رغم أهمية العلاج بالمضادات الحيوية فى كثير من الحالات ، إلا أن الاستخدام الخاطئ للمضادات بعيدا عن الإشراف الطبى قد يعرض حياة المريض للخطر، وربما للموت.
وفى أحدث دراسة طبية بجامعة «أوميو» السويدية، توصلت إلى إن الاستخدام الطويل للمضادات الحيوية، قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون، ولكن المخاطر لا تتوقف عند هذا الحد - كما يؤكد د. أشرف عمر أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بجامعة القاهرة - فسوء استخدام المضادات الحيوية سواء باختيار مضاد حيوى غير مناسب، أو بتكرار المضاد عشوائيا وتجاوز الجرعة دون استشارة الطبيب، يؤدى فى النهاية لأضرار شديدة الخطورة .
ويقول د.أشرف عمر إننا نعاني بالفعل عشوائية كبيرة فى استخدام المضادات الحيوية، نتيجة عدم الوعي بمخاطرها، لدرجة أن كثيرًا من المرضى يستخدمونها دون مشورة طبية ، بل يصفونها لغيرهم أيضا.
مؤكدا أن سوء استخدام المضادات الحيوية والتكرار العشوائي لها، يعطى الفرصة لتحور الميكروب واكتسابه مناعة وظهور سلالات جينية جديدة ، تقاوم كل أنواع المضادات، وتصبح غير قابلة للعلاج، وبمرور الوقت تنتشر للأسف هذه السلالات لتهدد العالم كله.
- ومن مخاطر سوء استخدام المضادات الحيوية أيضا - كما يقول د.أشرف عمر - إنها تقضى على البكتيريا النافعة الموجودة بالجهاز الهضمى والقولون
(ميكروبيون) ، وهى بكتيريا مفيدة جدا للمناعة والهضم ، والقضاء عليها يسبب مشاكل صحية عديدة، وهذه الحالة يمكن علاجها بأقراص «بروبيوتك» لتعويض البكتيريا النافعة.
- ومن المشكلات الخطيرة أيضا، أن هناك أنواعًا من المضادات الحيوية تؤثر على النخاع الشوكى الذى ينتج مكونات الدم من الكرات الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية، وإذا حدث تجاوز لجرعات هذه المضادات نتيجة التكرار العشوائى، فإنه يؤدى لتدمير النخاع وانهيار معدلات كرات الدم والصفائح، بما قد يؤدى للنزيف أو الالتهابات العنيفة ، وقد يصل الأمر للوفاة.
- ولا تتوقف التأثيرات الخطيرة على ما سبق، بل ينتج عن سوء استخدام المضادات تأثيرات ضارة على كل أجهزة الجسم كالكبد والكلى وقد تتسبب فى حدوث الالتهاب الكبدى والفشل الكلوى.
ويؤكد د.أشرف فى النهاية أننا فى حاجة للتوعية بمخاطر عشوائية المضادات الحيوية، فالعلماء يسابقون الزمن لتطوير العلاجات المقاومة، لكن الميكروب أحيانا يكون أسرع فى التحور إلى سلالات أكثر شراسة ومقاومة، كما يحدث الآن فى صراع العالم مع كورونا.
