الشيخ عبد الحميد قرقر: دور كبير للشباب فى النهوض بالأوطان

أعمال تطوعية فى مبادرة حياة كريمة
أعمال تطوعية فى مبادرة حياة كريمة

فى كل زمان ومكان كان الشباب هم عماد الأمم وسر نهضتها، وقد احتفل العالم مؤخرا باليوم العالمى للشباب، والإسلام أولى عنايته بهم، فما هو دور الشباب فى نهضة وطنه وما هو دور الدولة تجاهه؟

يقول الشيخ عبد الحميد قرقر المدرس بالأزهر: اهتم الإسلام ورسول السلام صلى الله عليه وسلم بالشباب أيما اهتمام فقد قال صلى الله عليه وسلم لقبيصة بن جابر: «إن أراك شاب السن فسيح الصدر بين اللسان وإن الشاب يكون فيه تسعة أخلاق حسنة وخلق سيئ فيفسد الأخلاق الحسنة فإياك وعثرات الشباب».


ويضيف: التاريخ يحمل نماذج مشرفة وقدوة حسنة للشباب فهذا الخليل إبراهيم عليه السلام حمل فأسه وكسر الأصنام وهو شاب، وابنه سيدنا إسماعيل عليه السلام يعمل مع والده فى بناء بيت الله الحرام وهو صغير، ولما بعث النبى محمد صلى الله عليه وسلم كان شباب مكة هم أنصاره وعصبته، وأغلب من تقدم إسلامهم هم الشباب فى دار الأرقم بن أبى الأرقم رضى الله عنهم وكانوا أربعين من خيرة شباب قريش، هذا بالإضافة إلى أن الهجرة النبوية  تمت بفضل الله تعالى ثم تفانى الشباب منهم على بن أبى طالب وأسماء بنت أبى بكر وعامر بن فهيرة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب الشاب الذى يفنى شبابه فى طاعة الله».


ويؤكد: حمل الإسلام والقرآن إلى المدينة المنورة كان على يد مصعب بن عمير وهو دون الثلاثين وعلى يديه أسلم الكثيرون، هذا بجانب استعانة النبى صلى الله عليه وسلم بالشباب فى الغزوات، ففى حروب الشام أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد وجعل الراية فى يده وكان عمره ١٨عاما فى جيش به كبار الصحابة ومنهم عمر بن الخطاب رضى الله عنه، قال بن عمر رضى الله عنهما: عرضنى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فى القتال وأنا ابن أربعة عشر ولم يجزنى وعرضنى يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة وأجازنى، وهكذا كان شباب الصحابة رضى الله عنهم يتحملون من المسئوليات ما يليق بقوة الشباب ولا يركنون إلى الكسل فما فتحت الفتوح إلا بهم.


   أما عن دور الشباب الآن فى المجتمع فيقول: لهم دور كبير فالأيدى العاملة الأكثر كثافة فى الدول هى فئة الشباب فهم حماة الوطن من الغزو الخارجى بالتحاقهم بالجيش وأيضا بالمحافظة على الأمن الداخلى فى صفوف الشرطة ولهم دور فى كف الأذى عن أعراض الناس، وعلى أيديهم تكون نهضة المجتمع الثقافية لأنهم يتعلمون وينقلون خبراتهم وثقافتهم للغير.

ويؤكد أن وجودهم ضرورى فى أعمال الخير التطوعية ولذا يستلزم محافظتهم على صحتهم حتى يكونوا قادرين على العمل والاجتهاد من خلال احترام القوانين وعدم مخالفتها وتسديد الضرائب والرسوم وحماية المرافق والممتلكات العامة وعدم العبث بها  والحفاظ عليها ولا ننسى دورهم الحيوى فى التطوير والابتكار، فهم الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى القوة البدنية فى المشاركة فى المسابقات الرياضية.


ويختتم قائلا: أولى المسئولون اهتماما كبيرا بالشباب، ففى عام ٢٠١٦ تم تسميته عام الشباب ومن بعده أعدت حزمة من القرارات منها الالتحاق بالبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب على القيادة، وتكليف البنوك بدعم المشروعات الصغيرة، والمتوسطة، وتوفير وحدات سكنية بسعر منخفض، وتخصيص نسبة من الأراضى المستصلحة لتمليكها لهم كذلك إطلاق برنامج رياضى متكامل لطلاب المدارس والجامعات وعمل مكافآت تشجيعية، وحوافز لممارسة الرياضة.