كشف محادثات رسمية وتفاهمات مخابراتية بين لندن وطالبان

بايدن: الانسحاب من أفغانستان يتعلق بإنهاء حقبة التدخلات العسكرية الكبرى

قوات خاصة تابعة لطالبان فى مواقعها عند مطار كابول
قوات خاصة تابعة لطالبان فى مواقعها عند مطار كابول

عواصم - وكالات الأنباء


اعتبر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن قرار الانسحاب من أفغانستان، «لا يتعلق فقط بهذا البلاد، بل يتعلق الأمر بإنهاء حقبة من العمليات العسكرية الكبرى». ​وعلى حسابه فى «تويتر، نشر بايدن مقطع فيديو لكلمة له، حيث قال: «لقد حان الوقت لإنهاء الحرب فى أفغانستان.. باقترابنا من 20 سنة من الحرب والألم والتضحيات..

إنه الوقت للنظر إلى المستقبل، وليس الماضي.. لمستقبل أكثر أمنا وأمانا..

أعتقد بأن هذا القرار هو القرار الصحيح..القرار الحكيم.. وأفضل قرار لصالح الولايات المتحدة».


فى الوقت نفسه، أعلنت الخارجية الأمريكية أن واشنطن لا تعتزم إعادة النظر فى العقوبات المفروضة على حركة طالبان التى سيطرت قبل أسبوعين على الحكم فى أفغانستان.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس أن «تغيير الموقف إزاء طالبان سيكون مبنيا على وفائها بالتزاماتها».


من ناحية أخرى، بدأت بريطانيا محادثات مع طالبان فى قطر لتأمين إجلاء آخر رعاياها وحلفائها من البلاد. وأكدت الحكومة البريطانية أمس توجه السير سايمن جاس الممثل البريطانى الخاص لعملية الانتقال فى أفغانستان، إلى الدوحة حيث سيلتقى ممثلين كبار من طالبان، فى أول تأكيد علنى لوجود مساع دبلوماسية بين لندن وطالبان.


يأتى ذلك بعد أن واجه رئيس الوزراء البريطانى انتقادات واسعة إثر التخلى عن آلاف الأفغان الذين ساعدوا حلف شمال الأطلنطى فى بلدهم. 


ووعد جونسون أمس باستقبال «حار» لآلاف اللاجئين الأفغان الذين يصلون إلى المملكة المتحدة. وقال فى بيان «ندين بالكثير للذين عملوا مع القوات المسلحة فى أفغانستان وأنا مصمم على منحهم مع عائلاتهم الدعم الذى يحتاجونه لإعادة بناء حياتهم هنا فى المملكة المتحدة».


فى سياق متصل، كشفت صحيفة «ديلى تلجراف» أن ممثلى المخابرات البريطانية «مي-6» كانوا يجرون حوارا سريا مع حركة طالبان للحصول على ضمانات بأن أفغانستان لن تستخدم كقاعدة لشن هجمات إرهابية على الغرب. وكتبت الصحيفة أن ضباط المخابرات البريطانية المتواجدين فى السفارة البريطانية لدى كابول أجروا مفاوضات مع حركة طالبان لمدة أسبوعين، كما أجريت اتصالات ثنائية فى قطر. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع أن المخابرات البريطانية «هذا ما كان يثير أكبر قلق لدينا.. إنه الخط الأحمر لمكافحتهم». 


وفى موسكو، قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إن التواجد الأمريكى فى أفغانستان استمر 20 عاما دون تحقيق أى تقدم، النتيجة هى المأساة والخسائر فقط. ودعا بوتين أمس إلى ضرورة «إدراك حقيقة أنه من المستحيل فرض أى شيء من الخارج»، وقال: «لا بد أن ينضج الوضع. وإذا أراد أحد أن يحدث ذلك بشكل أسرع وأحسن، فالأمر يتطلب تقديم مساعدة للناس».


فى تلك الأثناء، أفادت تقارير إعلامية بأن زعيم حركة طالبان هبة الله آخوند زاده سيكون القائد الأعلى للنظام الجديد فى أفغانستان، وأن هذا النظام سيبنى وفق النموذج الإيراني.


وقالت مصادر لقناة «سى ان ان نيوز» الهندية إن هبة الله آخوند زاده سيترأس المجلس الأعلى الذى سيحكم أفغانستان، وإن موقعه فى السلطة سيشبه موقع المرشد الأعلى فى إيران، حيث يعتبر المرشد قائدا للسلطة الدينية والسياسية فى آن واحد.

وأعلنت حركة «طالبان» مؤخرا عن تشكيلها حكومة جديدة فى أفغانستان، وأنها ستعلن عنها فى وقت قريب.