زادت 13% | تحويلات المصريين بالخارج .. تنعش الاقتصاد القومى وتعزز النقد الأجنبى

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتبت: أسماء ياسر

تواصل تحويلات المصريين العاملين بالخارج انتعاشها وذلك منذ تحرير سعر صرف الجنيه فى نوفمبر 2016 لتستمر حتى الآن، مما يساعد على تعزيز النقد الأجنبى، ومواجهة أزمة جائحة فيروس كورونا التى تسببت فى التأثير على الاقتصاد فى مختلف دول العالم، وخلال الـ 11 شهرًا من العام المالى الماضى استمرت تدفقات أموال المصريين بالخارج فى الصعود والارتفاع، بالرغم من تأثر باقى مصادر النقد الأجنبى الأخرى مثل السياحة والطيران والصادرات وغيرها، نتيجة الإجراءات التى اتخذتها دول العالم بسبب تداعيات الجائحة.

وبحسب أحدث بيانات صادرة عن البنك المركزى  ارتفعت تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال الفترة من يوليو إلى مايو من السنة المالية 2020/2021 بنسبة 13%‏ أى بنحو 3.3 مليار دولار، لتسجل 28.5 مليار دولار خلال 11 شهرًا مقابل نحو 25.2 مليار دولار خلال ذات الفترة من العام المالى السابق 2019/ 2020، كما أظهرت البيانات الصادرة عن البنك المركزى ارتفاع تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال شهر مايو 2021 بمعدل سنوى بلغ 45.2% لتسجل نحو 2.6 مليار دولار، وذلك مقابل نحو 1.8مليار دولار خلال مايو 2020.

د. هدى الملاح

وقالت د. هدى الملاح مدير المركز الدولى للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى أن تحويلات المصريين العاملين بالخارج لها أهمية كبيرة جدًا بالنسبة للاقتصاد المصرى، لأنها من ضمن التدفقات الدولارية التى تدخل إيرادات الدولة، وعودة ارتفاعها بمعدل 13%‏ خلال الفترة يوليو إلى مايو من السنة المالية 2020/2021 يؤكد على عودة الانتعاش الاقتصادى مرة أخرى، وذلك بعد فترة جائحة كورونا ونزوح العاملين فى مختلف دول العالم بسبب تلك الأزمة، ولكن بعد تحسن الأوضاع بدأت مختلف الدول تلجأ إلى المصريين العاملين مرة أخرى، ذلك الأمر الذى أدى إلى ارتفاع تحويلات العاملين بالخارج وزيادة التدفقات الدولارية فى خزينة الدولة.

وأضافت الملاح أنه بفضل وجود فائض التدفقات الدولارية تزداد القيمة الشرائية للجنيه، وذلك بسبب كثرة الإيرادات المصرية سواء كان من تحويلات العاملين بالخارج أو الممر الملاحى لقناة السويس أو انتعاش الصادرات أو السياحة، مؤكدة أن ارتفاع تحويلات العاملين بالخارج تدل على انتعاش الاقتصاد والإنتاج العالمى مقارنة بالعام الماضي، ذلك الأمر الذى أثر إيجابيًا على تحويلات المصريين بالخارج وزيادتها.

د. هاني الشامي

وفى نفس السياق أكد د. هانى الشامى أستاذ الاقتصاد وعميد كلية التجارة بجامعة طنطا أن تحويلات العاملين بالخارج تمثل مصدرًا مهمًا للعملة الأجنبية، كما أنها أصبحت من المصادر الرئيسية للنقد الأجنبى وتمثل أيضًا نسبة كبيرة من الناتج المحلى الإجمالي، بالإضافة إلى أن تحويلات العاملين بالخارج تساهم فى الاستثمار العقاري، وذلك بسبب تواجد نسبة كبيرة من العقارات فى مصر تعتمد على تحويلات العاملين بالخارج لرغبتهم فى الاستثمار العقارى فى وطنهم، لذلك فإن تحويلات العاملين تتسبب أيضًا فى انتعاش السوق العقاري.

وأوضح الشامى أن ارتفاع تحويلات العاملين المصريين بالخارج يؤكد على الثقة فى الاقتصاد المصرى وتحسنه ووجود استقرار سياسى وأمنى فى مصر، مما يعطيهم الأمان لتحويلاتهم، كما أنه بفضل التعويم والإصلاح الاقتصادى أصبحت تحويلات العاملين المصريين بالخارج فى ارتفاع مستمر، على عكس الفترة التى كانت تسبق عام 2016 بسبب عدم إقبال العديد من العاملين بالخارج على تحويل نقودهم.

محمد النجار

ومن جانبه أشار محمد النجار الخبير الاقتصادى والمحلل المالى إلى أن تحويلات المصريين العاملين بالخارج تعد أحد الأعمدة المهمة لمصادر النقد الأجنبى فى مصر، وذلك لعدة أسباب أهمها أنها تعتمد على القوة البشرية ليس الإنتاج أو الصناعة، لذلك فإن تحويلات المصريين العاملين فى الخارج فى ارتفاع مستمر، لذلك فهى مصدر مهم للنقد الأجنبى وتوفر العملات الصعبة وأيضًا إعالة أسر المصريين العاملين بالخارج الموجودين فى مصر، لذلك فإن التحويلات تعد عاملا مهما لإنقاذ الاقتصاد المصرى من الأزمات، وبدأ ذلك يظهر بوضوح عام 2016 بعد التعويم، لافتًا إلى أن ارتفاع تحويلات العاملين بالخارج تدل على ثقة المصريين المقيمين بالخارج، وبالرغم من جائحة كورونا إلا أنها لم تنخفض بشكل كبير بل عادت سريعًا مرة أخرى للارتفاع فى العام المالى 2020/ 2021.