من غير مناسبة

شغف المعرفة والاتجار بها

دينا توفيق
دينا توفيق

دينا توفيق

Email: [email protected]

شغف التعلم وحب المعرفة، صفة تلازم بعضنا.. تصاحبنا عندما نبحر فى العوالم الخفية.. تجذبنا بقوتها المغناطيسية للبحث عن المعلومة التى تركل الجهل واليأس وتأبى الخنوع والاستسلام.. تزيح الغبار والستار الضبابى عن العقل.. العلم منارة، يضيء لنا الطريق حتى لا نضله ونتعثر.. والتعلم يأخذنا فى رحلة مدى الحياة، رحلة بحث واستكشاف؛ تغذى عقولنا وتشبع أرواحنا، شهيقًا لتصحيح مفهوم، وزفيرًا لطرد كل ما هو خاطئ وسلبي.. والمعرفة تصقلنا خبرة وتجارب وتبقينا متجددين.. والوصول للمعلومة يمنحنا لذة الانتصار ومن ثم تغمرنا السعادة.. كلما عثرنا على نتائج زاد شغفنا ونهمنا على المعرفة ونتطلع لحصد المزيد، وأدركنا أن العالم أكبر وأعمق مما نتخيل.. ما يخلق لنا عالمنا الخاص، يبعدك عن الجدال وهدر الوقت.. عالم أحرار الفكر والإبداع.. الرافضين لكل ما هو تقليدي، الذين يجيدون قراءة ما بين السطور، قادرين على التحليل والاستنتاج حتى لا يقعوا فريسة ل«تجار العقول»..
شغف التعلم والمعرفة من الأمور الأكثر إثارة وتشويقا، ولكن هناك أدبيات يجب أن يتحلى بها كل من سبق وامتلك العلم؛ بألا يكون بخيلًا فى إيصال المعلومة إلى الآخرين للاستفادة منها، خاصة إذا سُئل عنها، وألا يتعامل معها وكأنها سلعة يمكن بيعها، لتحقيق مكاسب مادية فى المقام الأول وليس للتنوير والنهوض الذى لا يأتى دون معرفة حقيقية. ومع التطور التكنولوجى كان من المتوقع أن يكون التعلم وتبادل المعرفة أسرع إلا أن الاتجار بهما بات هو الرائج، يباع العلم والمعرفة على أجزاء، ولكل جزء ثمنه.. كما يمكن احتكارهما لمصلحة الدول الكبرى التى تستحوذ على العلماء بتمويل البحث العلمي.. ولكن علينا أن ندرك «إذا كان التعليم مكلفا، فإن الجهل أكثر تكلفة».