ندوة أسيوط تطالب بإعادة صياغة الحكايات الشعبية للمساهمة بحماية الهوية

ندوة أسيوط
ندوة أسيوط

طالبت الدكتورة أسماء عبدالرحمن عضو هيئة التدريس بكلية الآداب جامعة أسيوط الوزارات المعنية بضرورة العناية بترويج الحكايات  الشعبية للأطفال والتلاميذ وإعادة صياغتها لتلائم الأجيال الجديدة بما يساهم في حماية الهوية وتعزيز قيمنا التربوية والثقافية التي تستهدفها الحكايات جاء ذلك في لقاء نادي أدب قصر ثقافة أسيوط مساء أمس بقاعة التذوق بثقافة أسيوط.


أشارت الدكتورة أسماء عبدالرحمن إلى كيفية التغلب على الصعوبات التي تقابل الباحثين في مجال جمع تراث الحكايات الشعبية، وأهمية وجود الوسطاء للتغلب على تخوف السرد للغرباء وحماية الحكي التلقائي والحفاظ على أصل الحكاية دون تحفظات أو مخاوف، وأوضحت في ذلك تجربتها الثرية في كيفية جمع الحكايات من القرى المتنوعة بالمحافظة، ونوهت عن مدى جاذبية العمل البحثي في هذا المجال، وإضافاته لشخص الباحث.


أكدت الدكتورة أسماء عبدالرحمن على أولياء الأمور إدراك دورهم التربوي في استغلال موروث الحكايات الشعبية تجاه أبنائهم، وشرحت كيف يمكن للحكاية الشعبية أن يكون لها تأثير على سلوك الطفل وثقافته ووعيه بشكل كبير بينما لا يمكن إحداث نفس التأثير بالتعليم والمعلومات المباشرة، خصوصًا لما تحدثه الحكاية من أثر نفسي بسبب التشويق والعقد الدرامية ومشاركة الطفل في الحدث وتغيير أسلوب الحكي وقدرة الحكاء على ربط المستمع بأكثر من طريقة خلال السرد.

اقرأ أيضا | أسيوط في ٢٤ ساعة| رئيس جامعة أسيوط: استقبلنا 48 مصابا بكورونا وجاري زيادة الأسّرة 


كما تناولت الدكتورة أسماء عبدالرحمن بعض الحكايات الشعبية الثرية التي قامت بجمعها من أسيوط، وقامت بتحليل وظائفها وفنياتها وتأثيرها، إلى جانب إشارتها إلى وجود أكثر من 570 نص مختلف للحكاية الواحدة وفي ذلك الاضافات التي تحدث بين بعض الرواة وغيرهم، وكذلك التحوير الذي يتم في نقل حكاية شعبية من دولة إلى أخرى، أو من محافظة إلى محافظة أخرى، وضربت على ذلك أمثلة متنوعة كيفما في حكاية تم نقلها من سوهاج إلى الوادي الجديد في عقود زمنية بعيدة.


أوضح الروائي فراج فتح الله رئيس مجلس إدارة نادي أدب أسيوط أنه نظرًا لأسلوب الدكتورة أسماء عبدالرحمن الشيق فقد استمرت الندوة لأكثر من أربع ساعات متواصلة وأعقبها حلقة نقاشية لمناقشة أعمال الأعضاء برئاستها، مشيرًا إلى اعتزازه بجهودها ومشاركتها التطوعية باللقاء في اطار حرصها البالغ على إثراء الوعي الثقافي بالتراث الشعبي، وذلك ضمن سلسلة ندوات نفذتها الدكتورة أسماء عبدالرحمن وتستهدف نشر الوعي بالتراث الشعبي سواء المادي أو غير المادي.


وأشار الروائي فراج فتح الله إلى جهود المشاركين في إثراء مناقشة أعمال الأعضاء كمداخلات الناقد الدكتور سيد عبدالرازق والروائي أيمن رجب الطاهر رئيس نادي القصة فضلاً عن المشاركات المتميزة للكاتب الكبير نعيم الأسيوطي والشعراء صابرة علي وعلي هريدي ومحمد أحمد ومحمد كامل محمد بحضور الكتاب الدكتورة وئام عصام ووليد الجوهري وطه الرفاعي وأحمد مصطفى علي حسين، وعاطف العزازي الأمين العام لمؤتمر نادي القصة عن هذا العام.