تطبيقا لسياسة فرق تسد تم تصوير ازمة نقابة الصحفيين مع وزارة الداخلية بأنها تحد للقانون وللرأى العام الذى تم تزييف موقفه بالسماح لمجموعة من (المواطنين الشرفاء)بالتظاهر امام النقابة لشتم الصحفيين بأقذع الألفاظ والتعدى على من تطوله ايديهم من زملاء سواء ممن يشاركون فى الوقفة على سلالم النقابة او من يؤدون عملهم فى تغطية الحدث. الأهم ليس بالنسبة لمهنة الصحافة فقط ولكن بالنسبة للمجتمع الذى كانت الصحافة دائما هى لسان حاله ووسيلة التعبير عنه وتوصيل صوته وشكاواه للمسئولين، فجأة اصبحت الصحافة مهنة تنهال عليها أسوأ التهم سواء على صفحات التواصل الاجتماعى او من هؤلاء الذين سمحت لهم قوات الأمن بخرق قانون التظاهر وقاموا بسب وقذف الصحفيين والتعدى عليهم والتحرش بالصحفيات امام اعين رجال الشرطة الذين يكيلون بمكيالين فتغاضوا عن تلك الممارسات ما دامت تخدم أهدافها..ذكرتنا هذه الأحداث بوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى الذى كان يستعمل نفس الأشخاص للاعتداء على المتظاهرين لتظهر الأحداث وكأنها (خناقة) بين مواطنين فى الشارع ولكن العادلى رغم عصاه الغليظة لم يجرؤ رجاله على اقتحام مبنى النقابة لأنها رمز للمهنة والمفروض انها السلطة الرابعة التى تكشف الفساد وتتصدى للمشكلات.. المهنة التى قدم اعضاؤها حياتهم ثمنا فاستشهد الكثيرون منهم خلال احداث ثورة يناير وما بعدها..فى تقرير تليفزيونى من امام النقابة قامت مندوبة برنامج العاشرة مساء بمحاورة عدد من المواطنين (الشرفاء) فانهالوا هجوما على الصحفيين رغم انهم لا يقرأون الصحف وفى نهاية التقرير تعدت احداهن بالضرب على مذيعة التقرير . هؤلاء البسطاء تم تجييشهم ودفعهم لهذا المكان رافعين صور الرئيس السيسى وأعلام مصر وكأن النقابة فى عداء مع رئيس الجمهورية ! الصحفيون ليسوا اعداء الوطن لأنهم ابناؤه الأبرار وهم صوته الذى يعبر عن الحق ولمن يسأل عن جدوى الصحف عليه ان يتصور مجتمعا مغلقا أخرس لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم..وللأسف انضم بعض اعضاء النقابة ممن يقدمون برامج فى الفضائيات لتشويه زملائهم والإساءة إلى المهنة التى نشرف بالانتماء اليها.. الأزمة الراهنة كان يمكن احتواؤها لو ان رجال الامن تصرفوا بكياسة واحترموا كرامة الصحفيين ولو ان بعض الزملاء لم يسارعوا بالانشقاق ليقسموا الجماعة الصحفية.. الآن هدأت النفوس قليلا وحان وقت الوساطة والاستعانة بالحكماء ممن لا يحاولون الصيد فى العكر بالمطالبة بحل مجلس النقابة الحالى ليحققوا مزايا انتخابية فيما بعد.. فلنحافظ على كيان النقابة ولنتفاوض دون ان ننحنى وكما خرجت النقابة منتصرة فى كل الأزمات السابقة فسوف تخرج متماسكة اذا توحدنا.