عندما تخرج في كلية الحقوق، سأله أخوه الأكبر (إنسان): هل تحب المحاماه ياخالد؟ اجابه أبدا ولا أطيقها.. فأقترح عليه أن يشتري كيلو سكر، وكيلو دقيق، وقالب زبدة، وطلب منه أن يقلبهم جيدا، ويضع الخليط في الفرن، ليصنع أول قالب حلوي في حياته، باع واحدا وتعاقد في نفس اليوم علي أربعين.. ثم صار لدي شقيقه مصنع للحلوي واتجه هو إلي التمثيل... هكذا كان خالد صالح (في الأصل حلواني) تلك حقيقة، وهي أيضا العنوان الذي اختاره الناقد طارق الشناوي لكتابه عن خالد صالح، مؤكدا أن هناك دائما في أداء خالد بقايا من الفانيليا.. ينتقل من دور إلي دور، والرائحة الحلوة تظل تحتويه وتحتوينا. يقدم طارق الشناوي رؤيته لأداء خالد صالح السينمائي، من خلال قراءة نقدية للعديد من الأفلام التي شارك في بطولتها، رؤية اتسمت دائما بالإيجابية والتقدير للموهبة.. يري الشناوي أن خالد صالح، ينتمي إلي الجينات الفنية من فصيلة محمود المليجي، وزكي رستم، وأحمد زكي، وصلاح منصور والفخراني هؤلاء الذين يمحون من قاموس الأداء، أداة التشبيه (كأن) فهم لا يشبهون الشخصية الدرامية، ولكنهم يصبحون الشخصية في أعلي حالات الامتزاج.. هكذا يطل بؤرة التوهج والحضور في فيلم (تيتو) ويخطف الكاميرا من السقا في فيلم (حرب أطاليا) ويمتلك القدرة علي الاستحواذ علي الشاشة، وعلي الجمهورفي (أحلام حقيقية) بينما في فيلم (هي فوضي) نوع من التلاقي النادر في حياة الممثل، بين الدور والشخصية التي يلعبها، تشعرك أنه ولد لكي يمثل هذا الدور، الذي دفعه إلي موقع متميزفي مقدمة أبناء جيله.