أتانى حسب الموعد المبرم لمناقشة اختراعه. كان قد اتصل مسبقا وأخبرنى عن طفرة فى عالم الهواتف المحمولة ستحدث بعد تنفيذ فكرته.
دخل علىَّ المكتب إيد ورا وإيد قدام، لا لابتوب ولا ورقة حتى. وماله.
الفكرة باختصار هى هاتف زجاجى شفاف غير قابل للكسر.
حضرتك اللى اخترعت الزجاج ده؟
لأ، بس فى شركتين فى العالم بينتجوه، واحدة فى أزبانيا والتانية مش عارف مكانها.
والشركة الأسبانى قالت لحضرتك إيه عن إمكانية التنفيذ؟
ماهم ماردوش علىَّ.
صوت صرصور الحقل...
طيب معاك دراسة جدوى أو مواصفات فنية للمنتج أو سعر أو برزنتيشن؟ أى حاجة.
معايا الأهم، الجهاز نفسه.
دب إيده فى جيب السويتر وطلع إزازة مستطيلة قاصصها من شباك أوضته وملزق عليها شيكارتون أسود وأبيض على أساس سماعة وكاميرا وكده.. ثم تانى صوت صرصور حقل.
آآآآآآه وده هاننفذه ازاى بقى؟
احنا نخرم من فوق هنا ونسقط دايرة التليفون جوه وتبقى الشاشة هى الإزازة.
هنا تيقنت أن الواد مش فاهم أى حاجة خالص فى صناعة التليفونات، فحاولت الخروج بشياكة:
طب حسبت التكلفة؟
لأ احسبها حضرتك بقى.
طيب هاتبيعه فين؟
عارف طرامب؟
مين يافندم؟
طرامب بتاع أمريكا
هو اللى هايشتريه ولا إيه؟
لا طرامب راجل غنى جدا على فكرة، وقال مرة أنا لو فلوسى كلها راحت هارجعها بالتسويق الشبكى.
يعنى دراسة حضرتك للمشروع قائمة على التسويق الشبكى. ده مجال خبرتك؟
لا والله مابافهمش فيه بس ممكن نجيب حد فاهم يعملهالنا.
تمام، يعنى حضرتك كده محتاج حد يكلم الشركة الأسبانى يشرح ويتفق وحد يصمم الدايرة وطريقة التنفيذ وحد بتاع تسويق يقول لنا نبيعه إزاى.
مظبوط كده ويبقى كتر خيرك. أنا بقالى اربع سنين سايب شغلى ومتفرغ تماما للاختراع ده.
قعدت أفتكر حصص الأشغال فى ابتدائى والقص ولزق، الإزازة دى تخلص فى نص ساعة، بيعمل إيه الأربع سنين دول؟!
طيب أعتقد حضرتك محتاج تلاقى الخبراء دول وتكلمهم وتطلع بدراسة فنية عن التنفيذ وتسويقية عن التسعير والبيع وبعدين نتفاهم.
يعنى حضرتك مش مستعد تتعاون؟
أتعاون فى إيه بالظبط؟
طب مش عايزين مناديب؟
لا يا سيدى والله ولا دباديب
طب تعرف حد فى أبل؟ عايز أعرض عليهم الاختراع.
صوت صرصور الحقل للمرة الأخيرة.
