احم احم !

أحلام «المُلا» بايدن !

هشام مبارك
هشام مبارك

يبدو أن انشغال العالم كله الآن بما يحدث فى افغانستان انعكس على تفكير الناس كلها لدرجة أننى فوجئت بابنتى الصغيرة كلمات آخرعنقود البنات - لحين إشعار آخر - تحكى لى أنها رأت فى منامها أنها تقدمت بطلب للحصول على تأشيرة سفر للولايات المتحدة الأمريكية ، إلى هنا والأمرعادى فهذا حلم عدد كبير من الناس فى العالم كله،حتى وإن كان الحلم لم يحدد نوع التأشيرة وما إذا كانت تأشيرة سياحية محدودة المدة تعود لنا بعدها أم أنها تأشيرة هجرة بغير عودة لكنها على أى حال لم تحلم بحلم غير عادٍ ويبدو من سياق المقدمات أن البنت قد اتبعت الطرق الشرعية للسفر إلى أمريكا، حيث تقدمت بطلب رسمى ويبدو أنها اجتازت كل الشروط المطلوبة حتى وصلت للمقابلة الشخصية التى تعتبر آخر خطوة للحصول على التأشيرة المأمولة ، حيث فوجئت كلمات بالموظف الأمريكى الذى يجرى معها المقابلة فى السفارة يسألها عن عمرها الدراسى فأجابته أنها نجحت فى الصف الأول الإعدادى ومنقولة للصف الثانى الإعدادى فسألها بثقة:هل فكرتى فى يوم من الأيام أن تفجرى مدرستك الإعدادية؟ فضحكت كلمات معتقدة أن الرجل بيهزر معاها لكنه لم يبادلها الضحك بل اعتبر ضحكتها موافقة ضمنية على أنها فكرت فى ذلك بالفعل يوماً ما وبقى أن يحاول معرفة المزيد من المعلومات حيث سألها بثقة أكبر هذه المرة:عندما فكرتى فى تفجير مدرستك هل فكرتى فى استخدام القنبلة الهيدروجينية أم باستخدام الحزام الناسف؟! .
تقول كلمات إنها لم تفهم بالطبع معنى القنبلة الهيدروجينية ولا الحزام الناسف ولكنها شعرت بارتباك شديد من كلام الموظف الغريب،فسكتت ولم تنطق بكلمة ومع هذا فوجئت بالرجل يهنئها بالأمريكانى مؤكداً لها أنها حصلت بالفعل على التأشيرة!. والأغرب أن الرجل تلفت حوله وهو يختم لها الباسبور بالتأشيرة وهو يقول لها:بس ماتنسيش لما توصلى أمريكا تسلميلى على المُلا بايدن وبلغيه أننا كسبنا الجولة دى بجدارة! ثم تناولت كلمات الباسبور من الرجل وتوجهت من فورها للمطار حيث استيقظت من نومها فى هذه اللحظة وجاءتنى تطلب تفسيراً لما حدث وشرحاً للمصطلحات التى سمعتها من الرجل وهى لا تفهم معناها .
فى البداية حمدت الله حمداً كثيراً على استيقاظ كلمات عند هذا الحد من الحلم الغريب إذ ربما لو استمرت فى منامها لحدث ما لايحمد عقباه واعتذرت لها كثيراً لأننى لا أجيد تفسير الأحلام بشكل عام فما بالك بهذا الحلم السياسى الغامض الذى ذكرنى بوجود سؤال غريب موجود بالفعل فى طلب الحصول على تأشيرة لأمريكا يقول :هل تنوى القيام بأى أعمال إرهابية داخل الولايات المتحدة؟وإذا كانت الإجابة بنعم فهل لك أن تحدد أين ومتى وكيف ستقوم بتلك الأعمال؟ طبعا طلبت منى الصغيرة أن أشرح لها بالظبط ماذا يحدث بين أمريكا وطالبان وماذا تعنى كلمة المُلا بايدن وهل أمريكا فعلا أخذت على قفاها مثلما حدث معها زمان فى فيتنام وهل فعلاً طالبان انتصرت نصراً ساحقاً بدليل استلامها السلطة بطريقة أسهل مما استلم بها بايدن نفسه السلطة من سلفه ترامب أم أن واشنطن تعمدت زرع طالبان من جديد لتحقيق أهداف أخرى ، وغيرها من الأسئلة الصعبة التى لن تجد لها إجابات قاطعة حتى عند أكبر الخبراء والمحللين والسياسيين مهما أدعوا من علم ببواطن الأمور،كل ماقلته لكلمات إنى مؤمن بمقولة للسياسى الأمريكى المحنك هنرى كيسنجر يقول فيها: أن تكون عدواً لأمريكا قد يكون أمراً خطيراً لكن أن تكون صديقاً فهو أمر قاتل!
وهنا تركتنى كلمات وهمت بالرحيل من أمامى فسألتها:على فين؟ فقالت: رايحة أكمل الحلم يمكن أفهم اللى حضرتك مش عارف تفهمهونى!