نعيم صبري: «الثلاثية» بداية معرفتي بنجيب محفوظ

الاديب نعيم صبرى
الاديب نعيم صبرى

دائما ما كانت حياة نجيب محفوظ مصدر إلهام لغالبية المبدعين، وعندما رحل عن عالمنا ظلت أعماله لها النصيب الأكبر داخل حيّز مكتباتهم، تخلق لنفسها مكانا يتجدد كل فترة، ويستقبل الجديد دائما، فما زالت الكتب الجديدة عن عوالم محفوظ تصدر ولازالت أعماله تكسب قراء جددا كل يوم.

 

لكن العلاقة مختلفة خاصةً مع هؤلاء الذين اقتربوا منه إنسانيا فهو لم يكن مجرد كاتب بالنسبة إليهم، لكنه ربما وصل إلى صورة «الكمال»، إذ أضاف لهم محفوظ الكثير خلال حياتهم، هنا نحاول الاقتراب أكثر، لنتعرف عن بدايات معرفتهم بكتابات محفوظ وأعماله، وكذلك الإجابة عن سؤال رئيسى هو «ماذا يمثل ركن محفوظ بالنسبة لهم؟».


يقول الكاتب الكبير والأديب نعيم صبري: "بدأت الاطلاع على كتابات الأستاذ نجيب، عندما كنت فى المرحلة الثانوية، وكانت الثلاثية هى بداية معرفتى بمحفوظ، وقد أعدت قراءة عدد كبير من أعماله، أذكر منها على سبيل المثال «الحرافيش» و«زقاق المدق» و«بداية ونهاية» و«اللص والكلاب»، لكن بالطبع هناك فارق كبير بين القراءة الأولى والأخيرة فحينما أعدت قراءة أعمال محفوظ، كنت قد تعرضت وقتها لقراءات كثيرة وتراكمت الثقافة العامة وأصبحت النظرة النقدية أكثر خبرة وبدأت أتعرف عن عوالم محفوظ مرة أخرى، ولكننى بوجه عام تأثرت بفن محفوظ فى الرواية باعتباره مؤسس الرواية العربية الحديثة، وهو بالنسبة إليّ كان البانوراما التى شكلت هذا الفن الحديث، ولكن هناك مجموعة من الأعمال التى كتبها محفوظ هى الأقرب بالنسبة إلى على سبيل المثال: «خان الخليلي» و«بداية ونهاية» و«الحرافيش» بالإضافة لـ «رحلة ابن فطومة».

 


ويضيف الأديب نعيم صبري: "تعلمت كثيرًا من محفوظ، إذ كنت محظوظًا عندما اقتربت منه وتعرفت عليه بشكل شخصى، فقد حضرت ندوته طوال ٢٥ سنة تقريبًا، وبعد حادثة الطعن التى تعرض لها استمرت علاقتنا، وكنت حينها شديد القرب منه، وكان متابعًا لإنتاجى الروائى بأكمله، لدرجة أنه أصر أن اقرأ له أعمالى الروائية كلها، لمدة أربعة أشهر كاملة، وبعد حادثة الطعن كنا نتقابل بشكل يومى، فيما عدا يوم السبت، وكان دائمًا ما يشجعنى ويدفعنى لاستكمال ما بدأته، إذ إنه كان شديد الجدية ولم يكن يتخيل أبدًا أن هناك شخصًا قد يتقاعس عن إنتاجه الأدبي".

 

واختتم حديثه قائلا: "أنا تأثرت كثيرًا به خلال حياتى، لأنه أضاف لي إنسانيًا وتعلمت منه كيف يكون الإنسان الحق، ودائمًا ما كنت أراه قدوة عظيمة تدفع الإنسان للأفضل، لأنه كان شخصية فائقة العذوبة، وتجمعت فيه كل الأخلاقيات والصفات الإنسانية العظيمة المتواضعة الحكيمة، ونتيجة هذا القرب بينى وبينه، كنت أعتبره مثالا عظيما يجب على الإنسان أن يسير على دربه".