السفير المنتحر في مصر.. تردد 7 دقائق وصراخ الأهالي لم ينقذه

هربرت نورمان سفير كندا بالقاهرة
هربرت نورمان سفير كندا بالقاهرة

في عام 1957، أقدم هربرت نورمان سفير كندا بالقاهرة على الانتحار بإلقاء نفسه من فوق سطح الدور العاشر بعمارة وادي النيل بالدقي.

خرج نورمان من منزله سيرا على الأقدام إلى أن بلغ العمارة القريبة من منزله وصعد في الأسانسير حتى السطوح وقف 7 دقائق مترددا قبل أن يلقي بنفسه.

ظل الجيران يصيحون ليمنعوه من إلقاء نفسه فلم يأبه لصياحهم، أما آخر عمل له قبل خروجه من منزله لينتحر قبلة طبعها على وجه زوجته.

اقرأ أيضا : إنجاز تاريخي.. القرود تقدم علاجا لـ«قرحة المعدة»

عثر في جيبه على خطابين أحدهما لزوجته والثاني لصديقه وزير السويد بالقاهرة، أما سبب الانتحار أن لجنة في الكونجرس الأمريكي اتهمته بالشيوعية في تقرير رسمي، فقال لزوجته قبل أن يغادر المنزل: (أنني سأترك السيارة وأسير على قدمي ومن يدري فقد يحدث لي حادث تصادم في الشارع).
 
والسفير المنتحر عمره 48 سنة وليس له أولاد؛ حيث استيقظ هربرت نورمان من نومه في الساعة السادسة والنصف وجلس مع زوجته بمنزله بالدقي بشارع بولص حنا رقم 20 ثم تناولا طعام الإفطار ولاحظت زوجته أنه شارد الذهن كثير التفكير وسألته عن السبب فقال : أشعر بهبوط وكسل.

ارتدى ملابسه في الثامنة والنصف استعدادا للخروج وقالت له زوجته: لماذا لا تنتظر حضور السائق بالسيارة؟ فقال سأمشي على قدمي وعندما يحضر السائق يلحق بي .. أنني أريد أن أمشي .. ومن يدري فقد تصدمني سيارة أو ترام !

وفزعت زوجته لهذه العبارات وسألته عن سبب هذا التشاؤم ؟ فقال: إن الأجل محتوم وقد أموت في الشارع الآن .. أليس هذا محتملا  ثم تقدم من زوجته وقبلها وانصرف، بحسب ما نشرته جريدة الأخبار في أول أبريل من العام 1957.

وعندما وصل السائق كعادته إلى منزل السفير علم أنه خرج ليسير على قدمه فأسرع ليلحق به وعند شارع فيني بالدقي رأى السائق جمهورا زحاما أمام عمارة وادي النيل فسأل عن سبب هذه الجموع فقال له المارة .. واحد خواجة رمى نفسه من فوق سطوح العمارة بالدور العاشر.

 ترك السائق السيارة ليرى الخواجة  المنتحر ولم يكد يقترب منه وسط الزحام حتى رأى أنه السفير فلطم السائق وأخذ يصرخ ثم ركب السيارة وعاد ليبلغ السفارة وزوجة السفير.

وتبين أن السفير لم يقع اختياره على منزله لأنه يسكن في فيلا منخفضة لا تصلح للانتحار وذهب إلى عمارة وادي النيل التي تبعد عن منزله حوالي 200 متر لأنها من عشرة أدوار ولأن أحد سكان الدور الثاني  بها وزير السويد المفوض وهو صديق السفير المنتحر.

وعندما وصل إلى العمارة سأل البواب عن وزير السويد ثم صعد بالأسانسير إلى الدور العلوي ثم لسطوح العمارة،  وكان أحد عمال البناء يعمل في هذه اللحظة في العمارة المواجهة لعمارة وادي النيل وقد رأى السفير في آخر لحظة في حياته ووصف انتحاره بقوله رأيت خواجة فوق سطح العمارة وقفز السور ثم وقف على سطح شرفة الدور الأخير ينظف ملابسه بيديه وانتظر لدقائق ثم ألقى بنفسه ولم يهتم لنا ولصيحات الجيران التي حاولت منعه من الانتحار.

المصدر : مركز معلومات أخبار اليوم