أصبح فيسبوك فعالا ومؤثرا أكثر من شكوي في قسم شرطة أو علي مكتب وزير  يمكنك أن تضيف (الإعلام) إلي العنوان، ولكن الإعلام شارك في صنع القرارات بتقنية(صدي الصوت) بكل ما فيها من قدرة علي تضخيم أثر الصوت الأصلي (صوت فيسبوك )، الفكرة أن فيس بوك لم يعد عالماً افتراضياً أو موازياً، استطاع أن ينجو من تجريم التظاهر ويفرض مطالبه، ويمكن التأكد بمراجعة القرارات الرسمية في آخر شهر. الضغط لإقالة وزير الداخلية استغرق شهوراً طويلة وكان يكبر ككرة ثلج بالوقت والأحداث، بينما لم تستغرق إقالة المتحدث الرسمي لمصلحة الطب الشرعي يومين بعدما اعتبر فيس بوك تبرير المتحدث لوفاة شيماء الصباغ بأنها نحيفة كلاما يُجمل واقعة القتل، رئيس الجمهورية نفسه التفت إلي مايقوله فيس بوك يوميا بإلحاح (بدون أدني مساعدة من الإعلام هذه المرة) وقال نصا : »‬لا أنكر أن هناك أبرياء بالسجون،تم القبض عليهم بشكل خاطيء؛ سيتم خلال الأيام المقبلة الإفراج عن الدفعة الأولي». كليب يعرض طول اليوم لضابط يكلبش سائق في باب سيارته، يومان ثم يصدر مدير أمن الإسكندرية قراره بإيقاف الضابط عن العمل، أب ينشر مقاطع مفزعة من كتاب ابنه المدرسي الحكومي، يومان وتقرر الوزارة حذفها من المنهج، بوست يكتبه قريب تلميذة حلق لها مدرس الدين شعرها لأنها لا ترتدي الحجاب، يلف البوست بسرعة الصاروخ فيتم ايقاف المدرس في اليوم التالي،سيدة تحمل ابنها المريض وتعترض وقفة احتجاجية للنساء الهاي حزنا علي كلب الأهرام،السيدة تقترب منهم تطالبهم باعتبار ابنها المريض مثل الكلب ويهتمن بعلاجه، يطردنها من الوقفة، شخص يصوروفيسبوك ينشر، الحكومة تطبطب علي السيدة بعلاج ابنها علي نفقتها،صور كريم حمدي قتيل قسم المطرية تقلب الدنيا وتغير قيادات، رجل يحترق التاكسي ذو الأقساط الذي يمتلكه في اشتباكات الداخلية والإخوان يقف إلي جواره يبكي، صورته تهز فيسبوك، رئيس الحكومة يقابله ويمنحه تاكسي جديدا، إغلاق مستشفيات شهدت جرائم طبية،إلغاء شطب حمزة نمرة. أصبح فيسبوك فعالا ومؤثرا أكثر من شكوي في قسم شرطة أو علي مكتب وزير،لدرجة أن بعض القرارات الرسمية تصدر مؤخرا مسبوقة بجملة (عقب ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي). صحيح أن فيس بوك يضم ثلثي أمراض العالم النفسية، لكنه يطور نفسه، وصحيح أن ليس كل ما يطلبه ال(فيس) يدركه، لكن كما قال الشاعر: وما نيل المطالب بالتمني، ولكن تؤخذ الدنيا ب(اللايك) و(الشير).