همسة عتاب تنفيذ الأحكام .. وتشابه الأسماء

محمود دربالة
محمود دربالة

مصطلحات تبدو ثقيلة على اذن المواطن البسيط خفيفة على ضباط وأفراد وزارة الداخلية.. ولكنها مصطلحات تعطل حياتك لمدة 48 ساعة حتى تمر بكل مراحل الإهانة الشخصية لمجرد تشابه الاسم الثلاثى مع مسجل خطر أو هارب من أحكام قانونية .
 تسعى وزارة الداخلية دائما لتحقيق الصورة الأمنية الكاملة قدر المستطاع للحفاظ على حقوق المواطنين وتحقيق الانضباط فى الشارع لكى ينعم المواطن بالأمن والأمان ، وذلك يتطلب العديد من الإجراءات سواء فى الأكمنة الثابتة أوالمتحركة وحملات تنفيذ الأحكام التى تشنها وزارة الداخلية فى بداية كل حركة لتنقلات ضباط الشرطة.
تنفيذ خطوات تحقيق الأمن والأمان يجعلك تمر بتجارب واقعية حين يتم استيقافك فى الأكمنة الثابتة ثم تسمع مصطلحا واحدا «بطاقتك لو سمحت».. ويليها مصلح «لو سمحت اتفضل معانا عليك حكم».. ومن هنا تبدأ رحلة العذاب التى يعيشها المواطن .
المفاجأة الكبرى بعد أن يتم الكشف عليك وتصطدم بطابور الأحكام التى لا تعلم عنها أى شئ سوى انك اسمك متشابه .. عبارات متتالية من حضرتك «يا افندم انا معليش أحكام». «ده أكيد مش أنا ».. وهكذا .. والضابط لايملك بعد الكشف على الهوية الشخصية وتظهر شاشة الأحكام بالاسم الثلاثى  إلا أن يحدثك «اركب البوكس».. هنكشف عليك فى المركز أو القسم وتبدأ الرحلة من البوكس .. إلى الثلاجة .. ثم النيابة العامة ، صاحبة الفصل فى التشابه باسم الام .
رحلة طويلة تعرقل حياة الاسرة المصرية بسبب تكرار الاسماء وتشابهها ، تقودك إلى ساعات من العذاب حتى يتحقق التشابه. وتصل إلى الحقيقة.. ثم تغادر قسم الشرطة ممسكا بورقة ممهورة بأختام شعار الجمهورية.. والتى تؤكد انك لست صاحب التشابه فى القضايا التالية أرقامها .. ؟؟؟  وتظل حاملا لتلك الورقة حتى تذوب فى محفظتك الشخصية.  مطالبات عديدة من المواطنين لوزارة الداخلية بضرورة وضع حل جذرى لضباط الداخلية بوضع خانة «الأم» على شبكة تنفيذ الأحكام لكى يتمكن الضابط من الوصول للاسم المستهدف فى فترة وجيزة، وسط نداءات بميكنة قطاع تنفيذ الأحكام على أحدث طراز كما نراه فى الدول الأخرى.