الحاصل على جائزة «النيل» فى حديث الطب واللغة

أحمد علي الجارم: كورونا لا يزال خطيرًا.. والتحورات جعلت التنبؤ بمستقبله صعبًا

د. أحمد على الجارم فى حواره مع «الأخبار»
د. أحمد على الجارم فى حواره مع «الأخبار»

» الزيادة السكانية مشكلة مزمنة.. وزراعة الصحراء أبرز إنجازات الحكومة

» لا علاقة لمجمع الخالدين بالعمل السياسى

» منظومتنا الصحية تطورت.. واللقاح المصرى إضافة قوية لمواجهة الفيروس

» لا نريد معارك وهمية تضيع جهودنا

تعرفت إلى د. أحمد علي الجارم منذ سنوات تزيد على عشر، عن طريق مجمع اللغة العربية، حيث يُعد أقدم الأعضاء سنًا به (93 عاما)؛ وقد كنتُ ألتقي به في فعاليات المجمع لأتزود منه بكل المعلومات التي أستطيع تحصيلها عن والده الشاعر الكبير علي الجارم، ثالث فرسان الشعر الثلاثة في الجيل الماضي: (شوقي وحافظ والجارم)، بل لقد قدمه الأستاذ العقاد على صديقيه وجعله أول الثلاثة؛ إضافة إلى الكثير من القضايا الأدبية التي كنتُ مشغولا بها عن تاريخ هؤلاء الأعلام، والتي نشرها د. أحمد الجارم في سبعة مجلدات كاملة تضم تراث والده الضخم، الذي هو جزء مهم من التاريخ الأدبي للوطن، إذ رغم مشاغله العلمية فقد ظل يسعى إلى دار الكتب لمدة عشر سنوات يقرأ الصحف والدوريات القديمة ويستخرج منها أشعار ومقالات ورسائل أبيه علي الجارم، وهو برٌّ لأبيه وللثقافة المصرية نفتقده في كثير من أبناء أدبائنا الكبار..كما أن د. الجارم أحد العلامات البارزة في تاريخ الطب المصري، فهو عضو في عدة أكاديميات عالمية، منها أكاديمية نيويورك للعلوم، وحصد جائزة الدولة للإبداع العلمي في العلوم الطبية عام 1998م، وكذلك جائزة النيل في الطب، وغيرها من الجوائز التي لا تشغله كثيرا بقدر ما يشغله ضميره المهني ورسالته في الحياة.. هبت إليه وفي رأسي تتصارع الأسئلة الطبية مع الأسئلة الثقافية، فكان هذا الحوار:

 

 فى البداية..لديك رحلة علمية فريدة في المجال الطبي.. ألهذا يناديك تلاميذك بشيخ الأطباء؟
-ربما لأني أصبحت شيخا بالفعل، فقد خنقت الثالثة والتسعين، وربما لأن الله ألهمني لأفعال طبية عديدة خدمت الناس، كانت هي رسالتي نحو الله ونحو الوطن؛ فقد نشأت في أسرة دينية تنتمي إلى السادة الأشراف من أحفاد رسول الله، ولهذا فإن البحث عما ينفع الناس، وعمل الخير عموما يُمثل جزءا رئيسا من مبادئ الأسرة، وقد تخرجت في كلية طب القاهرة وحصلت على رسالتي العلمية ثم سافرت في بعثة إلى إنجلترا، ثم عدت وفتحت عيادتي كأي شاب، حتى كلفت نفسي بالتنقيب عن تراث والدي، وتم تكليفي من الدولة بإنشاء أقسام جديدة في كليات الطب، فأنشأت قسما للأمراض المتوطنة والجهاز الهضمي في كل من طب القاهرة وطنطا والأزهر، حتى أصبحت هذه الأقسام ذات ريادة عالمية؛ وكذلك عندما أهدت ألمانيا منحة إلى مصر لإنشاء معهد لمقاومة البلهارسيا، كنت أنا الذي اخترت الأرض لتكون وسطا بين الحقل المرضي والدارسين بالقاهرة- وقتها طبعا- وكنتُ سعيدا وأن أدق الحديد المحدد لأرض المعهد بيدي، ليصبح الآن معهد (تيودور بلهارس) ذا مكانة فريدة عالميا.

فيروس كورونا

ما رأيك الطبي فى التحورات الأخيرة لفيروس كورونا.. وهل ترتبط بالبدايات؟
- هذا الفيروس حديث، وكانت بدايته في الصين، لأنهم في الحقيقة يعيشون بصورة غريبة، فكل ما يمشي عندهم يأكلونه: السحالي والغربان والفئران والقنافذ والخفافيش، وغيرها من الكائنات، وحتى قبل الكورونا رأيت في برنامج تليفزيوني سيدة صينية تطعم ابنها خفاشا وكأنه شيء عادي؛ وكان هذا سببًا في انتقال أمراض الحيوانات والحشرات إلى الإنسان، إضافة إلى مزارع لتربية السحالي للأكل، وتلك قناعاتهم لأن عددهم كبير جدا ويحتاجون إلى البروتينيات، ومن ثم كان هذا منشأ الفيروس، ثم انتقل إلى باقي العالم.
 

إذن.. هل تعتقد أن كورونا لا يزال يُمثل خطورة على العالم؟
- لا يستطيع أحد أن يحكم بصورة قاطعة حتى الآن، ومع هذا فإننا نعترف أن الفيروس لا يزال يمثل خطورة، بعدما زادت تحوراته وأصبح يُصيب أجهزة عديدة بالجسد وليس الرئة وحدها.. وكورونا فيروس جديد علينا والتنبؤ بمستقبله أمر صعب جدا؛ ونحن نشاهد إصابات جديدة متعددة رغم الاحتياطات التي يتخذها الناس، مع اختلاف هذه الإصابات بين البلاد في أوربا وأمريكا والدول الإفريقية مثلا، والأشخاص بعضهم البعض؛ ولهذا عندما تم أخذ رأيي في انعقاد المؤتمر السنوي لمجمع اللغة العربية في بدايات كورونا رفضتُ ذلك، وبعدها ألغت معظم الدول السفر.

إجراءات قوية
 ما تقييمك للإجراءات التي اتخذتها مصر حتى الآن لاحتواء هذا الفيروس ومحاولة تحجيم أخطاره؟
- المنظومة الصحية لدينا تطورت بصورة كبيرة، ومصر بذلت كل ما في وسعها من إجراءات لمواجهة الفيروس ومنع تفاقمه، وربما تكون قد ضارعت وفاقت بعض الدول الكبرى في ذلك، وقد أحسنت الحكومة حين ألغت التجمعات والمؤتمرات وأغلقت المدارس والمساجد في فترات ذروة المرض؛ ثم قامت بتوفير أدوات التعقيم والكمامات في الأماكن العامة وشددت على الالتزام بالإجراءات الاحترازية الصحية مثل الدول الكبرى؛ وأتاحت اللقاحات وحثت عليها، والناس تحصل عليه مجانًا الآن، وهذا أقصى ما تقوم به كبرى دول العالم.. ورغم هذا فإن مستقبل هذا الفيروس يشوبه الغموض حتى الآن.

اللقاح المصري
فى ظل تسارع وتصارع الشركات العالمية على إنتاج اللقاحات.. ما تقييمك لجودة اللقاح المصري مقارنة بباقي اللقاحات الأخرى؟
- أنا أعرف شخصيًا مركز المصل واللقاح المصري بحكم عملي، وأعرف أنه كفء وجدير بتوفير لقاحات على جودة عالمية، ولذلك إذا قام بعمل لقاح وقال لنا إنه جيد وفعال، فإنني أثق تمامًا في كلامهم، واللقاح المصري إضافة كبيرة لمواجهة الفيروس في مصر.
 

إذن هل تعتقد أن العالم تغلب على رعب البدايات لفيروس كورونا؟
- العالم وجد نفسه أمام مأزق صعب من الناحية الاقتصادية.. ولهذا فإن دول العالم كان عليها أن تتجاوز هذا الأمر؛ خاصة أن علماء العالم فوجئوا بهذا الفيروس ولهذا فقد رأينا تصريحات متضاربة لرؤساء الدول الكبرى، ومنها تصريحات ترامب اليومية مثلًا حول الفيروس، وحتى الآن توجد إصابات وتحورات يومية ولكن العالم قرر أن يتابع حياته رغم هذه الأخطار الموجودة للفيروس، ونحن نتابع أعداد الوفيات اليومية في الولايات المتحدة وروسيا مثلًا وهي أعداد كبيرة، ورغم هذا لا توجد تخوفات البدايات.
بدون تفسير علمي!
 

يدَّعي البعض أن بعض الأطعمة والمشروبات في الدول العربية والإفريقية قد وقت مواطنيها بعض الشيء من الفيروس.. ما الحقيقة العلمية فى ذلك؟
- ليس هناك تفسير علمي لانتشار الفيروس في بعض الدول دون الأخرى؛ فالولايات المتحدة مثلًا من أكثر الدول اهتمامًا بالنظافة وبروتوكولات الأدوية، ومع هذا فإن الإصابات بها كبيرة جدًّا، وكذلك روسيا والدول الأوربية، وحتى الآن هناك غموض كبير في نواح عديدة من هذا الفيروس، خاصة مع اختلاف تأثير الفيروس من جسد إلى جسد ومن بيئة إلى أخرى ومن وقت إلى آخر.
أساسيات المناعة.
 

 إذا كنا فى حرب مناعة مع الفيروس.. فما نصائحك للمصري البسيط كي يقوي مناعته بأبسط الأطعمة؟
- المناعة علم متخصص في الطب وقديم، ويستند على معلومات أساسية، مثل: الغذاء وأسلوب الحياة، واختلاف السن بين الشباب والشيوخ، واختلاف النوع بين الذكر والأنثى، وبالنسبة للتدخين من عدمه.. إذن هناك عناصر كثيرة معلومة في المناعة؛ وكلها توليفة متكاملة؛ وهناك أناس عندهم ضعف مناعة وراثيا، وكذلك عنصر المناخ؛ وعلى كل حال فالمناعة عنصر مهم جدا في مواجهة كورونا، والغذاء المتوازن والرياضة أبرز أدوات دعمها.
 

لدينا مشكلة أبدية فى مصر بين تنامي الزيادة السكانية وتقلص الرقعة الزراعية.. كيف ترى تلك المشكلة الآن؟
- الزيادة السكانية مشكلة مزمنة بالفعل، ونعاني منها طوال عقود، خاصة أن أعدادنا كانت تزداد في حين تتضاءل الرقعة الزراعية المحيطة بنهر النيل؛ ولهذا فإنني سعيد جدا من خطوات الدولة نحو زراعة تلك الأراضي الصحراوية الشاسعة، وأذكر أنني كنت حين أسافر إلى الساحل أتحسر على تلك الأراضي الصحراوية المستوية الشاسعة القابلة للزراعة؛ أما الآن فإنني أرى استصلاحها وتجهيزها للزراعة، وهذه مشروعات تسهم في تقدم الوطن؛ وهذا يعني أيضا أننا نكافح بشرف في هذه الفترة لنأخذ مكاننا المستحق في العالم.
طريق مسدود
 

باعتبارك أقدم أعضاء مجمع اللغة العربية سنا.. لماذا يشعر المتابع للمجمع الآن أنه دخل فى طريق مسدود؟
- هذا حقيقي إلى درجة ما.. فالمجمع يؤدي رسالة علمية ولا علاقة له بالسياسة، وعضويته بالانتخاب، والانتخاب ليس أمرا سهلا، إذ لا بد أن يحصل المرشح على 75% من أصوات الأعضاء، الذين هم أساتذة كبار في الجامعات المصرية، ومعظمهم قد جاوز الثمانين أو كاد؛ ولذلك فالقول إن هناك تزويرا أو أهدافا أو تحركات غير صحيح وغير موجود ألبتة؛ وأنا شخصيا لم أنجح من المرة الأولى بل نجحت في المرة الثانية عام 2003م، وقد أدركت وقتها أنه لا توجد انتخابات في مصر بهذه الحبكة والدقة والحقيقة؛ ولهذا فإنني أشهد أنه لا توجد أي أغراض مرضية في انتخابات المجمع، وكذلك انتخابات رئيس المجمع لأن لها شروطا صارمة.
 

تقول هذا رغم ما يُشاع عن تربيطات داخلية وتكتلات إخوانية، وهو ما أشار إليه مؤخرا الكاتبان: محمد سلماوي فى الأهرام، وحمدي رزق فى المصري اليوم؟
- التربيطات الداخلية غير حقيقية، خاصة أنه يُشاع أنها تتم بين أبناء كلية بعينها أو زملاء بأعينهم؛ وما كتبه البعض في الصحف عن إخوانية المجمع «كذب» وغير حقيقي؛ فالدكتور حسن الشافعي نجح في الانتخابات أول مرة واستمر أربع سنوات، ونجح في الدورة التالية، وترشح في المرة الثالثة ونجح كذلك؛ لأن الأعضاء لا يتسابقون إلى رئاسة المجمع فأهدافهم علمية؛ وقد تفهمت أن د. حسن الشافعي كان إخوانيا في شبابه وهو أمر لا دخل للمجمع به، والآن لم يعد ينتمي إليهم ويؤكد ذلك في كل أحاديثه؛ أما إذا أراد البعض دفع المجمع إلى الدخول في السياسة فأنا أرفض هذا، فالمجمع لا علاقة له بالسياسة ولا علاقة له بالإخوان.
«خطاب» التكليف!
 

إذن كنت موافقا على «خطاب» وزارة التعليم العالي بتكليف د. صلاح فضل بالقيام بعمل رئيس المجمع، أم تراه سببا فى الأزمة؟
- بالطبع وافقت على تكليف د. صلاح فضل برئاسة المجمع، لأنه كان حلا وسطيا وجيدا، ولم يكن سببا في المشكلة؛ لأننا لا نريد معارك وهمية تُضيع جهودنا في خناقات سخيفة، والمجمع ليست له علاقة بالإخوان ولا بالسياسة، ود. صلاح قائم بالأعمال إلى حين انتخاب رئيس جديد؛ وعلينا أن نطرح مسألة د. حسن الشافعي جانبا الآن لأنه قد حصل على الرئاسة مرتين وهذا يكفي، وإذا قالت الوزارة: فلان رئيس للمجمع فلا بأس، لأن لها حق التدخل، وللوزير حق في عرض رأيه، وما حدث تم في حدود القانون إلى أن تستقر الأمور مرة أخرى، ويتم ترشيح أحد آخر غير د. حسن الشافعي، ثم ينجح د. صلاح أو غيره، لا فرق.. المهم ألا تنزلق قدم المجمع في الأمور السياسية.
 

هناك صراع آخر الآن حول منصب رئيس اتحاد المجامع، خاصة أن القائم بعمل رئيس المجمع ليس رئيسا للاتحاد.. كيف ترى هذا الصراع؟
- الأمر هنا عند اتحاد المجامع العربية وعليه أن يتخذ قراره الذي يسري علينا وعلى غيرنا، وإذا كان قراره تغيير د. حسن الشافعي فعليه أن يتغير، ونحن لا نتمسك بأن يرأس الاتحاد مصري أبدا، وهو رأيي الشخصي، لأن المؤسسات العلمية يجب أن تكون حرة في قراراتها دون عوائق، ودون سياسة.
 

إذن.. هل أنت راض عن الأداء العلمي لمجمع اللغة العربية فى الفترة الحالية؟
- الأحداث السابقة، إضافة إلى كورونا، كلاهما كان له تأثير ضار على أداء المجمع، ونحن الآن نجتمع «أونلاين» وهذا مُجهد، ومع هذا فقد قمنا بأداء مهامنا في اللجان الفرعية وفي مجلس المجمع بقدر ما سمحت به الجائحة؛ وبصفتي طبيبا فإن الوقاية وصحة الأعضاء تظل لها الأولوية، والأداء الآن يتم بحسب المتاح في ظل كورونا، أما الخلاف على رئاسة المجمع فقد هدأ تماما ويجب أن يهدأ لأننا علميون ولسنا ساسة.
 

وما الحقيقة فيما يُشاع عن تنافس آخر بين العلميين واللغويين داخل المجمع؟
- إطلاقا، وأؤكد أنني كأحد العلميين أحترم اللغويين احتراما كاملا، وكذلك هم يحترموننا، لأننا علماء ولا توجد مثل هذه الصراعات بيننا، فالمجمع منزه عن ذلك، والأعضاء جميعا فوق مستوى الشبهات من ناحية النضوج العلمي والفلسفي والذهني، وذلك فإنهم يُراعون مصلحة الوطن ومصلحة المجمع والغرض العلمي الذي يعملون عليه.
قانون المجمع
 

ألا تظن أن قانون المجمع يحتاج إلى تغيير، خاصة مع اعتراضات كثيرة على مسألة سن الأعضاء؟
- لا أظن ذلك، بحسب قوانين المجمع؛ وقد حضرت هذا القانون حين كان والدي في المجمع عام 1934م، وكان أبرز القرارات التي تم الاتفاق عليها بقاء الأعضاء مدى الحياة، ومن هنا جاء اسم «مجمع الخالدين» فآباؤنا هم الذين سنوا هذه القوانين، وصحيح أن عمري كبير لكنني أحاول تأدية دوري وأحضر الجلسات، وهناك بعض الأعضاء لا يستطيعون تأدية دورهم بحكم السن والمرض، ولكن القانون يُعطينا الحق أن نظل أعضاء مدى الحياة.
 

كيف ترد على الذين يظنون المجمع هيئة ثقافية ولا يفهمون طبيعة كونه هيئة علمية؟
- بعض الذين يكتبون في الصحف ويُهاجمون المجمع من ناحية العضوية لا يفهمون أنه قانون لا عبث فيه، وأعتقد أن هؤلاء يكتبون ذلك لأنهم يترشحون إلى عضوية المجمع ولا ينجحون، ولذلك فإن لديهم غضاضة وتهجما على المجمع، ومن عنده غضاضة غير سليم في رأيه العلمي.
 

لكن هناك علماء كثيرين لم يدخلوا المجمع بسبب التربيطات، أمثال: حسين نصار وعبد المنعم تليمة وحامد طاهر والنبوي شعلان، وغيرهم.. كيف ترد على ذلك؟
- على الأعضاء أن يقتنعوا بالمرشح لينتخبوه، هذه هي شروط الانتخابات؛ ومن «العيب» أن نتحدث عن أي تربيطات بين هؤلاء العلماء الذين تجاوزت أعمار معظمهم الثمانين.

 

خطة واضحة!
ألا ترى أن أحد أسباب ضعف الإنتاج العلمي للمجمع يرجع إلى افتقاره إلى التواصل التكنولوجي مقارنة بالمجامع الحديثة بالدول العربية؟
- لقد انضم إلى المجمع منذ فترة قصيرة أحد خبراء التكنولوجيا العالميين من جامعة عين شمس، والرجل يحمل خطة واضحة وإضافات كبيرة عن استخدام التكنولوجيا في المجمع، وتطويع هذه الوسائل الحديثة في خدمة اللغة العربية؛ ولهذا أعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد تطورا في هذا الشأن؛ وكانت قد تمت مناقشة هذا الأمر العام الفائت والاتفاق على السير فيه والوصول إلى أفضل النتائج.
 

حصلت على عدة جوائز مصرية وعربية أبرزها جائزة النيل وهي أرفع وسام مصري.. هل أنت راض عن مسيرتك العلمية؟
- نعم، أحمد الله تعالى على فضله، وأن وفقني إلى كل هذه الإنجازات الطبية التي قمتُ بها خدمة لله ولوطني الذي أفخر به؛ كما أحمد الله على توفيقه لي لإخراج تراث أبي شاعر العربية الكبير علي الجارم، وهو قامة شعرية تناطح كبار الشعراء، إضافة إلى مقالاته، والتي كانت مخفية «بفعل فاعل»، ولهذا فقد بذلت جهدا كبيرا لإخراجها إلى النور في عدة مجلدات، وقد ظللت أتردد على دار الكتب لأكثر من عشر سنوات لأفعل ذلك رغم مشاغلي العلمية والطبية، لكنه حق لأبي وللوطن كان واجب السداد.