سلاح ذو حدين.. النصب على صفحات السوشيال ميديا باسم المشاهير

السوشيال ميديا .. مصنع النصاب
السوشيال ميديا .. مصنع النصاب

 كتبت: أسماء سالم
استغل حب المشاهير للتقاليع الجديدة، وأطلق على نفسه تسمية «سمكري البني آدمين» ورغم أنها غريبة وغير تقليدية في عالم الطب والعلاج الطبيعي لكنها كانت جاذبة.

وبدأ المتهم يحضر حفلات ومسرحيات للنجوم ويعرض نفسه بلباقة وضحك وكلمات جذابة، ويعرض عليهم «طقطقة» أجسادهم، وتصوير وبث فيديوهات للمشاهير على السوشيال ميديا.

لكنه سقط أخيرًا في قبضة العدالة واكتشف الجميع انه ليس إلا مدرس ألعاب!


على صفحتها بموقع فيسبوك كشفت الفنانة هبة مجدي عنه، قائلة: «إنها التقت بسمكرى البنى آدمين وقت عرض مسرحيتها «الملك لير»، عندما ذهب المتهم لمشاهدة العرض، بدأ يتعرف على النجوم، وجعلهم يشاهدون عدة فيديوهات منشورة له مع عدد كبير من النجوم، وبالفعل دخل على معظم الممثلين بالمسرح بعد انتهاء العرض وبدأ يعمل لهم مساج وطقطقة ظهورهم»!.

وأثار سمكري البني آدمين فضول الكثيرين بسبب حركاته غير الطبيعية، مع الفنانين والمشاهير وذلك ليستغل ثقة الجماهير بهم وتقليدهم، ويستغل النصابون دائمًا ذلك الشعور، بالإضافة إلى أنه يختار أماكن راقية لنشاطه، وبداية جذب الزبائن.

 حتى تم اكتشاف أمره وأنه ليس طبيبًا للعلاج الطبيعي، بعد أن تم إلقاء القبض عليه وأمرت النيابة العامة بحبسه 15 يومًا على ذمة التحقيق بتهمة تزوير بطاقة الرقم القومي وشهادة التخرج الجامعية الخاصة به من مدرس ألعاب رياضية إلي طبيب علاج طبيعي، واكتشفوا لديه قائمة كبيرة تضم الكثير من الفنانين ممن عمل جلسات لهم، ولكن هناك من أصيب واشهرهم الفنانة ساندي التي اعلنت أن السمكري تسبب لها بإصابة قد تؤدي إلى شلل رباعي، وحسب قولها كما أخبرها أخصائي أن ذلك بسبب  لمس الغضروف للنخاع الشوكي، وكذلك الفنان إدوارد الذي يعالج من آلام بالرقبة لمده عام بسبب السمكري!

وحول السؤال الذي طرحه الكثيرون: كيف استطاع النصاب إقناع ضحاياه؟ تقول دكتورة فادية أبوشهبة أستاذ القانون الجنائي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن النصاب دائمًا يدرس الطرق والوسائل ليستدرج ضحاياه؛ مثلاً أنه يستأجر مكانًا جديدًا في حي راقٍ بتذاكر غالية الثمن عملاً بالقول الشائع:»الغالي تمنه فيه» مع بعض الحيل لجذب الضحايا، ولكن من يشترك مع النصاب في نشر حيله ويكون على علم بجريمة النصب والهدف منها، فإنه يكون شريكًا بالجريمة، وتضيف د. فادية؛ وربما هناك ضحايا تساعد النصاب ولكن بدون علم، مثل نشر فيديوهات عن طريقة علاج ما، ولكن لم يكن يعلم أن بالأمر نصب، فهؤلاء ليسوا شركاء بالجريمة، لأن هناك الكثير من الناس  ممن يسيطر عليهم الوهم.

 أما د. مصطفي سعداوي أستاذ القانون الجنائي، فيؤكد أن كل من ينتحل صفة طبيب، بعد  إثبات التحقيقات لذلك ويكون قد لمس منطقة العفة سواء للرجل أوالمرأة، فيعتبر ارتكب جريمة هتك عرض، وعقوبتها السجن المشدد، لأن الطبيب المعتمد هو فقط من له حق لمس جسد المريض في حدود الكشف الطبي، أما المنتحل، فمن حق الضحية أن تقيم ضده دعوى هتك عرض، بالإضافة إلى جريمة أخرى يواجها المنتحل وهي النصب التي عقوبتها السجن لمده 3 سنوات.

 ويضيف د. سعداوي؛ أما من يقوم بالترويج عن منتجات لمساعدة نصاب، فيعتبر شريك في جريمة النصب وينال مدة العقوبة نفسها، ولكن إذا كان على علم بحيلة النصب وليس ضحية.

السباك الدكتور

لم يختلف السمكري عن الفتاة التي تم القبض عليها، فتبين أنها حاصلة على كلية اقتصاد منزلى، وانتحلت صفة طبيبة علاج طبيعى، وتدير عيادة بمدينة نصر، وتبين أن الفتاة استعانت بعدد من أصدقائها ومنهم من لا يحمل مؤهلا من الأساس للعمل معها في مركزها الشهير بمدينة نصر.

وزعمت الفتاة أنها متخصصة في التخسيس، وهو ما يبحث عنه الناس وبالتحديد الفتيات وذلك بصورة مستمرة، نتيجة الوزن الزائد، وشد الترهلات، وتقوم الفتاة بتوقيع الكشف الطبي على الزبائن، وتبدأ في كتابة علاج وكورسات تخسيس، وعثر بداخل العيادة المزيفة على كمية كبيرة من الأقراص وأدوية التخسيس، وبفحص أوراق العيادة تبين أنه يمتلكها سباكا ينتحل صفة طبيب، إلا أنه هرب فور علمه بضبط شريكته، وجارٍ تكثيف الجهود لضبطه.

الرشاقة المزيفة

منذ عدة أشهر ظهرت سيدة على القنوات القضائية، تروي تجربتها مع تناول دواء «أبليكس» زاعمة أنَّه ساعدها في تخسيس نحو 80 كيلوجرامًا، حتى خرج الدكتور محمد عباس- استشاري الجراحة العامة وجراحات المناظير والسمنة بالإسكندرية، مكذّبًا روايتها، كاشفًا أنَّها أجرت لديه عملية تكميم للمعدة، لكن قضت محكمة القاهرة الاقتصادية، بتغريم الممثل القانوني للشركة مبلغ 900 ألف جنيه والحبس لمدة عام، وذلك لارتكابه جريمة الإعلان المضلل عن قدرة المنتج، وعرضه بالقنوات الفضائية دون تصريح من المعهد القومي للتغذية.

تعذيب المتعاطين

 أيضًا تسببت الحملات الاعلانية على السوشيال ميديا، في تضليل وتعذيب البعض، حيث لجأ أكثر من 80 شخصًا ممن يعانون الإدمان إلى المعلن عنهم بالميديا ليبدأوا في رحلة العلاج، لكن المرضى فوجئوا بتكبيلهم وتعذيبهم، وإرغامهم على تناول عقاقير هلوسة وأخرى مهدئة، إلى جانب توقيع الكشف الطبي على آخرين وصرف علاج مقابل أموال طائلة.

وكشفت معلومات وتحريات الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث، بالتنسيق مع قطاع الأمن العام، عن قيام أحد الأشخاص باستئجار فيلا في 6 أكتوبر، واحتجاز 80 من متعاطى المواد المخدرة بداخلها، وصرف أدوية وعقاقير طبية لهم بدون استشارة طبية، نظير مقابل مادى.

 

تبين أنهم 5 أشخاص، ووجود 80 نزيلا داخل الفيلا من متعاطى المواد المخدرة محتجزين بها، وبسؤال النزلاء أقروا بحجزهم والآخرين داخل تلك الفيلا عن طريق أهليتهم كرهًا عنهم، والتعدى عليهم من قِبل القائمين على إدارة المكان، وقد أسفر التفتيش عن ضبط كمية من الأدوية المهدئة للحالة النفسية والعصبية ممنوع تداولها بدون استشارة طبية، وعدد من عينات تحاليل المخدرات، وسرنجات طبية مجهولة المصدر، و6 سجلات لإثبات بيانات أحوال ومعيشة النزلاء من المدمنين بالمصحة، وبعض الحبال والعصى المستخدمة في التعدى على النزلاء، وبمواجهة المتهمين اعترفوا بارتكابهم الواقعة مقابل مبالغ مالية شهرية للفرد، كما أقروا بأن الحبال والعصى المضبوطة تستخدم في تكبيل النزلاء المحتجزين وإجبارهم على تناول الأدوية المهدئة للسيطرة عليهم.