المنازل الآمنة في ليبيا.. ملاذ المهاجرين وسط الفوضى والعنف

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اجتازت «حليمة وليام» الصحراء من نيجيريا إلى ليبيا أملا في الوصول إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل، لكنها أجبرت على العمل في الدعارة حتى نجحت في الفرار ووجدت ملاذا في منزل آمن فريد من نوعه.


وتعكس قصة حليمة (23 عاما) وزوجها مارك (27 عاما)، الذي واجه أيضا الاحتجاز والإساءة، المخاطر التي تحيق بعدد متزايد من المهاجرين المستميتين في سبيل الوصول إلى ما يأملون أن يكون الأمان والرخاء في الغرب.


وعلى الرغم من التئام شملهما بمحض الصدفة في المنزل الآمن في بني وليد حيث وجدا نوعا من الأمان في الوقت الراهن، فما زالا يأملان في الوصول إلى إيطاليا والفرار من بلد يجتاحه العنف والفوضى منذ عقد من الزمن.


وغادر مارك نيجيريا أولا وسافر برا ثم تسلل إلى داخل ليبيا عبر حدودها الصحراوية في سيارة ونجح في الوصول إلى طرابلس في 2016. واحتجزه مسلحون فور وصوله إلى بني وليد التي تبعد 180 كيلومترا جنوبي العاصمة.


وتسيطر جماعات مسلحة على معظم أنحاء ليبيا منذ الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي على حكم معمر القذافي في 2011، وتتصارع هذه الجماعات للسيطرة على الأرض والأصول الاقتصادية بما في ذلك تهريب المهاجرين.


وتقول المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة إن هناك أكثر من 500 ألف مهاجر مسجل في ليبيا. وهذا العام، زاد عدد الأشخاص الذين يحاولون عبور أفريقيا إلى أوروبا.


وظل مارك محتجزا لسبعة أشهر عند رجال طالبوه بدفع فدية مقابل إطلاق سراحه، ودفع لهم في نهاية المطاف. ووجد عملا في بني وليد كعامل بناء ورتب مع حليمة عبر الهاتف لما لشملهما ومواصلة رحلة السفر.


ووصلت حليمة إلى ليبيا في 2018 عبر نفس المسار الذي سلكه زوجها. وقالت إن صديقا باعها للعمل في الدعارة عندما وصلت إلى بني وليد وفشلت في الاتصال بزوجها لأنها لم تكن تملك هاتفا ليبيا.


وبعد أربعة شهور نجحت في الفرار والوصول إلى المنزل الآمن الذي تدعمه الأمم المتحدة ومنظمة أطباء بلا حدود المعنية بالعمل الإنساني، حيث وجدت زوجها هناك بالفعل.


وقالت: «بكيت عندما رأيته وشعرت بدهشة لأنني لم أكن أعلم أنني سأراه مجددا».