كلمة ووطن

ليلة بكى فيها أبنائى

محمد راضى
محمد راضى

الشرطة فى خدمة الشعب ليس شعارا بل أفعال تطبق على أرض الواقع، لمسته بعينى حينما تعرضت وأسرتى لانقلاب سيارتى على الطريق الدائرى خلال العودة من مرسى مطروح. أن يكون بينك وبين الموت لحظات وسط صرخات أطفالك إحساس ربما لن تشعر به طوال حياتك إلا نادرا، أن تكون عاجزا حتى عن مساعدة نفسك وأبنائك شعور قاس، تناجى ربك أن يكون لطيفا بأسرتك، وفجأة يهديك التفكير إلى الاستعانة بالشرطة رغم تجاوز عقارب الساعة الثالثة فجرا، لم يكن أمامى سوى الاتصال باللواء محسن شعبان مساعد وزير الداخلية مدير أمن القليوبية والذى تولى منصبه فى حركة تنقلات الشرطة نهاية يوليو الماضي، لم يكن بينى وبينه سابق معرفة فأخبرته بهويتى ليبادر بعد الاطمئنان على الأسرة بالسؤال عن موقع الحادث وحينما أخبرته أنى لا أدرى لعدم درايتى بالطريق الدائرى لكن الحادث فى المسافة بين مخرج طريق العلمين القاهرة ومحور مسطرد مصر الجديدة، بادر باستخدام جهاز اللاسلكى ووجه خدمات الدائرى بمسح المسافة المشار إليها، لحظات وانا عاجز داخل سيارتى وصرخات أطفالى لا تنقطع وتجمع عدد كبير من قائدى السيارات الذين توقفوا لمحاولة الإنقاذ، تحول المكان لثكنة عسكرية بعربات الشرطة وأوناش الإنقاذ ورجال المباحث بأقسام أول وثان شبرا الخيمة وقليوب، وتم بفضل الله إنقاذ اسرتى وأجدنى ألمس مقولة الشرطة فى خدمة الشعب فعلا لا قولا.
ربما هذه المرة الأولى التى أكتب فيها عن رجال الشرطة رغم عشرات السنين من تعاملى مع الداخلية بحكم مهنتى، والتمس من اللواء محمود توفيق وزير الداخلية تكريم أحد أفضل مساعديه تعاملا وقت الأزمات وهو اللواء محسن شعبان، الذى كان سببا بعد الله فى إنقاذى وأسرتي.. حقا الشرطة فى خدمة الشعب.
رجاء أخير للشركات التى تتولى عمليات توسعة الطريق الدائرى: أرواح الناس ليست رخيصة وعليكم وضع لافتات ولوحات إرشادية لتنبيه قائدى السيارات.