الخروج عن الصمت

كيف عرفته (٣ من ٤)

محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد

محمد عبدالواحد

نستكمل الحديث عن وادى الذكريات المسمى بالدسك المركزى حيث كان حوارى مع صديقى المرحوم محمد أبوذكرى حين سألته عن معنى سبارتاكوس.
وهنا تنهد تنهيدة غيرت ملامح وجهه البشوش لحظتها قلت لنفسى لقد آلمته لأننى قرأت نبذة عن سبارتاكوس وأنه كان عبدا من رقيق الإمبراطورية الرومانية وزعيما ثائرا من أجل تحرير العبيد. وقال: كنت لا أريد الحكى لكنى من نظرة عينيك علمت انك تعرف من هو سبارتاكوس ولما السكوت منى على ذلك.
الأمر بسيط يااستاذ فأنا لأول مرة أتكلم عن نفسى فقد كنت متفوقا فى دراستى ومن عائلة بسيطة علمتنى القناعة والرضا والإيمان ورغم مشاكستى إلا أن ابى كان لايخاف علىَّ لأنه صنع منى رجلا رغم صغر سنى وكان يفرح كلما قرأت، فالقراءة جعلت منى فيلسوفا مشاغبا مناكفا لكل الاساتذة.
 ومن عشقى للقراءة كنت أقف دائما بجوار صاحب فرش يبيع من خلاله الكتب والمجلات والصحف وكنت مهووسا بكل كلمة تكتب وأثناء الدراسة كان لى صدام عنيف مع أستاذ صرت بعد ذلك من مريديه فهو كان أستاذا فى الإخراج فى صحيفة الأخبار وكان رئيس رؤسائك انه الاستاذ سعيد إسماعيل وعندما انتهت الدراسة وظهرت النتيجة علمت بعدها أننى ضمن الأوائل على دفعتى وتلقيت رسالة على أثرها من الأستاذ مصطفى أمين ليتم تكريمى وانتهيت من التكريم وعدت الى الاسكندرية لكن لم ينقطع التواصل بينى وبين أستاذى الذى كان يؤسس لجريدة الجيل.
 واختارنى ضمن فريق العمل وطبعا سعادتى لا توصف، أخيرا سيتحقق الحلم الذى أحلم به بأن أصبح كاتبا احاكى الورق فيحاكنى القراء بعدها وأثناء دلوفى إلى صالة التحرير وجدت زملاء وأصدقاء هذا الشاب الذى يطلقون عليه النابغة يقدمون له التهنئة لأنه فاز بجائزة الانتماء.
وهنا انتظرت لأجد تفسير لهذه الجائزة وبالصدفة يدخل أستاذى فسكت الجميع لكن رأسى لم يسكت وسألته عن معنى الجائزة فقال لى أن تكون محبا لجريدتك ولزملاءك وسرعان ما أطلق على هذا الشاب «سبارتاكوس».
وللحديث بقية