حديث وشجون

للشجون الوان

إيمان راشد
إيمان راشد

اختفى أو كاد من حياتنا هذه الأيام الوضوح والحب والإخلاص بل وللأسف الأمان وهو أقل ما يتمناه البشر بعيدا عن رفاهية الحب الذى أصبح مقرونا بالمصلحة... وقد قرأت خبرا مؤخرا زاد من شجونى... امرأة اكد الاطباء لها استحالة الإنجاب فقررت وزوجها تبنى طفل عمره بضعة شهور من دار للأيتام اختارته بانانية مطلقة وكأنها تختار فستانا يظهر جمالها أو فلنقل يكمل مظهرها الاجتماعى ومرت ثلاث سنوات وارتبط الطفل بالأم والأب البديلين فهو لم يعرف غيرهما وعاش كابن مدلل إلى أن شاء القدر ليكافئ هذه السيدة على رعايتها ليتيم وحقق الله المعجزة واخبرها الاطباء ان بأحشائها جنين قادم وبدلا من أن تحمد خالقها على عطاياه قررت وزوجها اعادة الابن المتبنى إلى دار الأيتام ونسيت أو تناست إذ ربما يكون الله أكرمها لإيواء اليتيم... ويروى الخبر حالة الطفل المسكين عندما أعاداه وتركاه وهو ينادى عليهما صارخا باكيا لنزعه من حضن الأسرة... وأقسم بالله لدى أقارب وأصدقاء يربون فى منازلهم قططا وكلابا مرتبطين بهم نفسيا حتى إنه إذا مات يخيم الحزن عليهم أو إذا سافروا يبحثون عن الأماكن المعدة لذلك ويختارون أفضلها وأعرف سيدة عندما خذلتها صحتها لرعايه قطتها أعلنت عن رغبتها فى إهدائها لأسرة ورفضت تركها فى الشارع.
وأتساءل ألم تفكر هذه السيدة أن من الممكن عدم اكتمال حملها أو أن تلد ولدا عاصيا تشقى به وهذا ما اعتقده عقابا عما سببته من ألم نفسى عظيم لطفل لا ذنب له سوى أن شخصا استأجره لبعض الوقت واعتبره وردة يزين بها جاكت بدلته ثم ألقى بها على قارعة الطريق... ليتها ما تبنته وتركته يعيش مع أقرانه ويتخذ منهم أخوة له.. حسبنا الله ونعم الوكيل فى الزوجين وأمثالهم من يكسرون الخاطر وهو أمر جلل لو تعلمون كبيرا.
ولا أدرى ماذا تفعل الجهات المعنية لعدم تكرار هذا الفعل المشين فأنا فعلا عاجزة عن إيجاد الحل... هو استضافته مع اسرة أخرى أم ماذا وأشعر أننا أيضا بذلك اعتبرناه سلعة تباع وتشترى...أفيدونى باقتراحاتكم يا أعزائى فهذه المشكلة قد فاقت كل ألوان الحزن والشجن بما فى ذلك ترك أحد الوالدين بلا رعاية أو رفض زوج الانفاق على أبنائه نكاية فى مطلقته او غدر وخيانة رجل لزوجته وكلها أنواع وألوان من الشجن التى تعج بها حياتنا ولنا الله من قبل ومن بعد.