متابعة: إسراء عبدالمعطى عمران
وصل إلى أكاديمية الأوقاف الدولية وفد من أئمة وواعظات السودان الشقيقة للمشاركة فى الدورة التدريبية المشتركة الثانية بين الأئمة والواعظات المصريين والسودانيين والذى بلغ عددهم 38 إماما وواعظا من البلدين.
كان فى استقبال الوفد د.عبدالله حسن مساعد وزير الأوقاف لشئون المتابعة ود.هشام عبدالعزيز على رئيس القطاع الدينى ود.أشرف فهمى موسى مدير عام التدريب والشيخ عبدالفتاح جمعة مدير العلاقات العامة.
تألف الوفد السودانى من ثمانية أئمة وعشر واعظات وهم:
الشيخ إبراهيم ميرغنى - رئيس القافلة، الشيخ بلال ضو البيت آدم - منسق القافلة، الشيخ وليد حسن محمود أحمد نور. الشيخ أحمد النور محمد عبدالقادر، الشيخ خالد عبدالله المهدي، الشيخ عبدالعظيم أحمد مشور، الشيخ حمد حامد حمدت الله، والشيخ محمد حوى النبي، أما أسماء الواعظات:
الواعظة فاطمة إبراهيم عبدالقادر - مشرفة إدارية، الواعظة إسراء عبدالحفيظ عمر، الواعظة نور عبدالرحيم كباشي، الواعظة جليلة خميس كوكو، الواعظة حواء العوض أحمد العوض، الواعظة جميلة محمد إسماعيل، الواعظة حنان عبدالله إسماعيل، الواعظة سعدية محمد عيسى تقل والواعضة أمل يس سر الختم أحمد.
إضافة إلى عشرين إماما وواعظة من مصر وهم:
حسن عبدالكريم عسران، عمرو محمد عبدالغفار الكمار، إسلام محمد مختار النواوي، محمد إبراهيم رجب، السيد محمد عبدالقادر، حسام عبدالحفيظ، محمد حسن عبدالعظيم، جمال عبدالعزيز عثمان، محمد طه رمضان، مصطفى عبدالسلام، رزق رجب عبدالموجود.
أما الواعظات المصريات فهن: سحر محمد شوقى محمد، نيفين مختار، ميرفت عزت، وفاء عبدالسلام، سحر رؤوف صبرى ناجي، جيهان ياسين، وسلوى إبراهيم أحمد الجندي.
وفى كلمته فى الدورة قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة إن معركتنا مع الإرهاب والتطرف الفكرى لم تنته بعد، حيث تستخدم الجماعات المتطرفة أدوات حروب الجيل الرابع، ولا سيما المسلحة منها التى تتخذ من استحلال الدماء والأموال منهجًا أيديولوجيًّا وواقعيًّا تتقوت منه أو عليـه.. وفى سبيل تحقيق أهدافها وأهداف من يدعمها ويمولها عمدت الجماعات المتطرفة إلى المغالطة للنصوص تارةً، واجتزائها من سياقها تارةً، وتحريف الكلم عن مواضعه تارةً أخرى.
وأضاف وزير الأٌوقاف أن جماعات التطرف الدينى لعبت على عواطف الشباب من خلال مصطلحات زائفة، ظاهرها فيه شحذ الهمم وباطنها من قبله الفساد والإفساد والضلال والبهتان، ومن الألفاظ التى حمَّلها المتطرفون ما لا تحتمل «الجاهلية» و»الصحوة».
وأكد أن كل التنظيمات المتطرفة ولا سيما المتدثرة منها بغطاء الدين هى خطر داهم على الدين والدولة ، وأن الصحوة الحقيقية تتطلب منا التفرقة بوضوح بين الثابت والمتغير، والنظر بعين الاعتبار فى مستجدات العصر ومتطلباته، ومراعاة ما يقتضيه فقه الواقع، وفقه الأولويات، وفقه المتاح، فى ضوء الحفاظ على ثوابت الشرع الحنيف.
وأشار إلى أن أهمية الدورات التدريبية يتمثل في نشر أفكار سماحة الإسلام ومواجهة الفكر المتطرف وتحقيق التواصل الفكرى وتجديد الخطاب الديني، موضحًا أن الهدف من الدورة التدريبية المشتركة لأئمة وواعظات مصر والسودان هو التعرف على تجربة الطرفين والمعايشة بين الأئمة والوعاظ والواعظات فضلا عن الجوانب العلمية، وتستهدف تعميق الفكر والخبرات.
وأعلن أن هناك قافلة من الأئمة من مصر ستتوجه الى السودان وسيكون هناك قوافل علمية مشتركة ومشاركات فى الخرطوم فى أكتوبر المقبل وسيتم إعلان مبادرة الوعى الأسبوع المقبل خلال فعاليات الدورة التدريبية بالمشاركة مع وزارة الشباب والمجلس الأعلى للإعلام.
وبين الدكتور محمد مختار جمعة أن الوزارة حرصت على أن يكون هناك نخبة من العلماء كل فى مجاله ليحاضروا فى هذه الدورة المشتركة من أساتذة الدعوة، والفقه، والطب، والإعلام، والاجتماع، وغير ذلك من العلوم الحياتية ليستطيع العالم أن يأخذ بأيدى الناس، فعالم الدين يحيا حياة طبيعية بين الناس كواحد منهم.
وعلى هامش الدورة، ألقى الأستاذ الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء محاضرةً وفند فيها مفهوم الإفتاء باعتباره علمًا له علماء متخصصون، وله مراجعه وآدابه، موضحًا أن هذا يقطع الطريق أمام محاولات الدخلاء لإحداث الفوضى، ودار الإفتاء المصرية هى حلقة من حلقات تكوين العقل الإفتائى والتأهيل العلمي، وحلقة من تكوين العقل الاجتهادي، حيث تهتم بتدريب الباحثين الشرعيين الذين استفادوا من المنهجية الأزهرية تدريبًا قد يستغرق سنوات ليستطيع الباحث أن يُصدر حكمًا شرعيًّا متفقًا مع مقصود الشارع، ومتفقًا مع الواقع المَعيش فيه، ورابطًا بين الواقع المعاصر وبين دلالات النصوص الشرعية والأدلة.
وأكد علام أن المذاهب الإسلامية كانت عبر التاريخ الإسلامى طريقًا للاستقرار النفسى والاجتماعي، وأن التجربةُ المصرية استثمرت المذاهب الإسلامية لتحقيق هذا الاستقرار، مشيرًا إلى أن المذاهب نشأت على أيدى أئمة عظام لا يُختلف على علمهم أو تمكُّنهم من أدوات النظر والاستدلال والاستنباط، وقد قيَّض الله تعالى لهؤلاء الأئمة التلاميذ النجباء المخلصين الذين شاركوا أئمتهم فى إقامة بنيان هذه المذاهب ونشرها فى مختلف الأقطار والأرجاء، واستمرت هذه المذاهب حتى يومنا هذا تحفظ على الناس دينهم، وتحفظ علم الفقه حيًّا نابضًا متفاعلًا مع مستجدات العصر.
ولفت إلى أن منهجية دار الإفتاء المصرية فى إصدار الفتاوى هى منهجية علمية موروثة، وعندما يرد سؤال إلى دار الإفتاء فلدى علمائها منهجية وخبرات متراكمة، مشيرًا إلى أن الدار تلجأ أحيانًا إلى المتخصصين فى العلوم المختلفة، مثل الطب والاقتصاد والسياسة وغيرها، قبل أن تصدر فتوى فى أمر يتعلق بهذا التخصص؛ لاستجلاء الأمر والإلمام بكافة تفاصيله.
وأعلن مفتى الجمهورية أن دار الإفتاء أصدرت موسوعة «المعلمة المصرية فى العلوم الإفتائية»، وهى موسوعة كاشفة عن واقع مصرى وخبرة إفتائية طويلة، كما تجمع هذه المعلمة مبادئ العملية الإفتائية وأركانها، وتدعم التطبيق الأمثل للإفتاء على المستوى المهارى والمؤسسي.
ويقول الدكتور/ أشرف فهمى مدير عام التدريب
وأكد أن وزارة الأوقاف استعادت دورها التاريخى فى التثقيف والتأهيل والتدريب المثمر فى رفع مستوى الأئمة والواعظات، وسعدنا كل السعادة بأشقائنا أئمة وواعظات السودان الذين وصلوا إلى أكاديمية الأوقاف الدولية للمشاركة فى الدورة التدريبية المشتركة الثانية بين الأئمة والواعظات المصريين والسودانيين بالبلدين.
وأوضح أن الأكاديميّة تعد نقطة انطلاق نحو النهوض بالدعوة الإسلاميّة، وتجديد الفكر الإسلاميّ لمواجهة الجمود الفكريّ والتطرّف والأكاديميّة تتيح معايشة كاملة للأئمّة مدّة التدريب، «وهى الفريدة من نوعها فى مصر التى توفّر معايشة كاملة للأئمّة والواعظات مع علماء ومفكّرين لفترة زمنيّة فى شكل مختلف، وهى فى استعداد دائم لكل الأئمة من مختلف دول العالم حيث إنّها توفّر احتكاكاً جيّداً مع الأئمّة من خارج مصر، ويتم تدريبهم على يد علماء دين وأساتذة جامعيين ومتخصصين فى الاقتصاد والسياسة وعلم النفس، والتدريب بالأكاديمية شامل لا يقتصر على الدين فقط ولكن يشمل كافة المجالات علاوةً على تدريبهم من أجل الإلمام بلغة أجنبية، ويعتبر التدريب مجانى بالكامل، وتهدف الأكاديمية إلى تأهيل الأئمة والواعظات والعاملين بالأوقاف وإعداد المدربين من داخل مصر وخارجها فى المجال الدعوى إعدادًا عصريًا متميزًا يسهم فى تكوين إمام واعٍ مستنير متمكن علميًا وملم بقضايا العصر وتحدياته ومستجداته.