حين تتوالي علي مصر الاتهامات بعد حادث سقوط الطائرة الروسية بالقرب من مطار شرم الشيخ، صمتنا رغم أنه عمل إرهابي تحملت تبعاته مصر من وضع الحبل حول رقبتها، وحين تتوالي الاتهامات علي مصر بعد حادث سقوط الطائرة المصرية التي غادرت من مطار شارل ديجول الفرنسي والذي يجب أن يتحمل تبعاته الدولة الفرنسية، هنا تتضح المؤامرة علي مصر وضوح الشمس لمن يريد أن ينفي ويستمر في النفي أنه لا مؤامرة علي مصر، حين تمتلئ الصحف ووكالات الأنباء العالمية في عناوينها وأخبارها الرئيسة في توجيه سيل من الانتقادات للدولة المصرية بعد حادث سقوط الطائرة، فلا ينبغي أن ننهزم ولا نغضب، لأن هذا يعني مدي ثقل الدور المصري إقليميا وعالمياً، وهو ما يريدون تقليصه ومحوه، المعايير المزدوجة في معالجة الأزمات المصرية في الإعلام الغربي فاضحة لمؤامراتهم، والحملات الشرسة ضد مصر لن تتوقف، فماذا علينا أن نفعل، هل نحزن ونضع أيدينا علي وجوهنا، إذا كان الحزن واجباً، فالواجب الأكبر ألا ننهزم، الواجب الأكبر أن نزداد صلابة، أن نفتتح مشروعا ونبني بيتا ونغرس شجرة مع كل أزمة تواجهنا، لقد قالها حقيقية الرئيس السيسي، المصري يزداد صلابة في أوقات الأزمات، نعم المصري لا ينحني ولن يخفض رأسه وسيستمر في البناء والتعمير وبناء مصر الجديدة العملاقة حتي ييأسوا أو يخفضوا رءوسهم كالنعاج في عمق الرمال، فالمصري محصن ضد الأزمات، و" ياما دقت علي الراس طبول وخللي اللي يقول يقول ". ليس جديداً أن يمارس الغرب علينا سياسة المعايير المزدوجة أو الكيل بمكيالين لضمان مصالحه في المنطقة، بعيداً عن الفضيلة والأخلاق التي يتشدق بها، وإذا كان علينا أن نعزي أنفسنا في ضحايا الطائرة المنكوبة، فعلينا أن نرفض بقوة وعلانية إلقاء تبعات الحادث علي مصر، وعلي شركة مصر للطيران الوطنية العريقة التي أنشئت عام 1932 ويبلغ عمرها ما يقرب من الـ 90 عاما، وهي من أقدم شركات الطيران في العالم، ومن أقل الشركات العالمية في حوادث الطيران منذ عام 1918 وفقا للموقع الدولي لأرشيف حوادث الطائرات، ويصل عدد الحوادث في شركة إيرفرانس تصل إلي 131 حادثًا، وأمريكان آيرلاينز 53 حادثًا، و" ك إل إم " 57 حادثًا، بينما وصل عدد حوادث شركة مصر للطيران 14 حادثًا فقط. وطبقًا للتصنيف الأخير في يناير 2016 لموقع آيرلاينز رايتنج، وهو موقع أسترالي متخصص في تقييم شركات الطيران، تناول حوالي 407 شركات طيران، حصلت مصر للطيران علي تقييم جيد جدًا فيما يتعلق بالأمن (5/7)، كما أنها حصلت علي (4/7) فيما يتعلق بالخدمة، وإذا كانت مصر للطيران قد تعرضت لخسائر كبيرة منذ اندلاع ثورة يناير 2011، ومروراً بالحظر الروسيي علي رحلات مصر للطيران إلي روسيا بعد تحطم طائرتها بعمل إرهابي في أكتوبر 2015 وسط سيناء، إذن علينا ألا نُحمَل مصر للطيران تبعات ما حدث ويجب ألا نخضع لمحاولات لف الحبل علي رقبتها نكاية في مصر كما يفعل الغرب، فمن سافر علي متنها وجرب السفر علي الخطوط العالمية الأخري يعلم الفرق في الشعور بالأمان والطمأنينة وهو معلق بين السماء والأرض، يعلم الفرق بين قيادة الطيار المصري ونظيره من الجنسيات الأخري، وهو ما حدا بشركات الطيران العالمية للاستعانة به لتدريب الآخرين خاصة في الصعود والهبوط، وسواء كان الحادث إرهابياً أو غير إرهابي فهذا لا يعني ألا نحاول تقييم الأزمة والخروج بدروس مستفادة، والاستمرار في تطوير طائرات الشركة الوطنية، وحمايتها من المؤامرات الغربية، حما الله مصر وحمانا جميعاً شر المؤامرات الخارجية الشرسة لهدم الدولة المصرية.