«ولاية بنجشير».. الوحيدة في أفغانستان خارج سيطرة «طالبان»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

من بين 34 ولاية في أفغانستان، بقيت ولاية بنجشير وحيدةً عصيةً أمام حركة "طالبان" المتشددة، وذلك على الرغم من سقوط العاصمة كابول في قبضة حركة "طالبان".

هذا الأمر أكدته حركة "طالبان" بنفسها، وصرح المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد، لوكالة "رويترز" البريطانية، بأنه حتى الآن عينت الحركة حكامًا وقادة للشرطة في 33 من أصل 34 ولاية أفغانية.

وأشار مجاهد إلى أن ولاية بنجشير، لا تزال خارج سيطرة حركة "طالبان".

محاولة تطويق الولاية

وفي محاولةٍ من الحركة لإخضاع الولاية لحكومها، قالت وسائل إعلام محلية، أمس الأحد، إن حركة "طالبان" قطعت الاتصالات عن ولاية بنجشير التي لا تزال بؤرة المقاومة الأخيرة في أفغانستان.

ونقلت يلدا حكيم، المذيعة والصحفية في "بي بي سي" البريطانية، على حسابها في "تويتر" اليوم الأحد، عن مصادر محلية تأكيدها قطع الإنترنت وخدمات الاتصالات بالكامل تقريبا عن بنجشير التي تسيطر عليها قوات "التحالف الشمالي" بقيادة أحمد مسعود، نجل القيادي الميداني الراحل أحمد شاه مسعود.

وتقع ولاية بنجشير شمال العاصمة الأفغانية كابول، وتبلغ مساحتها أكثر من 3600 كيلومتر مربع.

وتحاول حركة طالبان بشتى الطرق هزم قوات أحمد مسعود، والسيطرة على الولاية الأخيرة، التي تقف حجرًا عثرًا دون بسط سيطرتها على كامل الأراضي الأفغانية.

قوات أحمد مسعود «الصامدة»

ويكتسب وادي بنجشير، الذي لجأت إليه المقاومة الأفغانية، تاريخًا طويلًا من النضال والرمزية بالنسبة للأفغان، وهو يرتبط بدرجة كبيرة بأحمد شاه مسعود "الأب"، والذي كان يتمتع طيلة حياته بشخصية قوية وشعبية جارفة.

ولعب أحمد شاه مسعود دورًا مهمًا في النضال ضد الاتحاد السوفيتي، واتخذ من بنجشير مركزًا له. لُقب بعدد من الألقاب، أشهرها: "أسد بنجشير، وفاتح كابول، وأمير صاحب".

واعتبر الأفغان أحمد شاه مسعود بطلا قوميًا، خاصة بعد حادث اغتياله عام 2001، على أيدي رجلين أدعيا أنهما صحفيين واقتربا منه حاملين كاميرا بها قنبلة. 

كما لفتت عدد من التقارير وقتها إلى أن أسامة بن لادن، الذي كان متواجدًا في أفغانستان ومتحالفًا مع طالبان في ذلك الوقت لتدبير هجوم 11 سبتمبر بأمريكا، هو من وراء الاغتيال.

ولا يزال أحمد مسعود "الابن" على درب أبيه، ولا يزال يقف سدًا منيعًا إلى حد الآن أمام تطلعات حركة "طالبان" السيطرة على آخر ولاية لا تقع تحت قبضتها بعد.