أفكار لتغيير الواقع إلى «الأجمل»

فى اليوم العالمى للشباب lمشروعات للتخرج فى حب الوطن والفن

جداريات فى مختلف الأندية والمراكز  الشبابية نفذها طلبة كلية التربية الفنية بجامعة حلوان
جداريات فى مختلف الأندية والمراكز الشبابية نفذها طلبة كلية التربية الفنية بجامعة حلوان

أعد الملف: هانئ مباشر

بينما يحتفل العالم باليوم العالمى للشباب، أصبح واضحًا للجميع مدى اهتمام الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالشباب وتمكينهم باعتباره جزءا أساسيا من برنامج عمل الدولة المصرية التى تعتبر الشباب قاطرة مسيرة البناء والتنمية.
اهتمام القيادة السياسية بفئة الشباب هدفه خلق جيل قادر على قيادة الدولة المصرية فى المستقبل والحفاظ على مقدرات هذا الوطن، وبناء هذا الجيل يتم على عدة محاور ومن بينها الجامعات المصرية خاصة فى مرحلة الجيل الرابع ومنها التى تخرج بهذه الفئة من مرحلة مجرد طلبة متلقين للعلم بشكل أكاديمى إلى مرحلة تأهيلهم وهم فى الدراسة للمشاركة المجتمعية من خلال الكليات والمعاهد التى تحولت إلى بيوت للخبرة تقوم بالمساهمة والمشاركة فى تنمية المجتمع الذى تتواجد به على جميع الأصعدة.. ولعل تجربة مختلف كليات الفنون "جميلة وتطبيقية وتربية فنية بل ونوعية" فى قيامها بربط مشاريع التخرج لطلبة السنوات النهائية بقضايا الوطن المختلفة وتنمية المجتمع خير دليل على ذلك الأمر، حيث عكست جميعها رؤية الشباب ومشاركتهم الإيجابية فى حب الوطن، كما أنها ارتبطت بالمشاريع القومية المختلفة والمساهمة فى تطوير المجتمعات المحلية التى يتواجدون فيها، بل تخطى الأمر إلى الوصول للمساهمة مع أساتذتهم فى المشاركة بفاعلية فى عدد من المشروعات.

شهدت مختلف الجامعات خلال الفترة الماضية إقامة العديد من المعارض فى مختلف كليات الفنون "فنون تطبيقية - جميلة - تربية فنية" لعرض مشروعات تخرج الطلاب فى كافة المجالات مثل الجرافيك والتصوير والنحت والديكور بل والإعلانات والكارتون، وذلك بالتوازى مع قيام لجان التحكيم بتقييم تلك المشروعات التى حظيت بإعجاب المحكمين وزوار تلك المعارض، فقد جاءت تلك المشروعات مليئة بالطاقة الإيجابية سواء من حيث استخدام كافة وسائل التعبير الفنى والمعالجات لمختلف القضايا فى المجتمع.


أفكار عديدة يبذل الطلاب الكثير من الجهد فى اختيارها وتحضيرها، والجديد هذا العام هو ربطها بالمشروعات القومية والمواقف الوطنية بأساليب وأدوات مختلفة، ‏لقد وصل الطلبة بمشاريعهم هذا العام لأقصى درجات النجاح فى تحقيق منتج فنى متكامل العناصر وبما يمكن أن يساهم فى خدمة المجتمع، الدكتور سيد قنديل، عميد كلية الفنون الجميلة بحلوان، يقول إن كلية الفنون الجميلة لا يقتصر دورها على تعليم وتدريب الطلاب بل يمتد لنشر الوعى العلمى والثقافى، فالفن هو تعبير عن كل شيء يؤخذ من الطبيعة والواقع ويشكل تشكيلاً جديداً، فعلاقة الفن بالإنسان هى علاقة متكاملة، ويعد الفن وسيلة للحوار المعنوى فى الوسط الإنسانى، فمنه نستطيع تبادل الرسائل بين صنوف البشر متجاوزة الفوارق الملموسة، والدور الذى يقوم به الفن داخل كل مجتمع يختلف تبعا للفكر السائد بين أفراده وجماعاته ومدى تقديرهم له، فهو يساعد على التطور والتماسك الاجتماعى من خلال تناول الموضوعات التى تشغل أفراد المجتمع، فيضع حلولاً لها ويعبر عن المشاعر المشتركة بينهم، وجاءت مشاريع الطلاب لتعبر عن ذلك مع إتاحة الفرصة لهم لإطلاق العنان لأفكارهم البناءة بهدف تحسين البيئات فى مناطق متنوعة وتنمية الذوق العام.


الدكتورة ميسون قطب، عميدة كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، قالت إنه عاما بعد عام نتطلع بقوة لرؤية مشاريع تخرج طلاب كلية الفنون التطبيقية "الكلية العريقة ذات الـ ١٨٢ عاما من الفن والإبداع والابتكار" لمنتجات وتصميمات وأعمال فنية تلبى احتياجات المجتمع والبيئة، ليخرج مصممون لسوق العمل على درجة عالية من الكفاءة والإتقان والجودة متمتعين بمهارات وخبرات تراكمية نتيجة سنوات تعلم على مدار الخمس سنوات، وها نحن نرى فى مشروعات تخرج هذا العام أفكارا مميزة تطرقت لعدة جوانب منها "أفكار لتجميل الميادين وأماكن انتظار المواصلات، مع الحرص على أن تساهم المشاريع فى تطوير وتنمية البيئة الداخلية وما يحيط بالإنسان من منتجات وأجهزة وأدوات"، فالمصمم إذا لم يلبِ احتياجات ومتطلبات المجتمع بتطوير وتحسين وظائف المنتجات وتهيئتها بالصورة التى تحقق القيمة الجمالية والوظيفية معا، وبالصورة التى تحقق الأبعاد القياسية والاقتصادية والبيئية السلمية ليخرج تصميم مبتكر على درجة عالية من الإبداع، ومن ثم تكون عملية التصميم هى تجربة فريدة عملية يقوم بها طلاب البكالوريوس لقياس مدى ما اكتسبوه من مهارات خلال سنوات دراستهم بالكلية، كما أن كلية الفنون التطبيقية ذات التخصصات الأربعة عشر التى تخدم الصناعة بقوة وانفراد تحرص على أن يكون الخريج هو سفير الكلية فى سوق العمل، يبرز مجهود أساتذة كبار أفاضل حفروا وشكلوا شخصية كل خريج، لتخرج أعمالا تجمل البيئة وتطور الوظيفة الاستخدامية وتنشر ثقافة الجمال بين الأفراد، وتحسِّن الأداء وترفع كفاءة المنتجات، وعلى سبيل المثال تم تخريج أول دفعة من "برنامج علوم تصميم الأثاث"، التى ستضيف بصمة كبيرة فى صناعة الأثاث فى مصر.


ويقول الدكتور محمود حامد، عميد كلية التربية الفنية، إن مشروع التخرج بكلية التربية الفنية يتميز بالجماعية حيث يدخل ضمن إطار التدريب الميدانى - حيث يقسم الطلاب إلى شعبتين «شعبة التربية الفنية وشعبة التثقيف بالفن» وهى الشعبة المنوطة بعمل مشروعات تخدم المجتمع الخارجى ـ ويتم تدريبهم حسب احتياج المؤسسة وكيفية الجمهور مثل النوادى الرياضية وقصور الثقافة..وغيرها، حيث يستمد الطلاب أفكار مشاريعهم من طبيعة المكان سواء كانت أعمالا جدارية ضخمة أو مشروعات تنموية تخدم المكان أو أفلاما قصيرة ومن هذه الأعمال جداريات بحديقة حيوان الجيزة أو السيرك القومي..إلخ بالإضافة إلى إنتاج أفلام قصيرة، وغيرها من جماعية الأداء وتوزيع المهام الأمر الذى ينتصر لقيمة العمل الجماعي، ويجسد من الناحية التربوية حالة أعمق وأرقى من مجرد عمل فني.


 من نفس المنطلق يأتى كلام "الدكتور عبد المؤمن شمس الدين القرنفيلي..عميد كلية الفنون التطبيقية - بنها" الذى يقول: إننا حرصنا على ربط المشروعات الطلابية بالمبادرات الرئاسية التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مختلف المجالات مع إطلاق روح الإبداع والابتكار لدى الطلاب وتحفيزهم للارتقاء بمستوى مشروعاتهم والوصول بها إلى مستويات الابتكار وتطبيقها وتوظيفها فى المبادرات وخطط الدولة المستقبلية وكذلك نشر أفكار المشروعات الطلابية المتميزة بين المجتمع الأكاديمى بالجامعة، والعمل على دعم وتشجيع الطلاب، وتحفيزهم على الاستمرار فى الإبداع والبحث للاطلاع على كل ما هو جديد فى مجالاته.


وعلى سبيل المثال مشروعات التخرج لطلاب الفرقة الرابعة بقسم الإعلان والطباعة والنشر تضمنت 14 عملا عن المبادرات الرئاسية وهى مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، ومدينة العلمين الجديدة، ومدينة الجلالة، والبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب والقيادة، ومشروع الدلتا الجديدة، ومدينة دمياط الجديدة للأثاث، ومدينة الخانكة للأدوية، بالإضافة إلى مبادرة حملة 100 مليون صحة، ونور حياة، ومبادرة ذوى الهمم، وسيدات مصر، ومشروع المونوريل، والتحول الرقمي، وكذلك بعض المشروعات للملابس الذكية بقسم تكنولوجيا الملابس والموضة.


تقول الدكتورة نهى المفتي، المدرس بقسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة بأسيوط، إن مشاريع التخرج أصبحت ذات حرفية إبداعية عالية، فخريجو اليوم هم فنانو المستقبل، تتناول العديد من الأفكار المختلفة الموجودة فى مجتمعنا المصرى إلى جانب الطبيعة والمناظر الخلوية من حدائق عامة كالمناطق الأثرية العتيقة والمشاهد الواقعية وغيرها من أشكال الصراع الإنساني.