إن بوكس

صحيح الدين

شحاتة سلامة
شحاتة سلامة

شحاتة سلامة

Email: [email protected]

تعالى كلام الله المنزه عن أى خطأ..
«وسقاهم ربهم شرابًا طهورًا» كُتبت مرسومة على محل عصير قصب، ومطعم كتب صاحبه «كلوا من طيبات ما رزقناكم»، أما المُبجل صاحب الصيدلية فكتب «فيه شفاء للناس»، الأغرب بالنسبة لى كان ميكروباص كتب عليه السائق «اركب معنا ولا تكن من الكافرين»، أما الصدمة فكانت فى آية وضعت بمدخل حضانة للأطفال تقول «أرسله معنا غدًا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون».


بعيدًا عن الأخطاء اللغوية، فقد اجتزأ العبقرى الذى كتب الآية على بوابات الحضانة من سياقها، وربما لا يُدرك أن أحدًا لن يأمن وجود ابنه فيها، حتى لا يجده فى اليوم التالى مُلقى فى غياهب الجُب «البئر» أو أكله الذئب.


حسنًا فعلت وزارة التضامن، بصفتها المسئولة عن الحضانات، بإصدارها بيانًا منعت فيه كتابة آيات القرآن أو الإنجيل علىالحوائط، نظرًا لما قد تحتويه من أخطاء إملائية أو لغوية، وكثيرًا ما تُجتزأ من سياقها فيتحرف معناها، مما قد يعرض القارئ للفهم الخاطئ أو المُختلط، علاوة على أن إدراج موضوعات دينية فى مظهر الخدمة قد يوحى بأن هذه الخدمة مقصورة فقط على أهل هذا الدين، والحق أن الوطن للجميع.


الحقيقة، لا أعرف لماذا الإصرار على إقحام الدين والاستعانة بآيات الذكر الحكيم فى كل أمور حياتنا، ما علاقة ما تعنيه الآيات بمقاصد من يستخدمونها؟ وهل يُريد أصحاب هذه المشروعات أن يكون زبائنهم من المسلمين فقط؟ لقد أكدت دار الإفتاء من قبل أن وضع الآيات بمثل هذه الطريقة لا يجوز لأنه استخدام لها فيما لم ترد فيه.


غرس القيم الدينية فى أطفالنا وشبابنا مطلوب، لكنه ليس فى صورة نصوص ربما تُجتزأ من سياقها، وإنما رسالة تربوية يتم تقديمها لتتطور سلوكياتهم ويسهموا فى نشر صحيح الأديان.