سنوات السيسي.. قطاع الأعمال العام «يتنفس من جديد»

وزير قطاع الأعمال أثناء تفقده أكبر مصنع غزل فى العالم
وزير قطاع الأعمال أثناء تفقده أكبر مصنع غزل فى العالم

ثورة إصلاحية شاملة لقطاع الأعمال العام حدثت منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مهام المسئولية بعد أن تم اقتحام ملفات شديدة الصعوبة فى الشركات المختلفة التى قد أصابها الإهمال لعقود ماضية حتى كادت أن تصل إلى الهاوية واللاعودة.. ومع تراكم خسائر الشركات كان المصيرالمتوقع لعدد كبير منها هو «الإغلاق والتصفية».. إلا أن قرار الرئيس بفصل الشركات عن وزارة الاستثمار وتدشين وزارة مستقلة خاصة بشئونها كان المنقذ لها من المصير المجهول، وبدأت روح العمل والتطوير تعود من جديد داخل القطاع.
وعلى مدار السنوات الماضية كانت أغلب الشركات تعانى من تراكم المديونيات التى أصابت عددا من الشركات، ونجح وزير قطاع الأعمال العام هشام توفيق  بفضل الإدارة الحكيمة فى ملف تسوية المديونيات والتى كانت معلقة منذ أكثر من ربع قرن من الزمان، وتمت تسوية 33 مليار جنيه فى عامين.
ومنذ شهور معدودة دخلت شركات قطاع الأعمال عصراً جديداً من الإصلاح الإدارى بعد تعديل قانون قطاع الأعمال العام لأول مرة منذ نحو 29 عاماً وتم تغيير ٩٥ ٪ من مجالس الإدارات  كما انخفض عدد شركات قطاع الأعمال إلى ٨٩ شركة، بعد دمج عدد من الشركات عقب الانتهاء من التطوير.
ومن ضمن المشاريع الكبرى التى تنفذها الوزارة خلال الفترة الماضية مشروع تحويل رقمى وهو الأكبر بالشرق الأوسط داخل الشركات التابعة، بهدف تأمين المعلومات.

 

21 مليار جنيه للتطوير ومحالج جديدة تدخل الخدمة

«الغزل والنسيج».. «المكنة هتطلع قماش»

الغزل والنسيج من الملفات المهمة داخل وزارة قطاع الأعمال، لذلك تم إعداد خطط ودراسات لعودة مكانة مصر مرة أخرى فى هذه الصناعة، والتى ترتكزعلى إنشاء كيانات قوية من خلال دمج 32 شركة قطن وغزل ونسيج ليصبح عددها 9 شركات، بهدف النهوض بالقطن المصرى عن طريق تنفيذ منظومة متكاملة لتحسين جودته والحفاظ على الثقة العالمية به وفتح أسواق جديدة أمام صادراته، وتم تحديد ثلاثة مراكز رئيسية متكاملة تضم كل مراحل الصناعة، و ثلاثة مراكز للتصدير، وتخصص الشركات الخمس الباقية فى مرحلة تصنيع معينة (غزل، نسيج، صباغة وتجهيز) أو منتجات تستهدف فئة معينة (جينز، منسوجات شعبية)، ويبلغ إجمالى خطة التطوير نحو 21 مليار جنيه لإعادة هيكلة الشركات التى من المتوقع أن تحقق أرباحاً بالمليارات لتُنهى الخسائر المتتالية التى عانت منها الشركات فى السنوات الماضية.. حيث سيتم تحديث البنية لمصانع الغزل والنسيج والتى تشمل 65 مبنى ما بين إنشاءات جديدة وترميم، وذلك بتكلفة تقديرية حوالى 7 مليارات جنيه.
وعلى أرض الواقع، تم الانتهاء من أعمال تركيبات الهيكل الخرسانى الرئيسى لأكبر مصنع غزل بالعالم «غزل (1)» الجديد لإنتاج الغزول بطاقة تقدر بنحو 30 طن غزل / يوم بالمحلة الكبرى، ويقام المصنع الجديد على مساحة 62.5 ألف متر بشركة غزل المحلة، حيث يستوعب 182 ألف مردن غزل، ومن المقرر بدء الإنتاج فى الربع الثانى من عام 2022، وتبلغ تكلفة الأعمال الإنشائية، التى تنفذها شركة جاما - الفائزة بالمناقصة - نحو 780 مليون جنيه بخلاف قيمة الماكينات، وقد شملت الأعمال السابقة تمهيد الأرض للأعمال الإنشائية وإزالة المعوقات من الموقع.
ومنذ شهور تم توقيع عقود الأعمال الإنشائية لمصانع شركة مصر للغزل والنسيج بموقع صباغى البيضا بكفر الدوار والتى ستكون قلعة صناعية تقام على مساحة حوالى 175 ألف متر مربع، لإقامة 6 مصانع متكاملة لتصنيع الغزل والنسيج وهي: مصنع الصباغة والتجهيز ، مصنع الغزل، مصنع النسيج، مصنع تحضيرات النسيج، مصنع التفصيل، مصنع البرم، بتكلفة 2.4 مليار جنيه، بخلاف قيمة الماكينات والآلات، ومن المستهدف فى مجمع كفر الدوار إحلال 170 ألف مردن متهالك بعدد 88 ألف مردن جديد بتكنولوجيا متطورة، بطاقة إنتاجية 9027 طنا سنويا من الغزول بدلا من 366 طنا يتم إنتاجها حاليا، وإنتاج 50.7 مليون متر سنويا من النسيج بدلا من 13 مليون متر يتم إنتاجها حاليا، مع إضافة طاقة إنتاجية 50.7 مليون متر من الصباغة والتجهيز بتكنولوجيا متطورة.. كما تم فتح مركز تدريب العاملين بشركة غزل المحلة، والذى يعد قبلة العاملين فى صناعة الغزل والنسيج و يجرى حاليا تدريب ١٨٠ معلما .
ولأن الدولة تعلم جيدا مدى أهمية حلج القطن بأحدث الوسائل المتطورة، فتم الانتهاء من تركيب وتشغيل أول المحالج المطورة فى محافظة الفيوم العام الماضي، ويتم حاليا التشغيل التجريبى لـ 3 محالج قطن مطورة جديدة، داخل محافظات الشرقية والغربية والبحيرة، عقب الانتهاء من الأعمال الإنشائية بتكلفة بلغت 200 مليون جنيه، وتركيب الماكينات الهندية الحديثة وتبلغ قيمتها نحو 7 ملايين دولار فى المحالج الثلاثة، وجارِ توريد باقى المعدات تمهيدا لتركيبها وتشغيل الثلاثة محالج خلال موسم القطن المقبل 2021/2022، والطاقة الإنتاجية المستهدفة للمحلج الواحد 5 طن/ ساعة، ويقع كل محلج على مساحة نحو 6 آلاف متر مربع، وهناك ثلاثة محالج أخرى تنضم للخدمة قريبا، ليصبح الإجمالى 7 محالج تكفى لحلج حجم إنتاج القطن فى مصر بجودة عالية مما ينعكس إيجابًا على تنافسية وأسعارالقطن المصرى عالميًا وزيادة صادراته..
وتعمل المحالج الجديدة وفق أحدث تكنولوجيا فى مجال حليج الأقطان تتم آليا دون تدخل يدوي، لإنتاج أقطان شعر خالية تماما من الشوائب والملوثات، وتحسين طريقة التعبئة والتغليف مع وضع ملصق (باركود) على كل بالة يتضمن بيانات القطن (منطقة الزراعة،اسم حائز القطن، اسم المحلج، تاريخ الحليج، المواصفات الفنية للقطن الشعر)، كما تم إدخال جهاز إلكترونى حديث فى المحالج المطورة (HVI) لقياس خواص شعيرات القطن، وإجراء اختبارات الرطوبة داخل المحلج.