭ ‬فيه‭ ‬كوكبة‭ ‬من‭ ‬المحفظين‭ ‬والمحفظات‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬اختيارهم‭ ‬بعناية‭ ‬شديدة،‭ ‬وجمعوا‭ ‬بين‭ ‬الخبرتين‭ ‬العلمية‭ ‬والعملية،‭ ‬وسبق‭ ‬لهم‭ ‬العمل‭ ‬فى‭ ‬كبريات‭ ‬المعاهد‭ ‬الأزهرية‭ ‬ودور‭ ‬التحفيظ‭ ‬داخل‭ ‬مصر‭ ‬وخارجها،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الكُتاب‭ ‬لديه‭ ‬عدد‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬المحفظين‭ ‬والمحفظات‭ ‬الأحتياط‭ ‬يتم‭ ‬الاستعانة‭ ‬بهم‭ ‬فى‭ ‬حال‭ ‬غياب‭ ‬أو‭ ‬مرض‭ ‬المحفظين‭ ‬الأساسيين‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬عجلة‭ ‬العمل‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬لأهمية‭ ‬متابعة‭ ‬عملية‭ ‬التحفيظ‭ ‬وإطلاع‭ ‬ولى‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أنجزه‭ ‬طفله‭ ‬من‭ ‬تقدم،‭ ‬قام‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬بإعداد‭ ‬كراسة‭ ‬متابعة‭ ‬بشكل‭ ‬فنى‭ ‬جميل‭ ‬ترصد‭ ‬عملية‭ ‬التحفيظ‭ ‬بدقة‭.‬

‭"‬سوق‭ ‬كُتاب‭ ‬البخاري‭"‬

وعن‭ ‬فكرة‭ ‬مشروع‭ "‬سوق‭ ‬كُتاب‭ ‬البخاري‭" ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفكرة‭ ‬استمدت‭ ‬من‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬الذى‭ ‬يرغب‭ ‬فى‭ ‬الأعمال‭ ‬الصالحة‭ ‬بإعطاء‭ ‬جزيل‭ ‬الثواب،‭ ‬وموفور‭ ‬الحسنات‭.‬

وتابع‭ "‬نحن‭ ‬فى‭ "‬كتاب‭ ‬البخاري‭" ‬نهتم‭ ‬بأمرين‭ ‬رئيسيين‭: ‬أدب‭ ‬الطالب،‭ ‬وحفظه،‭ ‬وأعددنا‭ ‬للمتفوقين‭ ‬منهم‭ ‬عملتين‭: ‬الأولى‭ ‬ذهبية‭ ‬أسميناها‭ "‬دينار‭ ‬الحفظ‭" ‬لا‭ ‬يحصل‭ ‬عليها‭ ‬إلا‭ ‬طالب‭ ‬واحد‭ ‬فى‭ ‬الحلقة‭ ‬والشرط‭ ‬أن‭ ‬يحصد‭ ‬درجة‭ "‬ممتاز‭ " ‬فى‭ ‬الحفظ‭ ‬من‭ ‬المحفظ‭ ‬داخل‭ ‬الكتاب،‭ ‬وأيضا‭ ‬من‭ ‬ولى‭ ‬أمره‭ ‬فى‭ ‬المنزل،‭ ‬والعملة‭ ‬الثانية‭ ‬فضية‭ ‬أسميناها‭ "‬درهم‭ ‬الأدب‭"‬،‭ ‬لا‭ ‬يحصل‭ ‬عليها‭ ‬إلا‭ ‬طالب‭ ‬واحد‭ ‬فى‭ ‬الحلقة‭ ‬بشرط‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬ممتاز‭ ‬فى‭ ‬أدبه‭ ‬وسلوكه‭ ‬من‭ ‬المحفظ،‭ ‬وولى‭ ‬أمره‭"‬،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬شجعت‭ ‬الطلاب‭ ‬على‭ ‬التنافس‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬العملات‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬دخول‭ "‬سوق‭ ‬كُتاب‭ ‬البخاري‭"‬،‭ ‬واستبدالها‭ ‬بما‭ ‬يروق‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬الهدايا‭ ‬والعطايا‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬السوق‭ ‬يُقام‭ ‬بصورة‭ ‬مُبهرة‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬فى‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ "‬نهاية‭ ‬النشاط‭ ‬الصيفي‭"‬،‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬‮١٨‬‭ ‬شركة‭ ‬ممن‭ ‬تبنت‭ ‬فكرة‭ ‬الكُتاب‭ ‬وساهمت‭ ‬فى‭ ‬دعم‭ ‬نشاطه‭ ‬عبر‭ ‬تقديم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬منتجاتها‭ ‬للأطفال‭ ‬كهدايا‭ ‬عينية‭ ‬تحفزهم‭ ‬على‭ ‬الحفظ،‭ ‬وتسهم‭ ‬فى‭ ‬إذكاء‭ ‬روح‭ ‬التنافس‭ ‬بينهم‭.‬

صرح‭ ‬فريد

فيما‭ ‬قال‭ ‬حسين‭ ‬فتحى‭ ‬نظير،‭ ‬إنه‭ ‬يعمل‭ ‬محفظا‭ ‬بالكتاب‭ ‬منذ‭ ‬عدة‭ ‬سنوات،‭ ‬ويعتمد‭ ‬فى‭ ‬طريقة‭ ‬تحفيظه‭ ‬للأطفال‭ ‬على‭ ‬أسلوب‭ ‬التكرار‭ ‬والترديد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المصحف‭ ‬المعلم،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬خلق‭ ‬روح‭ ‬التنافس‭ ‬فيما‭ ‬بينهم،‭ ‬لتشجيعهم‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬عملية‭ ‬الحفظ‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬كُتاب‭ ‬البخارى‭ ‬أنه‭ ‬صرح‭ ‬فريد‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬الفكرة‭ ‬الأساسية‭ ‬للكُتاب‭ ‬القديم‭ ‬وبين‭ ‬الأفكار‭ ‬المتطورة‭ ‬فى‭ ‬العصر‭ ‬الحديث،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬الماضى‭ ‬برونقه‭ ‬وبين‭ ‬الحاضر‭ ‬بأساليبه‭ ‬وحداثته،‭ ‬ويهدف‭ ‬إلى‭ ‬إخراج‭ ‬قدر‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬الحفاظ‭ ‬العاملين‭ ‬بكتاب‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬العارفين‭ ‬بأحكامه‭ ‬السليمة‭ ‬المتقنة‭.‬

مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬الكُتاب‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬روح‭ ‬المحبة‭ ‬بين‭ ‬المحفظين‭ ‬وبين‭ ‬الجهات‭ ‬الإدارية‭ ‬للمكان‭ ‬مما‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬أداء‭ ‬العمل‭ ‬بروح‭ ‬الحب‭ ‬والألفة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬التباغض‭ ‬والتنافر‭.‬

خرائط‭ ‬ذهنية

وأشار‭ ‬عبدالله‭ ‬أحمد،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يعمل‭ ‬مُحفظا‭ ‬بالكُتاب،‭ ‬ويحفظ‭ ‬الأطفال‭ ‬بطريقة‭ ‬عرضpresentation power‭   ‬point،‭ ‬التى‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬عرض‭ ‬خرائط‭ ‬ذهنية‭ ‬لشرح‭ ‬الآيات‭ ‬وبيان‭ ‬المتشابهات،‭ ‬مصاحبة‭ ‬لأساليب‭ ‬التعلم‭ ‬التعاوني،‭ ‬ثم‭ ‬تجديد‭ ‬حماسهم‭ ‬بقصص‭ ‬القرآن‭ ‬والهدايا‭ ‬التشجيعية‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬كُتاب‭ ‬البخارى‭ ‬يسهم‭ ‬فى‭ ‬تخريج‭ ‬جيل‭ ‬حافظ‭ ‬متقن‭ ‬لما‭ ‬حفظه،‭ ‬متخلقا‭ ‬بأخلاقه،‭ ‬مُحبا‭ ‬للقرآن‭ ‬وأهله،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الميزة‭ ‬التى‭ ‬يتقنها‭ ‬المعلمون‭ ‬داخله‭ ‬وهى‭ ‬المحبه‭ ‬فى‭ ‬الله‭ ‬والتعاون‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬الصالحات‭.‬

ثروة‭ ‬كبيرة

من‭ ‬جانبها‭ ‬أشارت‭ ‬آية‭ ‬محمد،‭ ‬المحفظة‭ ‬بالكُتاب،‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تعتمد‭ ‬فى‭ ‬طريقة‭ ‬التحفيظ‭ ‬على‭ ‬طريقتين‭ ‬مختلفتين‭: ‬الأولى‭ ‬تستهدف‭ ‬الأطفال‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬عُمر‭ ‬‮٣‬‭ ‬إلى‭ ‬‮٦‬‭ ‬سنوات،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬أسلوب‭ ‬الترديد‭ ‬مع‭ ‬اللعب‭ ‬وتفسير‭ ‬بسيط‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬عُمرهم‭ ‬الصغير،‭ ‬والثانية‭ ‬تستهدف‭ ‬الأطفال‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬عُمر‭ ‬‮٧‬‭ ‬سنوات،‭ ‬وتعتمد‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬الأسلوب‭ ‬باختلاف‭ ‬التطبيق،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الترديد‭ ‬مع‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬القراءة‭ ‬من‭ ‬المصحف‭ ‬ثم‭ ‬التفسير‭ ‬وربط‭ ‬الآيات‭ ‬بالواقع‭ ‬و‭ ‬تعريفهم‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬التجويد‭ ‬البسيطة،‭ ‬لافتة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬أسلوب‭ ‬الحفظ‭ ‬وحده،‭ ‬وإنما‭ ‬ترى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضرورى‭ ‬تشجيع‭ ‬الأطفال‭ ‬على‭ ‬الحفظ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشجيعهم‭ ‬على‭ ‬التنافس‭ ‬فى‭ ‬الحفظ،‭ ‬لذلك‭ ‬تقدم‭ ‬لهم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الهدايا‭ ‬الرمزية‭ ‬التى‭ ‬تحسهم‭ ‬على‭ ‬التنافس،‭ ‬وسرعة‭ ‬إنهاء‭ ‬حفظ‭ ‬المقرر‭ ‬عليهم‭.‬

وقالت‭ ‬إن‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬كُتاب‭ ‬البخارى‭ ‬للطالب‭ ‬هو‭ ‬توفير‭ ‬مجتمع‭ ‬يحاكى‭ ‬العصور‭ ‬الأولى‭ ‬فى‭ ‬تكوين‭ ‬حلقات‭ ‬يترأسها‭ ‬المحفظ‭ ‬ويلتف‭ ‬حوله‭ ‬الطلاب‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬الحال‭ ‬سابقا‭ ‬مع‭ ‬التطوير‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬روح‭ ‬عصرنا،‭ ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمحفظين‭ ‬فيحصلون‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬التقدير‭ ‬الذى‭ ‬يليق‭ ‬بهم،‭ ‬واعتبارهم‭ ‬ثروة‭ ‬للكُتاب‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬موظفين‭ ‬يؤدون‭ ‬عملا‭ ‬يتقاضون‭ ‬عليه‭ ‬أجرا‭ ‬لا‭ ‬أكثر‭.‬

شرح‭ ‬مفصل

أما‭ ‬محمد‭ ‬أحمد‭ ‬رزق،‭ ‬فقال‭ ‬إنه‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬التكرار‭ ‬والترديد،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬شرح‭ ‬مفصل‭ ‬للآيات،‭ ‬مع‭ ‬قص‭ ‬بعض‭ ‬القصص‭ ‬من‭ ‬سير‭ ‬الأنبياء‭ ‬ممن‭ ‬ورد‭ ‬ذكرهم‭ ‬فى‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬والاحتفاظ‭ ‬بجدول‭ ‬للمراجعة‭ ‬يشمل‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬حفظه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وإعادة‭ ‬تكراره،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬تشجيع‭ ‬الطلاب‭ ‬على‭ ‬الحفظ‭ ‬عامل‭ ‬مهم‭ ‬للغاية،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬إتباعه،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خلق‭ ‬روح‭ ‬التنافس‭ ‬بين‭ ‬الطلاب‭ ‬ومنحهم‭ ‬بعض‭ ‬المكافآت‭ ‬العينية‭.‬

وقال‭ :‬أحب‭ ‬أن‭ ‬أشكر‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬المكان،‭ ‬لحرصهم‭ ‬الدائم‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬والجدية‭ ‬والحب‭ ‬فى‭ ‬الله‭ ‬والتطور‭ ‬المستمر،‭ ‬الذى‭ ‬يسهم‭ ‬فى‭ ‬الوصول‭ ‬للأفضل،‭ ‬وتخريج‭ ‬جيل‭ ‬حافظ‭ ‬لكتاب‭ ‬الله‭ ‬بشكل‭ ‬متقن‭.‬

روح‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد

وأكد‭ ‬حسين‭ ‬فتحى‭ ‬عبده،‭ ‬أنه‭ ‬يعتمد‭ ‬نفس‭ ‬الطريقة‭ ‬التى‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬التكرار‭ ‬والترديد‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬المصحف‭ ‬المعلم‭ ‬وشرح‭ ‬الآيات‭ ‬والقصص،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬اعتماد‭ ‬اسلوب‭ ‬التشجيع،‭ ‬ومنح‭ ‬الطلاب‭ ‬المتميزين‭ ‬المكافآت‭ ‬والعطايا‭.‬

وقال‭ ‬إنه‭ ‬فخور‭ ‬كونه‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الصرح‭ ‬القرآنى‭ ‬الكبير‭ ‬الذى‭ ‬يدين‭ ‬له‭ ‬بالعرفان‭ ‬جزاء‭ ‬ما‭ ‬تعلمه‭ ‬داخله‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬بروح‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد،‭ ‬وعمل‭ ‬الصالحات‭ ‬فى‭ ‬تحفيظ‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬كتاب‭ ‬الله،‭ ‬وتوفير‭ ‬المناخ‭ ‬الملائم‭ ‬الذى‭ ‬ساعده‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬

الترديد‭ ‬والتكرار

وقالت‭ ‬آيات‭ ‬العراقي،‭ ‬إنها‭ ‬تعتمد‭ ‬فى‭ ‬أسلوب‭ ‬التحفيظ‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬الترديد‭ ‬والتكرار‭ ‬لسرعة‭ ‬إنهاء‭ ‬الحفظ،‭ ‬ثم‭ ‬تشجيع‭ ‬الطلاب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ابتكار‭ ‬اسلوب‭ ‬التبادل،‭ ‬الذى‭ ‬تعتمد‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬القرعة‭ ‬بين‭ ‬الطلاب‭ ‬الأكثر‭ ‬حفظا،‭ ‬واختيار‭ ‬المتميز‭ ‬منهم‭ ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬معلما‭ ‬مساعدا‭ ‬لها‭ ‬وتكرار‭ ‬الآيات‭ ‬معها‭ ‬حتى‭ ‬يحفظها‭ ‬الجميع‭ ‬ثم‭ ‬إعادة‭ ‬تسميع‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬حفظه،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كُتاب‭ ‬البخارى‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬أى‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬بالنسبة‭ ‬للطالب،‭ ‬لأن‭ ‬به‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التشجيع‭ ‬وحب‭ ‬الحفظ‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال،‭ ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمعلم‭ ‬فيعلمه‭ ‬كيف‭ ‬يضع‭ ‬أمامه‭ ‬هدفا‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقه‭ ‬وكيف‭ ‬يكون‭ ‬صبورا‭ ‬مع‭ ‬الأطفال‭.‬

طريقة‭ ‬مبتكرة

من‭ ‬جانبها‭ ‬قالت‭ ‬أمنية‭ ‬فتحى‭ "‬أعمل‭ ‬محفظة‭ ‬بكٌتاب‭ ‬البخارى‭ ‬منذ‭ ‬‮٨‬‭ ‬سنوات،‭ ‬وأقوم‭ ‬بتحفيظ‭ ‬الأطفال‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الترديد‭ ‬كالمصحف‭ ‬المعلم‭ ‬مع‭ ‬اصطحاب‭ ‬ذلك‭ ‬بشرح‭ ‬الآيات‭ ‬شرحا‭ ‬موجزا‭ ‬مبسطا‭ ‬حتى‭ ‬يتسنى‭ ‬للأطفال‭ ‬الحفظ‭ ‬الجيد‭ ‬وتنتهى‭ ‬الحلقة‭ ‬وجميع‭ ‬الأولاد‭ ‬يحفظون‭ ‬وردهم‭ ‬اليومي‭"‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬تنشيط‭ ‬ذاكرة‭ ‬طلاب‭ ‬الحلقة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬ممارسة‭ ‬الألعاب‭ ‬الذهنية،‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬قسط‭ ‬من‭ ‬الراحة‭ ‬بين‭ ‬التحفيظ‭ ‬والتسميع‭ ‬لالتقاط‭ ‬الأنفاس،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬التحصيل،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تخصيص‭ ‬ورد‭ ‬عبر‭ ‬الجروب‭ ‬الخاص‭ ‬بالحلقة،‭ ‬وحث‭ ‬الطلاب‭ ‬على‭ ‬سرعة‭ ‬حفظه،‭ ‬وخلق‭ ‬روح‭ ‬التنافس‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إقامة‭ ‬الحفلات‭ ‬الدورية‭ ‬لتكريم‭ ‬الأولاد‭ ‬عند‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬حفظ‭ ‬عدد‭ ‬معين‭ ‬من‭ ‬الأجزاء‭.‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬كُتاب‭ ‬البخارى‭ ‬يتميز‭ ‬بأنه‭ ‬يوفر‭ ‬المناخ‭ ‬الذى‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬الترابط‭ ‬داخل‭ ‬العمل‭ ‬سواء‭ ‬بين‭ ‬المشرفين‭ ‬ومعلميهم‭ ‬أو‭ ‬بين‭ ‬المعلمين‭ ‬والطلاب،‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬والمشرفين،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬السوق‭ ‬السنوى‭ ‬الذى‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬تنظيمه‭ ‬سنويا،‭ ‬ويقوم‭ ‬فيه‭ ‬الأطفال‭ ‬باستبدال‭ ‬عملاتهم‭ ‬التى‭ ‬حصلوا‭ ‬عليها‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬بالهدايا،‭ ‬مما‭ ‬يحفزهم‭ ‬على‭ ‬التفوق‭ ‬فى‭ ‬الحفظ‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬العملات‭ ‬والاستفادة‭ ‬منها‭ ‬فى‭ ‬السوق‭.‬

شريك‭ ‬النجاح

وقالت‭ ‬مديحة‭ ‬حسن‭ ‬جمال،‭ ‬إنها‭ ‬التحقت‭ ‬بالعمل‭ ‬فى‭ ‬كُتاب‭ ‬البخارى‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عامين،‭ ‬وتشعر‭ ‬بالفخر‭ ‬كونها‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الصرح‭ ‬الكبير‭ ‬الذى‭ ‬استشعرت‭ ‬بركته‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬شئ‭ ‬من‭ ‬حولها،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أنها‭ ‬كلما‭ ‬أرادت‭ ‬الاعتذار‭ ‬عن‭ ‬مواصلة‭ ‬العمل‭ ‬داخل‭ ‬المكان‭ ‬لظروفها‭ ‬الصحية‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬ذلك،‭ ‬بسبب‭ ‬بركة‭ ‬القرآن‭ ‬التى‭ ‬تحيط‭ ‬بالمكان،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬حُسن‭ ‬تعامل‭ ‬القائمين‭ ‬عليه،‭ ‬الذين‭ ‬يحرصون‭ ‬أشد‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬إجلال‭ ‬مُعلم‭ ‬القرآن،‭ ‬واعتباره‭ ‬شريك‭ ‬النجاح‭ ‬داخل‭ ‬المكان‭.‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬أجمل‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬المكان‭ ‬حرص‭ ‬إدارته‭ ‬على‭ ‬تشجيع‭ ‬الطلاب‭ ‬وتحفيزهم‭ ‬الدائم‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬الحفظ‭ ‬بأفكار‭ ‬جديدة‭ ‬مبتكرة‭ ‬تُسعد‭ ‬الطلاب،‭ ‬وتشعل‭ ‬روح‭ ‬التنافس‭ ‬بينهم،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬سُمعة‭ ‬الكُتاب‭ ‬التى‭ ‬ذاعت‭ ‬فى‭ ‬أماكن‭ ‬كثيرة‭ ‬بفضل‭ ‬كثرة‭ ‬الحفظة‭ ‬والخريجين‭ ‬الذين‭ ‬تجاوزوا‭ ‬الآلاف‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬تأسيسه‭.‬

منظومة‭ ‬واحدة

‭"‬أعمل‭ ‬محفظا‭ ‬بكُتاب‭ ‬البخاري،‭ ‬وأقوم‭ ‬بتحفيظ‭ ‬الأطفال‭ ‬بطريقة‭ ‬ضرب‭ ‬الأمثال،‭ ‬وتشجيعهم‭ ‬على‭ ‬الحفظ‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬كلمات‭ ‬المديح،‭ ‬وتلقينهم‭ ‬كيفية‭ ‬تحديد‭ ‬الهدف‭ ‬البعيد‭ ‬والوصول‭ ‬إليه‭"‬،‭ ‬هكذا‭ ‬قال‭ ‬خالد‭ ‬عبداللطيف،‭ ‬المحفظ‭ ‬بالكتاب،‭ ‬الذى‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬كُتاب‭ ‬البخارى‭ ‬يمتاز‭ ‬بأنه‭ ‬منظومة‭ ‬واحدة‭ ‬متكاملة‭ ‬تتضافر‭ ‬عناصرها‭ ‬لإخراج‭ ‬أجيال‭ ‬من‭ ‬الحفاظ‭ ‬المهرة‭.‬