قصة أقدم طرف صناعي عرفه التاريخ.. «صناعة فرعونية»

أقدم طرف صناعي عرفه التاريخ
أقدم طرف صناعي عرفه التاريخ

«عملوها المصريين»..  جملة تلخص لك أصل كل حكاية، إذا أردت أن تبحث عن بداية أي فكرة ستجدها عند القدماء المصريين فمن تمكنوا من إبهار العالم بعجيبة من عجائب الدنيا السبع «الأهرامات» وأخفوا سر لا يمكن كشفه «التحنيط»، تجد لديهم ما توصل له الطب حاليا، فأقدم طرف صناعي شاهد على عظمة حضارة مصرية قديمة وعلماء سابقين لعصرهم صناعة مصرية أصيلة.


في عام 2000، تم العثور على أقدم طرف صناعي عرفه التاريخ يبلغ عمره 3000 سنة مصنوع من الخشب، وهو عبارة عن إصبع القدم الكبير ويتكون من 3 مفاصل متصلة بالقدم في مكان قطع الأصبع مكسو بالجلد لكي يظهر بمظهر القدم الطبيعية ويمتلك جزء رخو ليكون هناك مرونة خلال الحركة.


وما يؤكد عبقرية المصري القديم هو اهتمامه بأدق تفاصيل الطرف فصقل الطرف الصناعي كان مناسب حتى يتفادى أي احتكاك بالجلد كما تم تسطيحه ليتحمل الجسم وتم نحته ليكون صورة طبق الأصل من الصفة التشريحية للأصبع المبتور كما أنه قابل للتعديل أكثر من مرة حتى يتناسب مع تطور عمر صاحبته وتغير مقاس القدم 


وأكدت دراسة بريطانية تمت على هذا الطرف عام 2011 أنه كان يستخدم بشكل عملي لمساعدة مبتوري الأصبع الكبير على المشي بشكل طبيعي فهو عضو فعال وليس للزينة فقط أو الأغراض التجميلية وذلك لأنه يحقق بعض المتطلبات مثل صناعته من مادة تتحمل القوى الجسمانية وكذلك يسهل تنظيفه وأيضا مظهره مقبول لمن يرتديه وللناس.

اقرأ أيضا : «شعب النعام» و«جزيرة المعمرين».. أغرب مجتمعات العالم

 وبحسب علماء الآثار، فإن هذا الطرف التاريخي يعود إلى ابنة أحد كهنة امون والتي أصيبت بانسداد في الشرايين مما أدى إلى بتر إصبع قدمها اليمنى وحتى تمارس حياتها بشكل طبيعي تمت صناعة هذا الطرف الصناعي لها حيث تم أكتشاف تلك المومياء غير المكتملة في مقابر شيخ عبده في القرنة بالأقصر.


وبحسب فلسفة المصريون القدماء، فإن هذه الأجزاء تعد من العناصر الهامة خلال عملية التحنيط حتى يبعث المتوفى بشكل كامل فخلال عملية التحنيط إذا كان هناك جزء مفقود من المتوفى يتم تركيب الأجزاء الناقصة منه قبل الدفن وتتزين القاعة المركزية بالمتحف القومي للحضارة المصرية بعرض هذا الطرف التاريخي.