محمد «الأمريكاني» يصرخ: لن ألعب في أوليمبياد باريس

القوة هى سمة المصارع محمد مصطفى
القوة هى سمة المصارع محمد مصطفى

فتحت هاتفي صباح اليوم لأجد رسالة محزنة وخطيرة من بطلنا الأوليمبي محمد مصطفى متولي ومصارعنا الجسور الذي حقق المركز الخامس فى أوليمبياد طوكيو، وسط مفاجأة من العيار الثقيل عندما تم الإعلان عن أنه خاض المنافسات وغضروف ركبته مقطوع ومصاب بالرباط الصليبي.

 

وعندما عاد إلى القاهرة اكتشفنا مفاجأة أصعب وهى أن قدميه الاثنتين تعرضتا لنفس الإصابة تقريبا وليست واحدة عندما علم وأخفى الإصابة حتى يستطيع تحقيق حلمه والمشاركة، والمدهش في القصة المثيرة أن محمد «الأمريكاني» كما يلقب بين أقرانه في الإسكندرية لانه يملك الجنسية الامريكية والذي عاد من طوكيو بلقب جديد كنج كونج المصري استطاع هزيمة العملاق البيلاروسي أحد ابرز أبطال المصارعة، وفي المباراة الثانية هزم بالقاضية الكوبي المصنف الثانى عالميا، وسقط أمام الوحش المجرى الذي كان يعرف بإصابته من خلال معسكر قبل الأوليمبياد .

الصورة التقطت للمصارع فى طوكيو وتوضح إصابته

 

وحتى لا نبتعد عن قصة الرسالة التي فجرت موضوع اليوم، جاءت مقتضبة وعلى النحو التالى .. صباح الخير يا أستاذ شريف ، صورة من كشف مكافأة الأوليمبياد بمبلغ مائة وخمسين الف جنيه أى ما يوازى حوالى 10 آلاف دولار تقريبا ان لم يكن اقل، ومعها رسالة : هى دى المكافأة اللى هتزيد والتكريم والاهتمام .. الخ ؟..علشان تقولى اقعد لباريس، اقسم بالله ولا يلزمونى دول اعملهم فى شهرين شغل فى أمريكا وعلامة غاضبة !

ومعروف أن مصارعنا كانت له قصة سابقة خلال سلسلة من ملفات تجنيس اللاعبين المصريين التى فجرتها "الأخبار" وكان قال نصا وقتها: هلعب لامريكا بعد الاوليمبياد .. ووقتها قامت الدنيا وتدخل وزير الشباب والرياضة الدكتور اشرف صبحى ورئيس اللجنة الأوليمبية المهندس هشام حطب وامتصا صدمة اللاعب الذى اكد عشقه لبلاده وللعلم المصرى وانه عبر عن غضبه بصرخة يحسب للمسئولين الاستماع لها.

 

وبعدها أثبت بطلنا صغير السن جدارته، وأصبح صاحب الـ 24 عاما من أبرز المرشحين لذهبية شبه مضمونة في باريس 2024 ، في وقت هرب تقريبا نصف منتخب المصارعة للعب باسم دول أخرى بسبب سوء المعاملة داخل جدران الاتحاد مثل أحمد حسن جابر ابن اخت المصارع صاحب ذهبية أثينا كرم جابر ويلعب احمد حسن فى المنتخب الامريكى .. ومحمد سبيع او محمد فوزى الذى احترف الفنون القتالية فى امريكا والمصارع اياد ومصارع الشوارما الذى اصبح بطل اوربا باسم بلغاريا .. ويكفى حزننا على تمثيل الرباع فارس حسونة لقطر وحصوله على ذهبية ويكفى ان تعرف ان لغة الأرقام معلنة ومعروفة والكل يعرف ان فارس حصل على ما يوازى 22 مليون جنيه كمكافأة لفوزه بالذهبية حسبما نشر المواقع بخلاف راتب والده واسرته .

وخلال اتصال هاتفى مع البطل وجدته غاضبا جدا .. وحاولت التقليل من حدة غضبه ، وداعبته هتتقمص وهتقول مش هلعب .. رد انا حزين جدا هذه الأموال صرفت اكثر منها بكثير وهى اقل من مكافأة دورة الألعاب الأوليمبية فى البرازيل ، وكنت أتوقع تكريما اكثر من ذلك بكثير ولكن محبط جدا هذا المبلغ ضئيل وفى ثانية انتهت كل الوعود البراقة ، انا هبطل مصارعة ومش هلعب دورة باريس لو استمر الحال على هذا المنوال ، انا تعبت وكدت ان اضحى برجلى ومستعد ان ابذل اكثر من ذلك بكثير ولكن أين التقدير ؟منذ عدت لا يوجد أى اهتمام ولا يوجد تحرك لانى احتاج الى اكثر من عملية بعد ان خضت الاوليمبياد وانا مصاب بقطع فى الرباط الصليبى واقسم انى كنت خلال التدريب ابكى من كتر الألم الذى لايستطيع تحمله بشر ، ولعبت بالمسكنات ، والان لا احد يسأل عنى ، واتصدمت عندما شاهدت قيمة المكافأة .

أصدقائى وزملائى فى منتخب مصر الذين غادروا للتجنيس « مكنوش لاقين ياكلوا » .. حاليا أصبحوا نجوم مجتمع ومليونيرات.


واختتم بطلنا بالتأكيد، على طلبه التقدير أهم من الأموال خاصة فى ظل الإصابة وتأكيده على ضرورة علاجه سريعا ووضعه فى المكان المناسب من اجل استعداد جاد للمستقبل لو اتيحت الفرصة ، ورفض تكرار المعاناة التي تعرض لها قبل طوكيو.