كيف يؤثر استخدام الموبايل على حواسنا؟

صورة موضوعية
صورة موضوعية

 

أصبحت الهواتف والأجهزة الذكية في وقتنا الحالي من أساسيات حياتنا اليومية وخاصة بعد ما أحدثه وباء كورونا من تغيرات أدت إلى الوصول لذروة الاستخدام فأصبح الموبايل أداة العمل والدراسة كما يمكن من خلاله التسوق والوصول بسهولة إلى كافة الخدمات المصرفية ومعرفة اخر الأخبار والمعلومات واساس البقاء على اتصال مع الآخرين من خلال ما يوفره من تطبيقات لا الحصر لها.

 

ولكن ما لم يؤخذ في الاعتبار هو ما يحققه هذا الاستخدام المفرط من أضرار سواء صحية أو نفسية مثل الشعور بالوحدة والاكتئاب والتوتر والقلق حتى توصلت سوزان دينهام ويد مؤلفة كتاب " A History of Seeing in Eleven Inventions" إلى حقيقة مفادها أن اعتمادنا على الموبايل يقلل ببطء من حاسة الشم واللمس والسمع والتذوق لأنها تقلل من تفاعلنا وجهاً لوجه مع الناس.

 

فطبيعة الإنسان قائمة على استخدام جميع حواسه في وقت واحد في العالم الحقيقي فحواسنا الأساسية الخمس تطورت بغرض التفاعل مع البيئة الطبيعية ومع الاعتماد بشكل أساسي في الحياة على استخدام الموبايل فان اربعة من حواسنا الخمسة الأساسية أصبحت زائدة عن الحاجة وذلك مع الاستخدام المفرط للحاسة الخامسة.

 

فمن خلال قضائنا ساعات طويلة في التحديق في الشاشة تتغذى العيون بينما تتضور حواسنا الأخرى - السمع والشم واللمس والتذوق - جوعا

 

وبحسب موقع " daily mail " البريطاني فإن دراسة اكاديمية تم اجرائها عام 2016 أثبت وجود صلة بين حاسة الشم والتي لا يمكن تحفيزها بواسطة شاشة الموبايل التي تعمل باللمس وفقدان حاسة الشم والقلق والاكتئاب فكان الأشخاص الذين يعانون من انخفاض القدرة على الشم أكثر عرضة للاكتئاب وتفاقمت حدة الأعراض مع شدة فقدان حاسة الشم.

 

أما حاسة التذوق فتتأثر بشكل غير مباشر سلبيا من خلال الربط بين الاستخدام المفرط للموبايل وبين الاعتماد على الوجبات الجاهزة السريعة الدسمة كأساس لنظامنا الغذائي والتي تؤدي في النهاية إلى ضعف حساسية براعم التذوق عند الانسان فالدراسات أكدت أن نسبة اعتماد مستخدمي الموبايل على الوجبات الدسمة والحلوة أعلى بكثير ومع الإفراط في تناولها فإن ذلك يمكن أن يقلل من حساسية براعم التذوق مما يعني أن الأطعمة الأخرى ليس مذاقها جيد كما كان من قبل.

 

 وفيما يتعلق بحاسة اللمس فوجدت دراسة نشرت عام 2016 في مجلة " Personalality and Social Psychology Review " أنها من الحواس التي تقلل من مستويات التوتر وتعزز الرفاهية الاجتماعية والنفسية والجسدية ولكن لسوء الحظ فالانسان يشهد حاليا تنوع أقل بكثير في تجربته في اللمس لقضاءه الكثير من الوقت في استخدام التكنولوجيا والتي يسخر حاسة اللمس عنده في استخدام اصابعه للنقر على لوحات المفاتيح والتمرير على شاشات اللمس بينما تظل بقية أجسادنا ثابتة

 

وأيضا حاسة السمع تساعدنا على بقائنا هادئين حيث اثبتت تجربة تمت اجرائها عام 2011 على أن الاستماع والتحدث مع الناس أهم بكثير لزيادة الشعور بالاطمئنان من مراسلتهم فوجدت الدراسة أن الفتيات اللواتي تحدثن مع أمهاتهن على الهاتف هدأن بقدر الفتيات اللاتي تفاعلن مع أمهاتهن بشكل مباشر من خلال قياس هرمونات التوتر ولكن الفتيات اللاتي كن يتراسلن مع أمهاتهن هدأن قليلاً مثل الفتيات اللائي تُركن بمفردهن

 

أما البصر فهي الحاسة الأكثر استخداما فإدماننا للمنبهات البصرية مثل الهواتف الذكية والأجهزة الأخرى يؤدي إلى ضعف البصر كما تبين أن التحديق في الشاشة لساعات متتالية يزيد من خطر الإصابة بمشاكل في العين كما تشير الأبحاث إلى أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يمكن أن يؤدي إلى تغيرات دائمة في الرؤية كما يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالتنكس البقعي.

اقرا ايضا| خبير: الهواتف الذكية القديمة أكثر عرضة لعمليات قرصنة