قلم على ورق

الرئيس.. وعبدالرحيم

محمد قناوى
محمد قناوى

عندما قال الرئيس السيسى خلال مداخلته فى برنامج «صالة التحرير» على فضائية صدى البلد أثناء استضافة السيناريست عبدالرحيم كمال، إنه مستعد لتقديم كل الدعم للأعمال الفنية التى تعمل على بناء الوعى لدى المواطن تجاه القضايا والتحديات التى تواجهها الدولة، يكون بذلك قد رمى الكرة فى ملعب صُناع الدراما ليقوموا بدورهم الحقيقى والمأمول فى صناعة دراما حقيقية تعمل على تشكيل الوعى المجتمعى وتغذى الحس الوطنى وتوعى الجمهور بكل ما يحيط بالوطن من أخطار وفى نفس الوقت التأكيد على النقاط المضيئة فى التاريخ القديم والحديث والراهن لتكن قدوة ونموذجا يحتذى به.
لاشك أن الدراما «مسلسلات وأفلاما ومسرحيات» خلال سنوات طويلة انحرفت عن مسارها الحقيقى وغلب عليها الطابع التجارى وابتعدت عن الفكر والعمق والموروث الثقافى والتاريخى لمصر، وقد اسهم غياب الدولة ممثلة فى قطاعاتها الانتاجية «قطاع الانتاج وصوت القاهرة ومدينة الانتاج الاعلامي» عن صناعة الفكر والفن فى اختفاء الشخصية المصرية، مما تسبب فى اختفاء وعى المواطن تجاه قضايا بلده، وها هو السيد الرئيس يعلن بكل وضوح عن دعم الدولة الكبير للاعمال الفنية التى تعمل على تشكيل وعى المواطن لايمانه أن هذا هو الاساس فى المواجهة التى تخوضها الدولة على كافة المستويات سواء مواجهة الاخطار أو التأكيد على مرحلة البناء والتطور الذى تشهده للانتقال الى الجمهورية الجديدة.
إعلان الرئيس السيسى دعم الدراما الوطنية ليس المقصود به تقديم اعمال على غرار «الاختيار وهجمة مرتدة والقاهرة كابول» بل يشمل كل الدراما التى تعيد تشكيل وعى المواطن من خلال تقديم نماذج لشخصيات مصرية عظيمة ومؤثرة ومناقشة قضايا حياتية مثل «الزيادة السكانية» و«تطوير التعليم»، يريد أعمالا تاريخية واجتماعية ودينية تثرى العقل وتشكل الوعى، واذا كان الرئيس قد احتفى بالسيناريست عبدالرحيم كمال خلال المداخلة وأشاد بثقافته ورؤيته وبتعبيره تجديد الخطاب الروحى، فـ«عبدالرحيم» هو واحد من المبدعين المهمين فى الدراما وينتمى لجيل الكبار الذين مازالوا قابضين على الجمر، ولم تفسدهم سطوة الاعلانات والنجم الأوحد ودائما أعماله البطل فيها النص الدرامى، وهذا الاحتفاء به بمثابة دعوة لكبار كتاب الدراما «يسرى الجندى، محمد جلال عبدالقوى، محمد السيد عيد، محمد الباسوسى، مجدى صابر، وغيرهم من الكبار» ليعودوا لمكانهم الطبيعى فى تقديم هذه النوعية من الاعمال التى تتطلبها المرحلة الجديدة التى تعيشها مصر.
الرئيس أعلن دعمه الكامل لكل منتج درامى وطنى وحقيقى وننتظر من صُناع الدراما أن يكونوا على مستوى هذا الدعم.