هو تاسع خلفاء العباسيين فى العراق، ولد فى بغداد سنة 200 هـ، وأمه رومية اسمها قراطيس، ولى الخلافة بعد وفاة أبيه المعتصم سنة 227 هـ،.إنه هارون الثانى أبو جعفر الواثق بالله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد، عنه يقول الدكتور عبد المقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر الشريف: كانت خلافته خمس سنوات سار فيها الواثق بالله على نهج والده فى الاعتماد على الأتراك، فاستخدمهم للقضاء على الفتن التى ظهرت، اتبع سياسة أبيه أيضا فى الانتصار للمعتزلة وامتحان الناس فى مسألة خلق القرآن، ما أثار موجة عداء تجاهه من قبل أهل بغداد، الذين دبّروا له محاولة اغتيال فاشلة، انتهت بمقتل زعيمها، قامت عدة ثورات فى عهده فى الشام وفلسطين بسبب الاحتكاكات بين السكان العرب والجيوش التركية التى شكلها والده المعتصم، تم إخمادها جميعا، ولقَّن الخارجين على الدين والآداب العامة درسًا لا ينسى، وعزل من انحرف من الولاة، وصادر أموالهم التى استولوا عليها ظلمًا وعدوانًا، وفى عهده فتحت جزيرة صقلية سنة 228هـ. أحسن الواثق بالله لأهل الحرمين حتى قيل إنه لم يوجد بالحرمين فى أيامه سائل أو فقير، وعرف عنه اهتمامه بالآداب والأنساب والموسيقى وكان مشجعا للعلماء..
يضيف باشا : قال الواثق بالله لوزيره بعد أن رجع من صلاة العيد: هل حفظت من خطبتى شيئاً؟ قال: نعم قولك يا أمير المؤمنين: «ومن اتبع هواه شرد عن الحق منهاجه، والناصح من نصح نفسه، وذكر ما سلف من تفريطه، فطهر من نيته، وثاب من غفلته، فورد أجله، وقد فرغ من زاده لميعاده، فكان من الفائزين»، وتوفى سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وكانت علته الاستسقاء.
