الداعية السلفي في شهادته أمام المحكمة: الإخوان فشلوا في السلطة وكنت اتمنى تراجعهم

محمد حسان وفن صناعة البروباجندا

حسان امام المحكمة
حسان امام المحكمة

محمد طلعت

أدلى الشيخ محمد حسان الداعية السلفي بشهادته أمام المحكمة في القضية المعروفة إعلاميًا بداعش امبابة وذلك بناءً على طلب محامين الدفاع لأن المتهمين يرون أنهم أي هؤلاء المشايخ السلفيون قاموا بتشكيل أفكارهم ومعتقداتهم التكفيرية من أفكار وخطب الشيخين محمد حسان ومحمد حسين يعقوب الذي أدلى بشهادته في وقت سابق، لكن ما الذي قاله حسان في شهادته أمام المحكمة وهل اختلفت آراؤه التي كان يقولها في السابق عن ما قاله أمام المحكمة هذا ما سنحاول الإجابة عنه في السطور التالية.


حسان الذي عندما سأله القاضي عن جماعة الإخوان الإرهابية أكد أنهم تحولوا لحزب سياسي يريد الحكم وعندما فازوا بكرسي الرئاسة والبرلمان ومجلس الوزراء  لم يوفقوا في حكم مصر لأن الجماعة لم تستطع الانتقال من فقه الجماعة إلى فقه الدولة ومن سياسة الجماعة ذات القلب الواحد إلى حكم الدولة.
واضاف حسان في شهادته أنه لمّا حدث الصدام بين الجماعة والدولة بكل مؤسساتها جيش وشرطة وإعلام وقضاء رفعت شعار الشرعية كنت أتمنى أن ينتهجوا نهج الحسن عندما تنازل عن الخلافة لمعاوية، وترك الحكم حقنًا للدماء.
شهادة حسان تتناقض مع ما كان يؤمن به أيام حكم الجماعة فهو كان أحد أكبر الداعمين للإخوان وكان من أكثر المشايخ الذين التقوا بمحمد مرسي وقت رئاسته بل أنه في أحد البرامج التليفزيونية التي كان يقدمها على القناة التي يملكها هدد بنزول ملايين الشباب للشوارع إذا ما أمرهم بذلك مشايخهم دفاعًا عن جماعة الإخوان وضد الشعب المصري في ذلك الوقت. 
نقطة أخرى ذكرها الشيخ حسان في شهادته أمام المحكمة يجب أن نتوقف عندها كثيرًا عندما قال «إن الذين يعقدون الاجتماعات في الزوايا الصغيرة وبث فكرهم المشبوه للشباب ليس لديهم أخلاق ولا يجوز لهم الدخول إلى قبلة المسجد دون الاستئذان من إمامه حتى لو كانوا من طلابه».


وأضاف أنه لا يجوز لأى أحد أن يتصدى للدعوة العامة إلا اذا كان مؤهلا لذلك فإن كنت لست مؤهلا ولم تعرف الدليل ولا الفرق بين العام والخاص لا يحق لأى إنسان أن يعتقد أنه عالم» 


توقفت عند هذه النقطة تحديدًا لأن الشيخ حسان تحدث عن تأهيل من يدعو ويفتي في أمور المسلمين؛ وهنا تتساءل هل الشيخ حسان كان مؤهلا لذلك، لنعود بالتاريخ للخلف قليلا سنجد أن محمد حسان خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة ولم يدرس في الأزهر الشريف بل إن كل مؤهلاته كما قال هو نفسه «انتفعت بدراستى فى الإعلام فى الدعوى» أي أن أسلوب البروباجندا والدعاية كان الأساس الذي استند إليه الشيخ حسان في الدعوى.
وبالعودة أيضا للزمن الذي كان الإخوان يسيطرون فيه على كل مقادير السلطة والنفوذ سنجد أن الشيخ حسان الذي قال في شهادته أمام المحكمة «إنه لم يدرس في الأزهر» كانت البروباجندا التي تساعده في الوصول لأهدافه قد نشرت وقتها أن الشيخ حصل على الدكتوراه من جامعة الأزهر رغم أن ما حدث هو أنه قد استأجر قاعة في الأزهر وأحضر الكاميرات الخاصة بالقناة التي يملكها في ذلك الوقت وأذاع على الهواء مناقشته للدكتوراه من إحدى قاعات جامعة الأزهر.


إذا عدنا للفيديو الذي ينشره أنصاره ويدعون فيه حصوله على الدكتوراه من الازهر كما روج وقتها سنجد أن من كان يتولى مناقشة الرسالة هو الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف في عهد المعزول محمد مرسي وكان مقدما للبرامج في قناة الرحمة المملوكة لحسان أما الشخص الآخر الذي كان يناقش حسان في رسالته فهو الدكتور محمد العدوي الذي كان أيضا يعمل كمذيع في القناة المملوكة للشيخ حسان أي أن الشيخ حسان جاء بمن يعملون في قناته ليناقشوا رسالة الدكتوراه الخاصة به ولم يوضح حسان حتى اللحظة أي جامعة تلك التي حصل منها على الدكتوراه لكي يصبح داعية مؤهلا للدعوى لكنها البروباجندا والتأثير على المستمع الذي لايستطيع أن يناقش شيخه فإذا استمر الإخوان في السلطة كان سيستمر الحديث على أن الشيخ حصل على الدكتوراه من جامعة الأزهر وأصبح مؤهلا رغم أنه لم يكن إلا تأجيرا لقاعة داخل الجامعة ولم يدرس بها لكن الآن وهو يعلم أن كل ما سبق له سيتم تحليله فتراجع عن كل ما كان يقوله ويدعو له طوال السنوات الماضية رغم أنه كان من أكبر المستفيدين وروج لنفسه بصورة كبيرة مستغلا دراسته الجامعية للاعلام في التأثير على الآخر.


نقطة أخرى في شهادة الشيخ حسان أمام المحكمة يجب أن نتوقف عندها وهى عندما قال، «إن أي جماعة مهما كان مسماها خرجت عن كتاب الله وسنة الرسول واستحلت الدماء باسم الدين والإسلام والجهاد فهي جماعة منحرفة عن كتاب الله وسنة الرسول وسببًا للتنازع والخلاف»؛


ذلك الكلام يعيدنا لمؤتمر ستاد القاهرة الذي أقامه المعزول محمد مرسي وقت تواجده في قصر الاتحادية بحضور عدد كبير من مشايخ السلفية ومنهم محمد حسان نفسه الذي كان له كلمة يدعو فيها للجهاد في سوريا وكانت نصًا كالتالي؛ «مصر معكم ولن تخذلكم بإذن الله، ومصر تقيم هذا المؤتمر تحت رئاسة الرئيس محمد مرسي، وإن العلماء في مؤتمرهم السابق، الذي حضره 6 آلاف عالم، اتفقوا على أن الجهاد واجب بالدفع والمال والسلاح، وأن الجهاد واجب ديني للدفاع عن السوريين، ونوصيكم يا سيادة الرئيس بأن تتحركوا قبل فوات الآوان، قبل أن نتعرض لمحنة لا يعلمها إلا الله، وتقديم السلاح لأبنائنا الذين يُذبحون في سوريا»


تلك كانت كلماته ودعوته للقتال في سوريا واليوم يتبرأ منها لكن حديثه يجعلنا نتذكر ذلك الحوار الذي أجراه الكاتب البريطاني روبرت فيسك في صحيفة أندبندت البريطانية قبل ٥ سنوات مع أحد الإرهابيين المقبوض عليهم في السجون السورية ويدعى محمد يحيى وهو أحد المترجمين لتنظيم داعش الإرهابي، ذلك الشخص قال لروبرت فيسك إن سبب انضمامه للتنظيم الإرهابي هو أن رأسه كانت مليئة بالأفكار الجهادية بناء على فتوى الشيخ محمد حسان بالجهاد في سوريا بأنه يجب أن يذهب كل مسلم للجهاد في سوريا وإن كلام حسان ملأ عقله لينضم للتنظيم الإرهابي إلى أن تم القبض عليه بمعرفة الجيش السوري.


بالطبع شهادة الشيخ محمد حسان أمام المحكمة غنية بالتفاصيل وتفاصيل التفاصيل التي تحتاج لصفحات للحديث عنها وعن خلفية وأصل كل كلمة قالها اليوم نافيًا كل ما كان يقوله بالأمس بالصوت والصورة مستغلا دراسته للإعلام وفن صناعة البروباجندا للوصول لأهدافه أيا تكن.