أم أمام المحكمة: طليقي يطلب رؤية بناته بعد 5 سنوات من الخلع

أم أمام المحكمة
أم أمام المحكمة

هبة عبد الرحمن
 

"يعني ايه أبوه؟!" بهذا التساؤل بدأت "جنى" رسالتها لوالدها، عمرها ١٧ عاما، أثقلت الهموم كتفيها رغم سنها الصغير، فتشعر وكأنها شابة ناضجة عقلها اكبر مما يمكن تخيله، بعدما واجهته من صعاب ومشقه نفسيه بسبب فراق والدها عنها هي وشقيقتها، ضاربا عرض الحائط كل توسلاتها طوال سنوات مضت لرؤيته والشعور بحبه وحنانه عليهما، في أشد فترة صعوبة في حياة كل بنت تحتاج للشعور بعطف والدها عليها. 


كأنه يعاقبها علي الظروف التي آلت اليها علاقته الزوجية بوالدتهما، التي واجهت الحياة بمفردها من أجل ابنتيها، بعد أن حصلت علي الخلع منه منذ خمسة اعوام مضت بعد استحالة العشرة بينهما، ومن وقتها لم تطلب الام "نهي محمد حسن" شيئا حتي ارهقتها المصروفات المدرسية والمعيشيه فتقدمت بدعوي تطالب فيها بالمصروفات المدرسية وزيادة النفقة لابنتيها، وعقابا لها علي طلبها الذي هو ابسط الحقوق تقدم بدعوي رؤية للصغيرتين "جني وجيدا" ثمرة زواجهما الذي استمر عمره ١٢ عاما، ليس رغبة منه في رؤيتهما ولكن نكاية بمطلقته.

في البداية تساءلت "جنى": لما بابا رافض يعالجني عايز يشوفني ليه؟، لقد أصبت بكورونا منذ فترة لدرجة احتجازي في العناية المركزة، لم يسأل عني يوم ولم ينفق جنيه وامي هي من تحملت كل شئ، اهتمام مادي ومعنوي، وبعد التعافي تركت لي كورونا أثارا جسديه بسببها احتاج لعلاج شهري مكلف وعندما شعرت بحجم مصروفات العلاج قررت ان اذهب للتأمين الخاص في عمله للحصول علي بطاقه علاجيه تمكني من الحصول علي علاجي، وهناك اتصلوا به لسؤاله وطلب الاوراق منه، لكن فوجئت به يقول للموظفين في التليفون بالحرف الواحد "مين قال اني هعالجهم، ملهمش علاج عندي" ورفض اضافتي الي البطاقة العلاجية، لن انسي نظرة الشفقة والخجل في عيون الموظف وهو يعتذر لي عن رفض ابي لعلاجي.


لا اعلم كيف عدت للبيت في ذلك اليوم الذي كان منذ ايام قليله، وامسكت بهاتفي وكتبت رساله له علي صفحتي الشخصيه بموقع التواصل الاجتماعي علي الفيس بوك، وادرك انه سيري هذه الرساله مضمونها قلت فيها، "الاب يعني حنية وسند وحماية مش كل اللي خلف يبقي اب".
والتقطت منها والدتها" نهي محمد حسن" ربة منزل طرف الحديث قالت بأسي: انفصلنا منذ ٥سنوات، لم ير البنات او ينفق عليهم جنيها واحدا خلالها، وما جعلني اخرج الان عن صمتي؛ هو انه تقدم بدعوي رؤيه بعد ٥ سنوات من الانفصال لم يطلب فيها مرة رؤية بناته بل عندما كانت تتصل به ابنتي "جنى" يرفض مقابلتها ويوبخها بكلمات موجعه متناسيا نفسيتها كطفله، وبعد هذا جاء المحضر باعلان قضية الرؤية وحكمت له المحكمة علي اعتبار انه اب محروم من رؤية بناته، زواجنا كان تقليديا لكني احببته في فترة الخطوبة خاصة اني كنت يتيمة الابوين وتركوا لي ارثا كبير، كما اني كنت اعمل مهندسة معماريه واحصل علي راتب كبير، وتم الزواج في ٢٠٠٤ في شقة ايجار جديد كنت ادفع نصف الايجار وهو النصف الاخر، حتي مصروف البيت تحملت اكثر من نصفه وبعد انجابي ابنتي زاد الامر سوء بعدما اصبح هو في واد وانا في واد اخر، فلم اكن اعلم عنه شئ يقضي معظم وقته خارج المنزل او يسافر لطبيعة عمله، لم اكن اعرف حتي موعد عودته، وكنت انا المسئولة تماما عن كل شئ، حتي ايجار الشقه ادفعه بمفردي بعد ان كان مناصفة بيننا، وعلمت انه خدعني قبل الزواج عندما اخبرتني والدته بالصدفه انه ليس لديه ميراث!
سببان لانفصالي عنه اولهما شعوري الدائم معه بالوحدة، السبب الثاني تدخل والدته في كل تفاصيل حياتنا، وبدأت المشاكل بيننا بعد عامين ونصف زواج، طالبته في جلسة عائلية بشراء شقة لكن ادعت والدته بانها لا تمتلك من ميراثه سوي ٥٠ ألف جنيه وبالطبع هذا المبلغ لا يشتري شقة، ووعد باعطائي مبلغ ٩٠٠ جنيه مصروف للبيت شهريا، واراد ان يعاقبني علي طلبي بالانفاق علي فطلب عدم خروجي للعمل مره اخري، بل وطلب سفري معه الي مكان عمله حتي يدخر من المصروفات، ولو كنت اعلم انها رغبة حقيقيه منه كنت سافرت لكني ادركت انه لا يريد سوي ارهاقي نفسيا، وقررت الا انجب اطفالا مره اخري الا بعد ان تستقر اموري معه، وعندما وصلت ابنتي الي سن الدراسة فوجئت به يخبرني برفضه لالحاقها في المدرسة وقالي (خليها السنه الجايه معيش فلوس) رفضت وقررت الحاقها بمدرسة لغات تحملت مصروفاتها كامله.


تستكمل "نهي" كلامها بألم وحسرة قائلة: منذ اول سنة زواج ذقت الامرين اول مره يمد يده بالضرب علي بعد ان حدثت بيننا مشكلة بسبب مصروفات المدرسة التي وضعتها في ظرف في البيت وكان يريد اخذ جزء منها واخبرته بانها كانت وديعه لي في البنك كسرتها حتي اتمكن من الانفاق منها علي نفسي وابنتي، بينما هو كان يريد الحصول عليها للسفر والتنزه، شعرت باضطراب نفسي رهيب وساءت حالتي بشده ووصلت لحالة اكتئاب بالغه فقررت استشارة طبيب نفسي، وكنت اخبره وكان يأتي معي بعض الجلسات، وبدأت تلقي علاجا نفسيا وتحسنت حالتي وقررت انجاب طفل اخر، ورزقني الله بابنتي الصغرى جنى، وبعد فترة قصيرة جاءت موجه ثانيه من المشاكل والخلافات، ودبت بيننا مشكله ضربني بسببها في الشارع "بالشلوت"، اعتذر لي ووعدني بانه لن يفعل ذلك مره اخرى، لكن للاسف عاد لقسوته مرة اخرى؛ اتهمني وامه باني لو طلبت الطلاق سوف يقولوا للمحكمة أني مريضه نفسيا لاسقاط حضانتي، ثم فوجئت به يتصل بي ثاني يوم العيد ويطلقني شفهيا في التليفون، ولم يكتف بذلك بل كتب علي صفحته علي" الفيس بوك" بانه طلق ام بناته وراح يسب فيّ بأنه اخطأ عندما تزوج امرأة يتيمة الابوين، ورغم نصائح البعض بمسح هذا المنشور لكنه رفض، حتي ابنته جنى ارسلت اليه تعاتبه لانه فضحها بهذا التصرف، لكنه هاجمها وشتمها، فلم تجد ابنتي وكانت اصغر من ذلك وقتها ان تكتب منشورا هي الاخري راحت تدافع عني لتصحيح صورتي امام زميلاتها.


وبعد مرور شهرين اتصل بي قائلا، "انا رديتك لعصمتي وعايز نرجع" فاجبته، وانا هخلعك، جن جنونه وفوجئت به يحضر الي البيت ينهال علي بالضرب، الصدفة هي التي انقذتني في ذلك اليوم عندما اتصلت شقيقتي وسمعت صوته وصوت ابنتي وهي تستغيث بها، فهددته شقيقتي بانها ستتصل بالنجده وبالفعل قبل حضور النجده بدقائق فر هاربا، وتم عمل مذكرة من جانب النجدة وبعدها معاينة من قسم شرطة الرمل ومحضر، لكنه انكر امام النيابه التي اخذت بشهادة ابنتي التي روت الواقعه تفصيليا وتم تحويلي للطبيب الشرعي الذي اكد ادانته، وأمام محكمة اسرة الرمل تقدمت بدعوي خلع، رغم امكانية طلب الطلاق للضرر بسبب ضربه، الا اني اردت ان انجو بنفسي، وحصلت على الطلاق خلعا، كما تقدمت بدعوي نفقة للصغيرتين ومتجمد نفقه لي عن الفترة التي تركنا فيها وانا لازلت زوجته، وبالفعل صدر الحكم بنفقة ١٢٠٠ جنيه للصغيرتين و٦٠٠ جنيه نفقة زوجية لي. 
كما صدر ضده حكم بالحبس ٩ شهور في قضية الضرب لكن محاميه في الاستئناف خفض الحكم  الي ٢٤ ساعه فقط ورضيت وقلت لنفسي يكفي ان يتم حجزه ولو يوم.


ومنذ ذلك الوقت اتفق معي ان يستمر في دفع النفقه الزوجية ٦٠٠ جنيه رغم انها سقطت عني بعد حصولي علي الخلع، وبعد مرور 5  سنوات فوجئت يطلب وقف النفقة الزوجية، فأسرعت الي المحكمة طالبت بمتجمد مصروفات مدرسية وبالفعل صدر الحكم لصالحي بمتجمد ٥٤ ألف جنيه عن الثلاثة اعوام الدراسية السابقة، وكذلك طالبت بزيادة نفقة الصغيرتين وبالفعل صدر الحكم لصالحي بزيادة النفقة الي ٢٠٠٠ جنيه، استأنف علي الاحكام مستندا علي انه تزوج من اخرى ودخله لا يكفي لهذه المصروفات.
وانهت "نهي" كلامها بأسي قائلة: وامعانا في مضايقتي تقدم بدعوي كيديه طالبا رؤية الصغيرتين، وصدر الحكم لصالحه لكن جني ترفض رؤيته، هذا ما سوف تقوله ابنتي للمحكمة.