زوجات مررن بقصص مؤلمة بعد لجوئهن للمحكمة

«نجوم السما أقرب لك من الطلاق»!

الحياة الزوجية
الحياة الزوجية

هبة عبد الرحمن

الحياة الزوجية تبنى على المودة والرحمة والاحترام المتبادل، لكن ان اختفت تلك المعانى وتلاشت وراء البغض والكراهية والعناد، يصبح الطلاق افضل طريق لانهاء تلك الحياة.
لكن هناك بعض الازواج الذين يصل بهم العناد الى جعل الحياة الزوجية بالاكراه وكأنها سجن حكم على الزوجة للابد، رافضا طلبها بالطلاق حتى لو على الابراء وتنازلها عن كل حقوقها بعد ان وصل بهما الحال الى طريق مسدود، ولا تجد الزوجة الا اللجوء الى طريق آخر هو المحاكم، رغم علمها بأن المحاكم «حبالها طويله» لطول مدة التقاضى فيها، وتأخذ من وقتها وعمرها واموالها الكثير، لكنها تضطر للجوء إليها فقط للحصول على حريتها من براثن هذا الزوج الذى عادة يزداد تعنت وعصبية ويفعل ما بوسعه حتى يجعل زوجته تدفع الثمن غاليا لحصولها على حريتها رغمًا عنه، رصدنا الكثير من قصص الزوجات اللائى عشن حياة زوجية بالاجبار خوفا من بطش أزواجهن بهن، وجميعهن اضطررن للذهاب للمحكمة، والسطور التالية تروي بعضها.

 

بأسى بالغ وبدموع عينيها بدأت «ريهام.ع» 36سنة كلامها قائلة: عشت مع زوجى 12 سنه فيها الحلو والمر، لكن ما فعله فى النهاية دفعنى لنسيان اى لحظه حلوه بيننا، كنت أعمل مدرسة لدى مدرسة كبرى، لكن اضطرتنى الظروف لترك العمل بها حتى أراعى اولادى، حيث رزقنى الله بطفلين اصغرهما مريض بالتوحد ويحتاج لوجودى الدائم، ولانه يحتاج لعلاج باهظ فقد قررت العمل من المنزل، زوجى يعمل موظفا وظروف عمله تعطى له المتسع من الوقت ليقضيه فى البيت، وكنت كلما اطلب منه البحث عن عمل اضافى ليساعدنا، كان يستشيط غضبا ويرفض رغم ان لديه امكانيات جيده فى مجال الكمبيوتر تمكنه من العمل لكنه اعتمد على اعتماد كلى، قررت الصبر عليه حتى لا اهدم البيت خاصة انى عندما طلبت منه الطلاق فى احدى المرات رفض وقال معنديش طلاق لحد الموت.
ساعدنى الله بافتتاح مشروع صغير للتجارة فى الملابس، كنت اعمل ليل ونهار حتى أتمكن من سد العجز فى المصاريف خاصة مصاريف علاج ابنى، كما ان زوجى مديون بمبلغ كبير ساعدته لسداده والوقوف بجانبه، لكنه لم يراع يوما اى شئ، كان كثير الشجار معى ويمد يده عليّ بالضرب، بدأت حالتى النفسيه تسوء واصبحت اكثر عصبيه، وعندما اعترض على اى شئ كان ينفعل ويأخذ موقف ضدى.


انهارت قواى فى تحمل زوجى وتصرفاته فأصريت على طلبى الطلاق، وحتى يتخلص من مسئوليتى اخذنى الى بيت اسرتى وتعدى على بالضرب امامهم واخذ ابنائى ووقال لى «مفيش طلاق ونجوم السما اقربلك، وهتاخدى اولادك بعد ما تتنازلى عن كل حقوقك وسوف اتركك مثل البيت الوقف» ، لم أفكر فى طلب الطلاق بالمحكمه كل ما فكرت فيه حصولى على ابنائى، فأسرعت بدعوى حضانة لابنائى، وبعد شهرين حصلت على الحكم لصالحى بحضانة اولادى، وفى اليوم الذى ذهبت فيه لتنفيذ الحكم علمت من الجيران فى المنطقة التى كنت اعيش فيها بأنه يشوه سمعتى واخبر الجيران بأنه طلقنى لانه اكتشف خيانتي، فضربه اشقائى، واخذت ابنائى وعدت لمنزل اسرتى بعد ان قرر امام الناس انه سوف يعطينى الفين جنيه كل شهر نفقة لابنائى بما فيها مصاريف علاج ابنى المريض، ووافقت ولم ارد يومًا الدخول فى اى مشاكل معه.


حتى اخبرنا المحامى انه حرر محضر زنا ضدى وقال فى المحضر، ان معه دليل خيانتي «شات» بينى وبين رجل آخر، علما بأنه طردنى من البيت بعد ان اخذ منى هاتفى المحمول وكل متعلقاتى ولا اعلم ما الذى فعله به؟!


انهت ريهام كلامها بأسى بالغ قائلة: كل ذلك حدث دون ان يطلقنى، بل هددنى انه سينتقم منى عقابا لى على رغبتى فى الطلاق، والكارثه انى بعدما اخذت ابنائى فى حضانتى، اكتشفت انه شوه سمعتى امام ابنائى ايضا، واخبرهم بأنى تركتهم للزواج من رجل آخر ولن اعود اليهم مره اخرى، مما تسبب لهم فى عقد نفسيه اعانى منها حتى تلك اللحظة، وساءت حالة ابنى الصغير الصحية، الأن لم اتردد لحظة فى اللجوء الى المحكمة بدعوى خلع وتمكين من منزل الحضانة وتبديد منقولات، جميعها لازالت منظوره امام المحكمة.
سجن
اما «فاتن.ص» 38سنة مهندسة ديكور فتقول بألم شديد: زواجنا كان بعد قصة حب تمنيت فيها الزواج منه بعد ان رسم لى الطريق بالسعادة الوهميه، لكن بعد زواجنا بعام واحد بدأت المشاكل بيننا والسبب هو حالة اللامبالاه والبرود الشديد من جانب زوجى، برود فى كل شئ سواء عطاء مادى او معنوى، بعد انجابى لابنى الاكبر قررت تأجيل الانجاب مره اخرى تحسبا لوقوع الطلاق بيننا فى اى وقت، وقلت لنفسي يكفى تحمل مسئولية طفل واحد، وبعد مرور عدة سنوات كنت قد سئمت حياتى معه بشده قررت طلب الطلاق، لكنه وقف امام اسرتى واخبرهم بأنه يحبنى ولن يطلقنى، وبالطبع اعتقد الجميع انى زوجة «مفتريه» لا أشكر الله على النعمه التى اعيش فيها، لكن لا أحد يدرك ما اشعر به فأصعب ما تمر به المرأة هو الحياه مع رجل سلبى لا يهمه سوى الحصول على متعته الشخصيه لاغير.


رزقنى الله بابنتى الصغرى وقلت لنفسى ربما تكون السبب لتقاربنا من جديد، لكن اكتشفت خيانة زوجى، جن جنونى وواجهته لم ينكر وادعى بأنها غلطة لن تتكرر، لكن بعد فترة اصبح المشهد عادى وعلى ان اتقبله، بل اصبح يبتعد عنى شيئا فشيئا وحتى المتعة الجسدية التى كان يمنحنى اياها اصبح باردا فيها هى الاخرى، وكلما اطلب الطلاق كان يرفض قائلا بأنه لن يقدر على الحياة بدونى.


ورغم ان زوجى يعمل فى وظيفه محترمه وعلى قدر عال من العلم، الا انه استغل علمه هذا لاستنفازي نفسيا وحاربنى نفسيًا، الصمت كان لغة حوارنا والهجر كان علاجه لاى مشكله تحدث بيننا، ورغم طلبه بأن اترك عملى فى الشركة الكبرى التى كنت اعمل بها من اجل ابنائى، لم يراع جلوسي بمفردى في البيت، وكان كثير الهجر مما اصابنى بحالة نفسيه سيئه، حتى انى اضطريت للذهاب لزيارة الطبيب النفسي، لم اذهب الا مره واحده، لكن يبدو ان زوجى اراد استغلال هذا الامر ففوجئت به يتهمنى امام اسرتى بأنى مريضه نفسيا وربما يقول للمحكمة بأنى مجنونه حتى يحرمنى من اولادى، وطلب منهم منعى من طلب الطلاق مره اخرى حتى لا يشوه سمعتى.


ادركت ان ما يفعله معى لا ينتمى للحب بصله لكنه فقط اراد الانتقام لطلبى للطلاق منه بطريقة نفسيه قاسيه بسجنى فى قفص الزواج تحت مسمى منزل الزوجية، فأصريت على طلب الطلاق منه وعندما رفض ومد يده علي بالضرب، اسرعت لمحكمة الاسرة طالبه دعوى خلع امام المحكمة، وبعدما حصلت على حكم لصالحى اصبح يطاردنى بمضايقات كثيره سواء فى حرمانى من النفقة او منعى من الحصول على قائمة المنقولات، بجانب ارسال رسائل التهديد بالايذاء البدنى اذا وافقت على الزواج من اى رجل غيره.
اثبات رجعة
كانت تلك الدعوى التى حصلنا عليها من صاحبتها «س.ا» هي الأغرب؛ حيث طالب فيها الزوج بعد مرور اكثر من 8 سنوات من الطلاق بينه وبين زوجته طلاقا غيابيا، على اثبات رجعته لزوجته مره اخرى، ورغم زواجه من اخرى وانجابه منها ابناء، الا انه ادعى انه لا يريد سوى الحصول على حقه فى انه اعاد زوجته الاولى الى عصمته خلال فترة العدة الشرعيه، وقال الزوج «س» صاحب الدعوى فى دعواه التى حملت رقم 1308لسنة 2020:
«تزوجت من زوجتى س.ص» بموجب عقد الزواج الشرعي الموثق على يد المأذون (والذى اختصمه فى دعواه) بتاريخ 5/2012، الا انه بعد مرور عام من الزواج بسبب خلافات زوجية تقدمت بدعوى طلاق للضرر، وبعد جلسه واحده طلقتها طلاقا غيابيا رجعيا بوثيقة طلاق قيدت بتاريخ 3/11/2013 وكانت حامل فى ابننا الوحيد.
وادعى الزوج فى دعواه وحفاظا على كيان الاسرة فقد اعدتها الى عصمتى فى اليوم التالى يوم 4/11/2013 بدون عقد زواج، وبعدما وضعت ابنى فقد اخبرتها فى رساله على الهاتف وعلى البريد الالكترونى بانى راجعتها لعصمتى، الا انى حينما ذهبت الى الماذون المعلن اليه لتوثيق عقد الزواج رفض لانقضاء المدة الزمنية اللازمه للتوثيق، وقد تقدمت بدعوى عام 2014 واعترفت زوجتى المدعى عليها بالرجعه من خلال رسالتى لها، لكن رفضت الدعوى ومرت السنوات لكن لم أشعر براحه او سعادة لكونى غير قادر على اثبات رجعة زوجتى لى، وقد توجهت الى لجنة الفتوى بالازهر عام 2018 متسائلا عما اذا كانت المدعى عليها زوجة ام مطلقة للمدعى؟، وجاءت اجابة لجنة الفتوى مؤكده انها زوجة لى زوجة شرعيه ويجب توثيق الرجعه بنفس التاريخ الذى راجعتها فيه، لذلك فقد عدت من جديد لتقديم دعوى لاثبات رجعة لمطلقتى «س.ص» وعدم الاعتداد بشهادة الطلاق الغيابى.
وعندما توجهنا بالسؤال للزوج عن السبب الحقيقى وراء طلب اثبات رجعة زوجته الاولى رغم زواجه باخرى اكد؛ انه ليس حبا لها او رغبة فى البقاء بقدر انه يشعر بأسى انه طلق زوجته رغما عنه بسبب الدعوى التى تقدمت بها، فكان الثأر لكرامته ورجولته افضل حل، فقرر رجوعها لعصمته فى اليوم التالى واخبرها شفويا لكن الوقت لم يساعدها وقتها لاثبات الرجعه فى الموعد المناسب، وهو يشعر بضيق وأسى لعدم تنفيذ رغبته وانها استطاعت للحصول على حريتها الطلاق رغما عنه.