«القانون لا يحمي المغفلين».. براءة منوم مغناطيسي احتال على جزار

القانون لا يحمي المغفلين
القانون لا يحمي المغفلين

المتهم في هذه القضية هو الضحية، فهو ضحية الجهل، والقانون لم ينصفه لأن القانون لا يحمي المغفلين، ولذلك برأت المحكمة المنوم المغناطيسي الذي احتال على الجزار، فما هي قصته؟.

في جريدة« أخبار اليوم» في 8 يونيو 1963، تم نشر تفاصيل هذه القصة التي بدأت عندما ذهب الجزار الساذج إلى المنوم المغناطيسي الذي يسكن في ميدان زينهم بجوار السلخانة، وكان قد فقد عجلين ثمنهما 102 جنيه من وكالته التي يبيت فيها المواشي، ونصحه زملاؤه بالتوجه إلى هذا المنوم ليدله على السارق، وبالفعل ذهب إليه.

وهناك قام المنوم بتنويم شخص وسيط وطلب منه أن يدله على مكان العجلين، وبعد لحظات قال الوسيط: "العجلين بتوع المعلم حنفي في منطقة معينة وذكر هذه المنطقة والسارق اسمه عاشور".

وكاد الجزار، أن يطير من الفرح فعاشور هو الصبي الذي يعمل معه، وتأكد له أن المنوم على علم بكل ما حدث، فأعطاه 5 جنيهات وانصرف بعد أن نصحه المنوم المغناطيسي بعدم إبلاغ الشرطة إلا بعد العثور على العجلين، وطلب منه الحضور في اليوم الثاني لإبلاغه بتفاصيل السرقة وأخذ مبلغ آخر من المال.

وبالفعل ذهب في الوقت المحدد وقال الوسيط: "إن العجلين أخذهما عاشور وقام بإخفائهما في وكالة أبو اليسر، وأسرع المعلم حنفي إلى الوكالة هو ورجاله ولم يجد شيئا، وعاد للمنوم ليخبره بعدم العثور على العجلين.

فقال المنوم: "من الجائز أنه في أثناء ذهابك نقل العجلين إلى جهة أخرى، ولابد من عمل جلسة أخرى، واتفق معه على الحضور في اليوم التالي، وذهب له في الموعد المحدد ولم يجده، وظل يترقب حضوره ولكنه لم يحضر.

وأخيرًا أخبره الأهالي بأنه وقع في يد محتال، فقدم بلاغا إلى وكيل نيابة الجيزة، وقدم المتهم إلى محكمة جنح الجيزة وحكمت بحبس المتهم سنة وكفالة 50 جنيهًا.

وأستأنف وكيل المتهم على الحكم وطلب براءة المتهم على أساس أنهم في القرن العشرين والطريق الطبيعي لمعرفة السارق هو البوليس، أما إذا ذهب الشخص إلى منوم رغم الحوادث التي تنشرها الصحف فلا مسئولية على المنوم.

وبعد المرافعة حكمت المحكمة  بإلغاء الحكم المستأنف وبراءة المتهم وقالت في أسباب حكمها: أن القانون لا يحمي المغفلين!

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ أيضا |قصة مثيرة| لماذا سميت منطقة العجوزة بهذا الاسم؟.. «أشهر أحياء الجيزة»