بعد تحقيق الشهرة الواسعة والثراء الفاحش.. رخصة «الأنفلونسر» ضرورة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

المؤثرون أو الإنفلونسرز المعروفون بأنهم مشاهير على السوشيال ميديا يلعبون فى الوقت الراهن دورا كبيرا وهاما فى تشكيل الذوق والرأى العام، فهناك المئات إن لم يكن الآلاف من المؤثرين الذين يتخصصون فى مجالات مختلفة منها الموضة والأزياء والمكياج والتغذية والعلوم وغيرها، وهناك أيضا المؤثر الشامل الذى قد يشارك محتوى منوعا ولا يفضل حصر نفسه فى مجال محدد؛ والإنفلونسرز أو المؤثرون وصناع المحتوى، هى مصطلحات راجت خلال السنوات الأخيرة..

وعلى الرغم من أن أغلبهم لا يتمتعون بمناصب مرموقة أو درجات علمية أو مؤهلات دراسية كبيرة إلا أنهم استطاعوا أن يحققوا آلاف الدولارات كمكاسب من حساباتهم وقنواتهم عبر منصات التواصل الاجتماعية المختلفة..

ليتحول المصطلح من صفة إلى مهنة قد تدر عائدات مالية خيالية ولقب يتنافس على استقطاب حامله عمالقة وسائل التواصل الاجتماعى؛ ويُصنف المؤثرون إلى فئات وطبقات مثل فئة الميجا إنفلونسر وهو الشخص الذى لديه أكثر من مليون متابع والماكرو انفلونسر وهو الذى لديه 40 ألف إلى مليون متابع، أما المايكرو إنفلونسر فهو الذى يبدأ طريقه ولا يتجاوز الألف متابع أما الأخير فهو النانو إنفلونسر والذى لديه أقل من ألف متابع. وفى هذا الصدد نسأل أنفسنا سؤالا..

لماذا لا يكون هناك رخصة وقواعد لهؤلاء المؤثرين الذين يجنون أرباحا بالملايين، ولماذا لا تتدخل الدولة فى تنظيم هذه المسألة ووضع قواعد ملزمة لهذه الأرباح الخيالية ؟، وهل يبدأ نجوم السوشيال ميديا فى دفع ضريبة الشهرة مثل السعودية والإمارات؛ ففى السعودية طالبت الهيئة العامة للزكاة والدخل بالمملكة، ضرورة دفع مشاهير السوشيال ميديا، لضريبة القيمة المضافة على الإعلانات التى يتقاضون أموالها، إذا تجاوزت إيرادات الفرد منهم 375 ألف ريال سنوياً من الإعلانات؛ وفى دولة الإمارات أعلن المجلس الوطنى للإعلام عن لوائح تنظيمية جديدة، مفادها أن المؤثرين داخل دولة الإمارات، والذين يكسبون النقود من الترويج للمنتجات والشركات، يحتاجون إلى الحصول على ترخيص إعلامى، مماثلة لتلك التى تحصل عليها الصحف والمجلات من السلطات الإماراتية، وهى لا تهدف إلى تقييد الإبداع، لكن لضمان أن تكون الأرباح التى يجنيها هؤلاء الأشخاص مقننة ومنظمة.

أرباح  خيالية

النائبة مها عبد الناصر «عضو مجلس النواب» أكدت أن مجلس النواب بصدد مناقشة قانون التجارة الإلكترونية؛ فوزارة المالية أعدت قانونا جديدا يضمن فرض ضرائب على الإعلانات بمواقع التواصل الاجتماعى، أو بمعنى أدق يطلق عليه «قانون التجارة الإلكترونية»، وهو ما قد يساهم بشكل كبير فى الحفاظ على حقوق الدولة المصرية، كما أنه يزيد من إيرادات الخزانة العامة الدولة؛ وأضافت أنه هناك مهن كثيرة جدا لا تدفع ضرائب ومنها المؤثرون أو مشاهير السوشيال ميديا؛ وطالبت بأن المؤثرين الذين يقومون بدعاية مقابل أجر مادى ويحققون أرباحا خيالية عبر حساباتهم يجب أن يخضعوا لنظام وقواعد محددة أسوة بما حدث بدول شقيقة كالسعودية والإمارات؛ وأشارت بأن هذا الموضوع سيكون محل مناقشة داخل المجلس فى دور الانعقاد القادم.

قواعد ملزمة

ويرى د.وائل النحاس الخبير الاقتصادى بأن مهنة الإنفلونسر تندرج تحت ما يسمى بالاقتصاد غير الرسمى، وأضاف أنه آن الأوان أن تقوم الدولة بوضع قواعد ملزمة على الإنفلونسر أو المؤثرين والتعامل معهم بحذر فى تحصيل الرسوم أو المكاسب بالجنيه المصرى وليس بالدولار مما سيدر بالنفع على الاقتصاد؛ وأشار بأنه من الممكن أن تقنن الدولة هذه المهنة التى باتت مهنة من ليس له مهنة، عن طريق استخراج رخصة انفلونسر برسوم إدارية معينة وحوافز تشجع الشباب على تقنين وضعهم، فمن الممكن التعامل بحكمة فى هذا الأمر،

بإعطاء رخصة أنفلونسر وسيتم إعفاؤك 5 سنين من الضرائب لخلق نوع من أنواع الرقابة وضبط المسألة وعدم الإضرار بأى طرف من الأطراف؛ وطالب النحاس وزارة الاتصالات إذا ما تم التعاون بين الوزارة وهؤلاء الشباب الطموح بتوفير خطوط فائقة السرعة أفضل من سابقتها لكى يتسنى لهؤلاء المؤثرين العمل وهو جالس أمام هاتفه أو جهاز الكمبيوتر الخاص به؛ واختتم الخبير الاقتصادى بأنه من الممكن إعادة ضبط إيقاع هذه المسألة والاستفادة وتعظيم الفوائد، فالإمارات والسعودية بدأت فى هذا الأمر بشكل قانونى دون مفسدة للأخلاق ولا للعادات والتقاليد.