بعد تحذيرات غربية من تخطيط داعش لاستهداف المرفأ الجوي

هجوم انتحارى ببوابة مطار كابول.. ومقتل ١٣ بينهم أجانب

مطار كابول العسكرى حيث وقع الهجوم
مطار كابول العسكرى حيث وقع الهجوم

عواصم - وكالات الأنباء


دوى انفجار كبير أمس عند إحدى بوابات مطار العاصمة الأفغانية كابول وأكدت مصادر متباينة سقوط قتلى وجرحى بينهم أجانب وفقا لرويترز.

ووفقا للمعلومات الأولية، فجر انتحارى نفسه عند البوابة الرئيسية للمطار، قبل ان يسمع دوى إطلاق رصاص فى المنطقة، بالتزامن مع عمليات الإجلاء.

ونقلت «الجزيرة» عن مصدر بحركة طالبان أن ما لا يقل عن ١٣ شخصا بينهم أجانب وأطفال قتلوا فى الهجوم.


ورفض السكرتير الصحفى لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، تأكيد تقارير تفيد بسقوط ضحايا. وذكر مسؤول أمريكى أن التقارير الأولية تشير إلى أن انفجار كابول ناجم عن تفجير انتحاري.


ووقع الانفجار بعد ساعات من تحذير أمريكى وبريطانى بتخطيط تنظيم داعش الإرهابى لهجمات فى محيط مطار كابول، وطالبت رعاياها بالمغادرة فورا، وعدم الذهاب إلى مطار كابول.. وقال الوزير البريطانى المكلف بالقوات المسلحة، جيمس هيبي، إن التهديد الإرهابى الذى دفع لندن إلى تحذير مواطنيها من الذهاب إلى مطار كابول ليلا، كان «خطيرا جدا» و»وشيكا»..

وأضاف هيبى لإذاعة «تايمز راديو» أن «المعلومات التى جمعت خلال الأسبوع تزداد خطورة، إنها تشير إلى تهديد للأرواح وشيك وخطير».


يأتى ذلك بعد ساعات قليلة من دعوة الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا رعاياها إلى الابتعاد بأسرع ما يمكن عن مطار كابول بسبب أخطار «إرهابية».
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ( سى آى إيه) أطلقت عمليات سرية لإنقاذ الأمريكيين الذين بقوا فى أفغانستان، وذلك فى مسعى لإجلاء جميع الأفراد قبل 31 أغسطس المحدد لانسحاب القوات الامريكية من أفغانستان.

ونفذت الولايات المتحدة وحلفاؤها واحدة من أكبر عمليات الإجلاء الجوى على الإطلاق وأخرجت أكثر من 88 ألفا، فيما قال الجيش الأمريكى إن وتيرة إقلاع الطائرات تقترب من رحلة كل 39 دقيقة. وأجلت بريطانيا حتى أمس الأول 11474 شخصا من أفغانستان منذ 13 أغسطس بينهم 6946 أفغانيا.

وقدم وزير الدفاع البريطانى بن والاس نصيحة للأفغان الراغبين فى المغادرة إلى بريطانيا بأن يحاولوا الوصول إلى الحدود البرية لبلدهم بدلا من انتظار الإجلاء جوا. 


وفى وقت سابق، أكد ذبيح الله مجاهد، الذى يشغل منصب وزير الاتصالات الجديد بحكومة طالبان فى أفغانستان، أن هناك تهديدات حقيقية من أن تقوم عناصر إرهابية مثل «داعش» بمهاجمة المطار، مشددا على أن موعد خروج القوات الأمريكية من البلاد الذى حددته الحركة غير قابل للتمديد.. وقال مجاهد فى حوار مع قناة «روسيا اليوم»: «سنحاول ونعمل جاهدين على إثبات أن طالبان ليست كما يدعى الغرب أداة للقتل والتنكيل، إنما هى حركة سياسية لديها أهداف بتحرير البلاد والارتقاء بأفغانستان».


وشدد ذبيح الله مجاهد على أن أفغانستان بقيادة طالبان تطمح إلى تحقيق علاقات دبلوماسية مع جميع الدول خاصة مع الدول الغربية، وأثنى على الدور الروسى فى حلحلة الأزمة سواء فى الداخل الأفغانى أو فى المحافل الدولية. ودعا المجتمع الدولى إلى دعم طالبان فى عملها داخل أفغانستان. أما فى الملف الاقتصادي، فقال ذبيح الله مجاهد إن الرئيس السابق أشرف غنى سلب البلاد ملايين الدولارات ما تسبب بمشكلات اقتصادية جمة تعمل طالبان على معالجتها حاليا.


فى سياق اخر، توصلت حركة طالبان وقوات التحالف الشمالى المعارضة لها  فى ولاية بنجشير إلى اتفاق سلام يتيح تفادى التصعيد العسكري، حسبما ذكرت محطة (جيو تى في) التلفزيونية الباكستانية.. ومن المتوقع، حسب القناة، الإعلان رسميا عن اتفاق السلام بين الطرفين أثناء مؤتمر صحفى يعقده قادة «طالبان» والتحالف الشمالي.


وبنجشير هى الولاية الوحيدة التى لم تخضع لسيطرة «طالبان» منذ استيلاء الحركة على أفغانستان فى 15 أغسطس، ويتواجد فى ولاية بنجشير آلاف المقاتلين المناهضين لطالبان تحت قيادة أحمد مسعود، نجل القائد الميدانى الراحل أحمد شاه مسعود المعروف بـ«نجل بنجشير».  


وقال مسئولون أفغان سابقون لصحيفة واشنطن  بوست أن طالبان تواجه  تهديدا غير عسكرى وهو الانهيار الاقتصادي، الأمر الذى قد يدفعها لتشكيل حكومة مع خصومها لنيل الاعتراف الدولي. 


وفى تطور آخر، اتهمت حركة طالبان الدول الغربية بإجلاء كوادر أفغان بإمكانهم المساهمة فى إعادة إعمار أفغانستان. وقال ذبيح الله مجاهد لصحيفة «نيويورك تايمز»: «يجب ألا يتدخلوا فى شئون بلدنا ويأخذوا مواردنا البشرية: الأطباء والأساتذة وغيرهم من الأشخاص الذين نحتاجهم هنا.. فى أمريكا، قد يصبحون عاملين فى غسل الأطباق أو طباخين. إنه أمر غير إنساني».