«شعب النعام» و«جزيرة المعمرين».. أغرب مجتمعات العالم

شعب النعام
شعب النعام

العجائب والغرائب حول العالم تتوالى ولا تتوقف، فطالما أنت على وجه الأرض فاعلم أنك مازلت بحاجة لاكتشاف المزيد حول القبائل التي تسكن وتعمر الأرض فلكل شعب طقوسه وعاداته واساطيره المرتبطة به، ومن ضمن هذه المجتمعات والتي تعد أكثرها غرابة ليس لموروثاتهم فقط ولكن لطبيعة هذه المجتمعات التي ترتبط بلغز غير مفهوم ولم يكشف بعد.


ومن ضمن هذه المجتمعات الغريبة «شعب النعام» والذي يمتلك أبناءه أقدام تشبه أقدام النعام و«جزيرة المعمرين» والذي لم يحل لغز تخطي سكانها سن الـ 90 بعد.


شعب النعام 
 "شعب النعام " أو "قبيلة الفادوما" هي قبيلة تعيش في شمال زيمبابوي على وادي نهر زمبيزي يتحدث أبنائها لغة " الديما " ويعيشون على صيد الأسماك وجمع الفاكهة وتتسم حياتهم بالبدائية كل هذا يبدو طبيعي ولكن الغير طبيعي ان هذه القبيلة تمتلك حالة وراثية نادرة تعرف باسم "انعدام الأصابع" حيث تغيب الثلاث أصابع التي في منتصف القدم والأصبعين الخارجين منحنية للداخل كأقدام النعام مما أدى إلى تسميتها باسم " ذو الأصبعين " أو " أقدام النعامة " 

اقرأ أيضًا.. رغم فوائده .. احذر تناول الثوم في هذه الحالات

وأرجع أبناء القبيلة حالة أقدامهم إلى أسطورة عن الأجداد، تقول إن أسلافهم كانوا كائنات شبيهة بالطيور تزاوجوا مع إناث بشرية مما جعلهم ذكور " هجين " ولكن علميا يرجع السبب وراء هذه الطفرة الوراثية إلى زواج الإقارب، فقوانين القبيلة تنص على منع الزواج من خارجها، وبالتالي حافظت على حالة " انعدام الأصابع ".


وفسر العلماء هذه الحالة الوراثية علميا إنها ناتجة عن طفرة في الكروموسوم 7 والتي تعرف باسم "متلازمة مخلب جراد البحر" وتظهر هذه الحالة على شخص واحد لكل أربعة أشخاص ورغم هذه الحالة النادرة التي يمتلكوها إلا أنهم يعيشون حياتهم بشكل طبيعي ولا تسبب حالة أقدامهم أي نوع من حالات الإعاقة بل تساعدهم على تسلق الأشجار لكنهم لا يستطيعون الركض ولا ينتعلون الأحذية أبدا.

 
ويرجع تقديس هذه القبيلة لأشجار الباوباب الافريقية الشهيرة والتي يصل عمرها في بعض الأحيان إلى 5 آلاف سنة إلى أسطورة أخرى تقول إن أسلافهم القدامى خرجوا من هذه الشجرة وأن روح الآباء والأجداد تعيش فيها ولذلك يتوجهون إليها ليأخذوا البركة منها، كما أنها تعد مصدر الخير لهم واساس الحياة فهي تمدهم بالطعام والشراب فعصر فاكهتها وجذورها تمكنهم من الحصول على الغذاء والماء طوال العام حتى في أوقات الجفاف وذلك لقدرتها على حفظ الماء حيث تمتص الكثير من مياه المطر خلال موسم الأمطار ثم تحتفظ بالكثير منه في موسم الجفاف.


كما يعتقد أبناء القبيلة أن المشروب المستخلص من ثمار هذه الشجرة فيه فوائد كثيرة ويعالج كل الأمراض الباطنية وسحق بذورها له فوائد صحية لعدد من الأمراض كالسكرى والضغط والربو وبعض الأمراض الجلدية كما أنها غنية بالفيتامينات.

جزيرة المعمرين
جزيرة إيكاريا اليونانية.. تلك الجزيرة التي تقع شرقي اليونان في بحر إيجة على مساحة 255 كيلومتر مربع من الرمال الفضية وتفصلها عن العاصمة أثينا رحلة بحرية تمتد لـ 9 ساعات، سر اختلافها في تكوينها السكاني، فعدد من تجاوزت أعمارهم سن الـ 90 يشكلون ثلث سكان الجزيرة وكثير منهم يواصل حياته إلى عامه الـ 100 وأكثر ولذلك اطلق عليها اسم " جزيرة المعمرين " حيث تبدأ الحياة فيها بعد الـ 60.


والمثير للاهتمام في هذه القرية أن طول العمر بها قاعدة وليس استثناء فهي ترمز عند اليونانيين بـ"الجنة الأبدية " ورغم ارتفاع معدل العمر بين سكان هذه الجزيرة إلا أنهم يقضون أيامهم وهم منهمكون في القيام بكل ما يحلو لهم من أعمال وأنشطة وهو السبب في امتلاكهم صحة جيدة فبحسب العلماء فان السر وراء طول العمر يرجع إلى نشاطهم البدني والذي يقلص من مخاطر الإصابة بامراض القلب بنسبة 54% كما لديهم معدلات اقل من الإصابة بالسرطان واقل عرضة للمعاناة من الاكتئاب أو الخرف.


كما ربط العديد من العلماء طول أعمارهم بممارستهم للرياضة فأهالي هذه الجزيرة يمارسون الرياضة بين الطبيعة وتعد الفلاحة هي أهم نشاط بدني بالنسبة إليهم وكجزء من نشاطهم الروتيني اليومي يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى مزارعهم ولكن ارجع اخرون طول أعمارهم الى اتباعهم نظام غذائي محلي صحي والتزامهم بقيلولة بعد الظهر.


أما الأطباء وعلماء الأنثروبولوجيا ارجعوها لوجود روابط أسرية قوية حيث يعمل سكان إيكاريا على البقاء قريبين من أفراد أسرهم وجيرانهم كما يضطلع المسنون بأدوار مهمة في المجتمع المحلي فغالبا ما يشارك الأجداد والجدات في تنشئة الأحفاد وتربيتهم أو في إدارة المحال والأنشطة التجارية ورغم اختلاف الأسباب إلى أن اللغز مازال قائم والكشف عن السبب مازال مجهول وهذا ما أهلها إلى أن تنضم لأغرب المجتمعات.