في اليوم العالمى لذكرى ضحايا الإرهاب

نحو مكافحة أكثر فاعلية تجاه محتوى الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي

محمود بسيوني
محمود بسيوني

بقلم: محمود بسيوني

تحتفل الامم المتحدة باليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم والذى اعتمدته في يوم 21 أغسطس من كل عام  ، فيما لايزال الإرهاب يطل برأسه على الشرق الأوسط ويهدد امن واستقرار الدول العربية ، لايزال اسر ضحايا الإرهاب يشعرون بألم لفراق احبائهم ويتجدد الألم بسبب استمرار تغريدات من حرضوا على قتلهم على وسائل التواصل الاجتماعي وعدم تحرك شركات التواصل الاجتماعي بجديه لوقف تلك الحسابات .

ان سماع اصوات اسر ضحايا الإرهاب وتلبيه احتياجاتهم وتأييد حقوقهم والعمل على عدم نسيان ذويهم هي الأولويات التي وضعتها الأمم المتحدة ضمن دعوتها للعمل على تعافي ضحايا الإرهاب بشكل متعدد الأبعاد وطويل الأجل، كما يشتمل أيضا على الدعم البدني والنفسي والاجتماعي والمالي، التي تمكنهم من الشفاء والعيش بكرامة.

لكن يظل الهدف الاهم هو التعامل الجاد مع الظاهرة الارهابية وتطوراتها خاصة وان تلك التنظيمات تستغل وسائل التواصل الاجتماعي في تجنيد عناصر جديدة وتستغل المحتوى الديني المغلوط في تفخيخ العقول وتوجيهها لارتكاب جرائم القتل والتخريب والتحريض ضد الاخر الديني في المجتمعات العربية .

لقد ضعت الأمم المتحدة على الدول الأعضاء المسؤولية الأساسية لدعم ضحايا الإرهاب وإعلاء حقوقهم ودعتهم الى تنفيذ العنصرين الأول والرابع من عناصر استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب من خلال التضامن مع الضحايا ودعمهم، والمساعدة في بناء القدرارت، وإنشاء شبكات لمنظمات المجتمع المدني ودعمها وبخاصة الجمعيات المعنية بضحايا الإرهاب، وتشجيع الدول الأعضاء على تعزيز حقوق الضحايا وحمايتها واحترامها.

ورغم ان الاحتفال باليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وتكريمهم خطوة كبيرة إلى الأمام في التضامن مع ضحايا الإرهاب الا ان استراتيجية مكافحة الإرهاب لاتزال غير فعاله على وسائل التواصل الاجتماعى واستمرار الكيانات الإرهابية في استغلالها لنشر محتوى الكراهية والتحريض على العنف وتمجيد العناصر الإرهابية ، ورغم ما تقوم به شركات التواصل الاجتماعى من ملاحقات الا ان تلك الملاحقات لم تتمكن من إيقاف خطاب التحريض المنتشر على حسابات تستهدف دولا في الشرق الأوسط .

لقد تحولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي  الى منصات للترويج للكراهية والعنف والتضليل، حيث  تحولت إلى ساحات مفتوحة تستخدمها حركات التطرف والإرهاب الذي تنتهجه جماعات وحركات عديدة في مختلف أنحاء العالم مخترقين بذلك الشرعية الدولية  الداعمة لحقوق الانسان الممثلة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية،  والقوانيين الخاصة  بحماية المجتمعات من مخاطر الكراهية والتمييز.

وتدعوا الشبكة المجتمع الدولي  في ذكري احياء ضحايا الارهاب الي  تطوير التشريعات الدولية  لتجريم هذه الظاهرة دون أن يشكل ذلك أي انتقاص من حرية التعبير تحت ذريعة التشدد في القوانين لحماية المجتمع والفئات المستهدفة بـخطاب الكراهية مؤكدة ان محتوي الكراهية ارتبط ارتباطا وثيقا بالعنف الذي أسفر عن عمليات قتل جماعية في العديد من أنحاء العالم ،اذ يقف حائلا امام تطبيق  حقوق الانسان وحماية الافراد والمجتمعات ويؤثر علي الحق في السلام والاستقرار والتنمية .

وتطالب الشبكة بضرورة أن يعمل الجميع لمكافحة  هذا المحتوي من  حكومات ومجتمع وشركات الاتصال  في اتخاذ خطوات عاجلة وفعالة لمراقبته علي مواقع التواصل الاجتماعي  والعمل على حماية الأفراد والمجتمعات من مخاطرالمحتويات التي تمجد الإرهاب او تدافع عنه .