بحلوها ومرها أعلنت نتائج الثانوية العامة.. وأنا لست بصدد تقييم العملية التعليمية أو تأنيب أبنائنا الطلاب فمن كتب له النجاح والتفوق فهذا نصيبه وقدره.. ومن لم يحالفه التوفيق أتوجه إليه بتلك الكلمات.. فلقد تزامن مع إعلان النتيجة وتعاقب معها إعلان رئيس الإذاعة المصرية تعيين الأستاذ رضا عبدالسلام رئيسا لمحطة القرآن الكريم وهو من أصحاب الهمم، الذين قاوموا الإعاقة فارتفع بها ليحقق شأنه ومكانته التى استحقها عن جهد وجدارة، فنال استحسان الكثيرين وخاصة وزيرة التضامن الاجتماعى التى أثنت على تجربته الرائدة.
تصاريف الأقدار شاءت أن يأتى قرار تعيين الإذاعى القدير ليكون بمثابة إثارة جديدة ومميزة فى قضية إبراز النماذج الناجحة خاصة تلك التى لم تقف الإعاقة حجر عثرة فى طريقهم.. فرضا عبدالسلام علامة مرموقة فى محطة القرآن الكريم وله برامج مميزة باسمه كان يتولى هو إعدادها وتقديمها.
ولقد شاهدت فيديو عنه وكيف أنه تغلب على إعاقة كلتا يديه وأنه استطاع الكتابة بإرادة تتحدى الواقع والظروف من خلال أصابع قدميه وعن طريق أسنانه .. فخاض طريقه الخاص الذى رسمه بتحد لا مثيل له إلا تجربة د.طه حسين فى القرن الماضى.
ولأن عميد الأدب العربى يعد من زمن قديم لم يعاصره أبناؤنا فليكن قرار تعيين أول شخص من أصحاب الهمم دافعا وتحفيزا مثاليا نقدمه لمن وجد فى مجموع الثانوية العامة نهاية لأحلامه، أو أنه سوف يكون عقبة فى طريقه
نحو المستقبل المشرق ، فهو ملحمة من الكفاح والإرادة يجب أن ندرسها لأبناء الأجيال الحالية والقادمة .
علموا أولادكم أن نماذج رضا عبد السلام هى البطل والنموذج الذى يحتذى به وليس مغنى المهرجانات علموهم أن الإعاقة ليست فى الجسد أو الأطراف لكنها فى العقول المنغلقة و القلوب الصدئة.
دعاء:
اللهم إنى أعوذُ بكَ منَ الهمِّ والحزَنِ، وأعوذُ بكَ منَ العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بكَ منَ الجُبنِ والبخلِ، وأعوذُ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ.
