3 سنوات سجنًا للمتحرش بالصغيرات الثلاث

أغرب قضية تحرش.. والد الضحايا يطلب الإفراج عن المتهم والمحكمة ترفض

أغرب قضية تحرش
أغرب قضية تحرش

كتبت : منى ربيع 


 هي واحدة من قضايا التحرش التى نراها، شخص مريض يتحرش بصغيرات السن في غياب أسرهن، يستحق عليها العقاب، حتى لايكرر فعلته مع أخريات، والمحكمة عندما تأكدت من ارتكابه لتلك الجريمة البشعة أصدرت حكمها عليه بالسجن، وبالرغم من تكرار تلك القضايا مؤخرا، الا أن تلك القضية كانت مختلفة عن القضايا الأخريات، والتى تتمسك فيها الضحايا وأسرهن بعقاب الجانى والقصاص منه على ما ارتكبه في حق بناتهن وتشويه طفولتهن بأفعاله الدنيئة.

وبالرغم من تمسك المحكمة بالقانون وإصرارها على عقاب الجانى وإعادة الحق لأصحابه، الا أن جميع الحضور والذين تواجدوا في المحكمة اندهشوا لتصرف والد الفتيات والذى حضر الى المحكمة ليفاجيء الجميع بطلبه التنازل عن حقوق صغيراته والتى انتهكت براءتهن بيد ذلك الذئب، وعندما سألته المحكمة عن سبب التنازل ولماذا يريد تغيير أقواله في تحقيق النيابة العامة اجاب؛»انه لم يتنازل عن أقواله، لكنه فعل ذلك حرصًا على مستقبل المتهم»!
وإلى تفاصيل القضية المثيرة والتي شهدتها محكمة جنايات القاهرة.
ترجع القضية إلى عدة أشهر مضت عندما خرجت  الشقيقتان سارة ولوجى تلعبان مع جارتهما أميرة أمام المنزل، الصغيرات الثلاث كن حريصات على عدم الاحتكاك بأحد غريب حتى لا يصبن بالكورونا، وأثناء وقوفهن أمام منزلهن، كان يقف جارهم والذي ظل يتفحص أجسادهن الصغيرة بعينيه وهو يمنى نفسه المريضة بلمسها، ولأنه كان يعلم جيدا أن الصغيرات الثلاث لن يستجبن له، قرر أن يوقعهن في مصيدته بخطة شيطانية!
ذهب اليهن وهو يرتدى الكمامة ليخبرهن بأنه استطاع احضار دواء يقى من الكورونا وانهن اذا تناولنه سوف يتفادن الاصابة بهذا الفيروس اللعين، وانه اخذ هذا الدواء من طبيب صديقه، وطلب منهن ان يأتين معه لتعاطي ذلك الدواء الا أن الصغيرات في البداية رفضن عرضه واخبرنه بأنهن لا يحبون الأدوية، لكنه بدهاء الذئاب استطاع خداعهن بأن ذلك الدواء يشبه الحلوى وكذلك طعمه أيضا وأخذ يعرض عليهن اشكاله الجميلة، مؤكدا ان هذا النوع من الدواء تم صنعه خصيصا للصغار؛ صدقنه الصغيرات الثلاث وقررن الذهاب معه لاخذ ذلك الدواء اللذيذ والذى سيحميهن من خطر الكورونا، بعدما أقنعنهن بعد اخبار أسرهن بذلك الدواء خاصة انه يمتلك كمية صغيرة منه، واذا عرف احد ذلك السر سيطالبهالاخرون وفي ذلك الوقت لن يستطيع اعطاءهم اياه!
طلب منهن أن يسيرن وراءه في هدوء حتى وصلن إلى مدخل أحد العقارات، بعدها أغلق الباب وكشر بعدها الذئب عن أنيابه، لترتعد أجساد الصغيرات الثلاث، خائفات مما سيحدث لهن، حيث طلب منهن أن يخلعن ثيابهن، بعد أن هددهن بالضرب، خافت الصغيرات والتى تترواح أعمارهن مابين سبع وعشر سنوات، ونفذن ما طلبه منهن ذلك الذئب والذى أخذ يتحسس  أجسادهن وهن يبكين خوفا ورعبًا، سمح لنفسه أن يهتك عرضهن وطفولتهن بدون رحمه أو شفقة، وبعد أن أنهى عملته الخسيسة هددهن بالقتل اذا أخبرن أسرهن بذلك، ارتدن الصغيرات ملابسهن وهن خائفات، ليعدن الى منازلهن، لكن بمجرد وصولهن، انهارت الصغيرات الثلاثة واخبرن والدتهن ما حدث لهن، انهارت امهاتهن اتصلن بابائهم الذين اخذوا يسألون في البداية جيرانهم عن رواية الصغيرات الثلاث ليؤكد احد جيرانهم انه رأى الفتيات الثلاث يسيرن بصحبة جارهم، وفي نفس المكان الذى وقعت فيه الجريمة بعدها استطاع الاهالى الامساك بالذئب وتسليمه للشرطة.
وحكى والدا الفتيات عما حدث لبناتهن، ليتم تحرير محضر بالواقعة وإحالته للنيابة التى باشرت التحقيق في الواقعة ليشهد والد الطفلتان سارة ولوجي؛ انابنتيه اخبرتاه بأن المتهم خطفهما وثالثة بطريق التحايل بأن استوقفهن حال سيرهن بالطريق العام واوهمهن بإعطاهن بعض الأدوية المضادة لفيروس كورونا المستجد واستدرجهن الى مدخل احدى العقارات وما ان ظفر بهن حتى قام بالتحرش بأجسادهن وان البنات ارشدن عن مكان الواقعة، وانه اثناء الذهاب الى ذلك المكان رأى المتهم فيه ليقوم بالتحفظ عليه وتسليمه للشرطة، وبسؤال والد أميرة عما حدث أكد نفس ما أدلى به والد الفتاتان الاخريتان، وبسؤال الصغيرات اكدن ما حدث أمام النيابة والتى واجهتهن بالمتهم وتعرفن عليه.
وباستعراض تحريات المباحث أكد معاون مباحث 15 مايو؛ أن التحريات السرية أكدت صحة الواقعة لتوجه النيابة العامة إلى المتهم تهم خطف المجنى عليهن واقتران تلك الجريمة بجناية هتك عرضهن بالقوة دون رضائهن وبذلك يكون المتهم ارتكب الجناية المنصوص عليها بالمادتين 268و290 من قانون العقوبات والمادتين 2و116 مكرر ومن ثم احالته لمحكمة جنايات القاهرة محبوسًا.
وأمام محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمد الجندى، وعضوية كل من المستشارين أيمن عبد الخالق، ومحمد يوسف، مثل المتهم أمام المحكمة والتى اطلعت على كافة الأورق والتقارير لتقرر حجز القضية للحكم فيها، وقبل النطق بالحكم فوجئ الجميع بحضور والد الطفلتان طالبًا من المحكمة أن يتحدث إليها؛ في البداية ظن جميع الحضور أن الاب جاء ليطالب بحقوق طفلتيه في انتهاك عرضهن وشرفهن الذى هو عرضه وشرفه، الا أن الحضور في القاعة فوجئوا بالأب يتنازل عن حقوق الصغيرات، وهو يقول؛جئت اتنازل عن الدعوى حتى لا يضيع مستقبل ذلك الشاب ويكفى أنه تم حبسه الفترة الماضية وأنه لن يفعل ذلك ثانيا، في تلك اللحظة سأله رئيس المحكمة: هل تريد تغيير أقوالك بشيء جديد عما أقريت به أمام النيابة العامة سابقا؟
ليرد الأب: لا 
ليعاود رئيس المحكمة ويسأله: هل المتهم تحرش بابنتيك وهتك عرضهن فعلا؟
ليجيب الاب: نعم 
ليرفع رئيس المحكمة الجلسة للمداولة وبعد دقائق تعتلي هيئة المحكمة المنصة وتصدر حكمها بسجن المتحرش ثلاث سنوات مؤكدة في حيثيات حكمها؛ أنه بالرغم من تنازل الأب عن حقوق بناته الا أن المحكمة لا تستطيع التنازل عن حق المجتمع في معاقبة ذلك المتحرش.

ولابد أن تبقى لنا كلمة في النهاية وهي؛ أن هذا المتحرش للأسف استفاد من تطبيق العقوبة قبل تعديلها في القانون الجديد، بمبدأ عدم رجعية القوانين.